مع دخول فصل الصيف، حذر مختصون من انتشار الأفاعي في بعض المناطق السورية، ومنها المناطق السكنية، ما يشكل ربما تحديا جديدا أمام القطاع الطبي، الذي يعاني أصلا من صعوبات، وانتكاسات كبيرة، ما انعكس على الخدمات التي يقدمها للسوريين.

خطر الثعابين

أستاذة علم النسج والتشريح المقارن في جامعة تشرين نهلة إبراهيم، حذرت من خطر الثعابين والأفاعي، مشيرة إلى أن بعض الأفاعي قد تعيش في المحميات الطبيعة، وأحيانا في المنازل، رغم اتخاذ بعض الإجراءات لمنع دخولهم إلى البيوت.

وحول طريقة التعامل مع الثعابين والأفاعي، قالت إبراهيم في تصريحات نقلها “تلفزيون الخبر” المحلي الخميس إنه: “من الضروري عدم مهاجمة الثعبان بمكنسة أو عصاة، فهو لن يهاجمك إلّا إذا شعر بالتهديد منك، فلن يطاردك أي ثعبان، سواء كان ساما أم لا إلا إذا شعر بالتهديد”

وتابعت “إبراهيم“: “أعرف أنك بالنسبة للثعبان مفترس، وسيتجنبك طالما لم تزعجه، وأعلم فورا أن الثعبان قد شعر بالخطر إذا التف حول نفسه وفتح فمه على اتساعه، فعليك عندها الابتعاد ببطء لتجنّب أي خطر إضافي“.

وفي معرض حديثها عن خطر الثعابين، أشارت إبراهيم إلى فوائد وجودها ضمن النظام البيئي، وأضافت: “تبقي أعداد القوارض والحشرات تحت السيطرة، صحيح أنك لا تحب رؤية أحدها بالقرب من منزلك، لكن لا يجب عليك قتلها، لأنها تسيطر على الآفات في منطقتك“.

وعن انتشار لدغات الأفاعي، أشارت الاختصاصية إلى تعرض نحو 2.5 مليون شخص حول العالم، للدغات الأفاعي سنويا، كما يفقد نحو مئة ألف حياتهم، جراء تأثير السم على الجهاز العصبي، أو تأثيره على عضلة القلب، فيوقفها عن التقلّص.

قد يهمك: السوريون من أسباب سوء خدمة الإنترنت.. هل تصدقون ذلك؟

استعداد القطاع الطبي

من جهته أكد الباحث في البيئة والتصنيف الحيواني باختصاص الأفاعي السامة، محمد عدنان أحمد، لتلفزيون الخبر، أن: “لدغات الأفاعي، لا تزال تشكّل تهديدا خطيرا، والعلاج الفعّال الوحيد لمواجهة أعراض التسمم، هو إعطاء مضادات السموم في الوريد“.

وكشف عدنان أحمد أن هناك فقدان أنواع من الأدوية، للتعامل مع هذه الحالات، غير موجودة ضمن الأراضي السورية، وقال: “بذات الوقت هناك أنواع سامة عديدة تمّ توثيقها في مناطق مختلفة من الأراضي السورية لا يغطيها المصل المستخدم، لكن المصل يعطي فعاليّة جيدة وفق بيانات وزارة الصحة ومركز السموم الوطني“.

من جهته أكد مدير الأمراض السارية في وزارة الصحة زهير السهوي، أن لدغات الأفاعي ترتفع بنسبة 50 بالمئة، خلال الفترة الممتدة من شهر أيار/مايو، حتى شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، مشيرا إلى أن “عدد الإصابات يتراوح بين 7000- 8000 إصابة سنويا، ومعدل الوفيات المسجّلة حالياً 0 بالمئة كون المصول متوفّرة، ويتم معالجة الحالات على الفور” حسب قوله

القطاع الطبي في سوريا يواجه خطر الانهيار، لأسباب عديدة أبرزها ارتفاع وتيرة هجرة الأطباء خلال السنوات القليلة الماضية، إذ يبحث الأطباء عن فرصة عمل أفضل، في ظل تدهور القطاع الطبي في البلاد.

الهجرة وصلت للممرضين

مسؤول السلامة المهنية في مشفى “الباسل” بدمشق سعد الدين الكردي، أكد أن الهجرة في القطاع الطبي، طالت مؤخرا الممرضين، إلى بلدان أخرى كالعراق ولبنان، لافتا إلى أن بعض المشافي فقدت ما يقارب 50 بالمئة من موظفيها خلال العشر سنوات الماضية.

وأوضح الكردي في تصريحات سابقة أن “الكوادر الطبية لا تحصل على الأجور والتعويضات اللازمة“، ما دفع العاملين في القطاع الطبي، إلى البحث عن أي فرصة للهجرة والعمل في دول أخرى. ونتيجة لهجرة الممرضين لفت الكردي، إلى أن بعض المشافي شهدت تأدية المستخدمين، أو أشخاص غير مؤهلين ليقوموا بعمل الممرضين بسبب النقص، وحول أجور الممرضين اعتبر أن “الممرض عليه أن يعمل ثلاثة أيام حتى يشتري وجبة طعام“.

وفي هذا السياق، تُعد هجرة الأطباء بمختلف اختصاصاتهم من الملفات المهمة التي تحتاج إلى حلول، بعد تزايدها خلال الآونة الأخيرة، و المؤسف أن نزيف الهجرة لم يتوقف حتى الآن، بل تضاعف، ولم تعد هجرة الأطباء مقتصرة على الدول العربية، و لا على كبار الأطباء، بل بدأت الهجرة إلى بلدان أوروبية، في ظل العديد من الإغراءات العلمية والمادية، حسب صفحة “صاحبة الجلالة” المحلية.

قد يهمك: أساليب جديدة لمراقبة عمل “السرافيس” في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.