على الرغم من استقرار مؤشرات الكوليرا في العراق، تواصل الحمى النزفية في الارتفاع، حيث أعلنت وزارة الصحة العراقية، اليوم السبت، أن إجمالي الحالات الحمى بلغ 227 إصابة. 

المتحدث باسم وزارة الصحة، سيف البدر، قال في تصريح لقناة العراقية الرسمية، وتابعه موقع “الحل نت”، إن “اعداد الإصابات بالحمى النزفية ارتفعت إلى 227 إصابة من ضمنها 36 وفاة”. 

وذكر البدر أن “الوزارة سجلت حالة وحيدة في الساعات الـ 24 الماضية ليرتفع العدد الكلي إلى 227”.  

في حين كانت محافظة ذي قار التي سجلت النسبة الأكبر من الإصابات، كما أن 92 حالة من المجموع الكلي سجلتها المحافظة التي حدث فيها أكبر عدد وفيات جراء الحمى النزفية التي وصلت إلى 20 حالة وفاة، وفقا للبدر. 

اقرأ/ي المزيد: آلاف الإصابات.. الكوليرا يداهم العراق

زيادة متوقعة هذه الأيام

فيما توقع البدر ارتفاع عدد الإصابات بسبب قرب حلول عيد الأضحى وما يشهده من ذبائح، معتبرا أن “الجزر العشوائي يشكل التحدي الأكبر، ويجب أن تكون هناك جدية أكبر من قبل الأجهزة المختصة لمحاسبة المخالفين”.  

وعن ملف الكوليرا، أكد البدر عدم تسجيل أية إصابة جديدة، مشيرا إلى أن “العدد الإجمالي يبلغ 139 حالة من ضمنها 70 في محافظة كركوك لوحدها وحالتا وفاة في كركوك وبغداد”.  

وفي وقت سابق حددت وزارة الزراعة، 4 عوامل ساهمت بارتفاع الإصابات بالحمى النزفية، تتمثل بقلة الكوادر البيطرية واستمرار الجزر العشوائي داخل المدن وعدم الاهتمام بنظافة الحظائر الحيوانية، فضلا عن تقليص الدوام الرسمي ضمن إجراءات مواجهة فيروس كورونا.

وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة، حميد النايف، في بيان إن الوزارة لديها تواصل مع جميع مربي الحيوانات، وهناك فرق جوالة في كافة أنحاء العراق لمكافحة المرض ومنع وصوله إلى الانسان.

وخلال الأسابيع الأخيرة نفذت السلطات العراقية حملة واسعة لإغلاق الحظائر والمقاصب العشوائية غير المرخصة في عموم مدن البلاد، للحد من تفشي مرض الحمى النزفية.

اقرأ/ي المزيد: وباء الكوليرا في العراق: هل تؤدي البنية التحتية المتهالكة إلى جائحة جديدة في البلاد؟

حملات وقائية

تشارك قوات الأمن العراقية في المحافظات مع الفرق الصحية بحملة التفتيش والإغلاق، وذلك بعد تسجيل اعتداءات على العاملين الصحيين من قبل أصحاب تلك الحظائر والمقاصب، وإلى جانب عمليات الإغلاق تواصل الفرق الصحية عمليات رش المبيدات في مناطق تربية المواشي خاصة داخل الأرياف ومناطق البيع بالجملة في عموم مدن البلاد.

بالمقابل يطالب مربو المواشي بتعويضات عن خسائر لحقت بهم خلال الفترة الماضية، جراء اضطرارهم لنقل مواشيهم واستئجار أماكن لها وإتلاف الأعلاف المجهزة مسبقا لها.

وتعزو وزارة الصحة العراقية استمرار تسجيل الإصابات اليومية بالحمى النزفية إلى تربية المواشي في الأماكن السكنية، وضعف التعقيم والإجراءات الوقائية المتبعة من قبل مربي المواشي، فضلا عن ضعف إجراءات الفحص للمواشي القادمة من خارج البلاد.

والحمى النزفية مرض فيروسي، ينتقل عبر المواشي للإنسان، ومن ثم ينتقل عن طريق العدوى من شخص لآخر، وتبلغ معدلات الوفيات للمصابين به نحو 40 بالمئة بحسب منظمة الصحة العالمية.

ومن أعراض المرض، ارتفاع درجة الحرارة لدى المصاب، ونحول عام، آلام في العضلات، غثيان وتقيؤ، وظهور البقع النزفية تحت الجلد وأماكن زرق الإبر وفي الفم والأنف بعد خمسة أيام من المرض، والمعدل العام لحضانة المرض من يوم واحد الى 14 يوماً، ومن أهم إجراءات الوقاية رش المنازل بالمبيدات الحشرية، وتعقيمها، ومراقبة الحالات المشكوك فيها وإحالتها على الفحص المبكر في أسرع وقت ممكن.

ماذا عن الكوليرا؟ 

فيما يتعلق بالكوليرا، حثت الصحة في بيان المواطنين على الالتزام بالتوصيات الطبية، بغسل اليدين جيدا قبل إعداد وتناول الطعام وبعد دخول الحمام ، فضلا عن التأكد من غسل الخضروات والفواكه بشكل جيد قبل تناولها.

كما أوصت بـ طهي الطعام بشكل جيد وفي درجات حرارة عالية، إضافة إلى الاهتمام بنظافة المطابخ والحمامات، وأهمية التأكد من مصادر المياه المستخدمة للشرب والطبخ وأن تكون المياه معقمة وصالحة للشرب، وفي حال عدم التأكد من تعقيم مياه الشرب يجب غلي الماء وتبريده قبل الاستخدام، أو استخدام حبوب تعقيم المياه حسب التعليمات الخاصة بها.

ويرى خبراء صحيون، أن الكوليرا “رغم أنها تكاد تكون مرضا مسيطرا عليه تماما ومنسيا في غالبية بلدان العالم المتقدمة، لا سيما في مجال الرعاية والوقاية الصحيين، لكنها تكاد تكون متوطنة في العراق بحكم تسجيل حالات الإصابة بها في العديد من مناطقه بشكل شبه سنوي“.

اقرأ/ي المزيد: تفاعل فيروس “الحمى النزفية” بالعراق ودعوات لعزل المناطق الموبوءة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة