تكاد معاناة المدنيين القاطنين ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية في مدينة دير الزور لا تنتهي، حيث يشتكي الأهالي مؤخرا من رداءة نوعية الخبز الذي يشتروه من الأفران المخصصة لهم، على خلاف نوعية الخبز ذو الجودة العالية، الذي تحصل عليه الأفرع الأمنية ووحدات الجيش السوري، والميليشيات الإيرانية من الأفران المخصصة لهم. 

جودة سيئة

يونس السيد عمر، من سكان حي الجورة، قال لـ “الحل نت” إن مادة الخبز التي يشتروها من الفرن المخصص للمدنيين في الحي، سيئة الجودة، وباتت خلال الآونة الأخيرة لا تصلح للاستهلاك البشري بالرغم من ارتفاع سعرها.

موضحا أن، الخبز سميك ويتقطع بمجرد ثنيه، إضافةً إلى انبعاث روائح غير محبذة منه معظم الأحيان، حتى وصل اليوم إلى حالة لم يعد بالإمكان تناوله، في الوقت الذي يحصل فيه عناصر الميليشيات وبقية القوى الموجودة في المدينة على خبز ذو نوعية جيدة، من فرن “الجاز” المخصص إنتاجه لهم.

تجاهل الشكاوى

وقال رب أسرة لخمسة أفراد في حديثه لـ “الحل نت”، إنني أشتري خبزا بنحو 4000 ليرة سورية بشكل شبه يومي، بالرغم من رداءة نوعيته، فلا يوجد حل بديل أمامي، لأن شكاوى الأهالي المتكررة على هذه المشكلة، قوبلت بعدم الاستجابة أو الرد من قبل الجهات التموينية.

مراسل “الحل نت” في مدينة دير الزور قال، إن الجهات المسؤولة في المدينة، خصصت إنتاج فرن “الجاز” والفرن الآلي، لعناصر الجيش السوري والميليشيات المحلية الموالية له إلى جانب الأفرع الأمنية والميليشيات الإيرانية، بينما خصصت إنتاج بقية الأفران في المدينة للأهالي، ويتم التوزيع أحيانا عن طريق المندوبين.

ولفت المراسل إلى عمليات الاستغلال التي يتعرض لها المدنيين من قبل مندوبي الخبز، وخاصة أن غالبيتهم عناصر في ميليشيا “الدفاع الوطني” أو “جيش العشائر” فلا أحد يستطيع الاعتراض أو الشكاية عليهم، خشية من الاعتقال أو المحاسبة.

ويعتمد معظم السكان في محافظة دير الزور على “الخبز التمويني” في ظل عدم قدرتهم على شراء “الخبز السياحي” المسعَّر بـ 3000-3500 ليرة للربطة الواحدة، إلى جانب دخلهم المتواضع مقارنة مع الارتفاعات المستمرة لأسعار السلع.

وتعاني الأجزاء الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية في محافظة دير الزور من انعدام الخدمات الأساسية وتدني الوضع المعيشي للسكان وقلة فرص العمل، فضلا عن حملات الاعتقال المتكررة التي تطال الشبان بهدف التجنيد الإجباري، إضافة للعمليات الانتقامية من الميليشيات الإيرانية لكل شخص قد يعارضهم أو يعرقل مشروعهم التوسعي في المنطقة.

إلى ذلك، يتوافر في سوريا نوعان من الخبز. الأول، هو العادي المدعوم من الحكومة، وتقوم ببيعه المخابز العامة والخاصة التي تحصل على الدعم الحكومي لمادة الطحين والمازوت. وفيما يُعرف هذا النوع بكونه أصلا رديئا، أما النوع الثاني المسمى “خبز سياحي” يتميز ببياض لونه وجودته العالية، وهو يُعرف بالسياحي نظرا لغلاء سعره، إذ تصل سعر الربطة منه الآن إلى نحو 3000 ليرة سورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.