روسيا ومن خلال سياستها في سوريا، تعمل على الهيمنة على الاقتصاد والسياحة السوريين، من خلال ربط دمشق بمناطق نفوذ روسية، بموجب اتفاقات ثنائية، لا تصب في مصلحة سوريا بالمجمل، حيث بدأت بالقرم، ووصلت إلى داغستان.

خط جوي جديد

روسيا أعلنت، أن خطّا جديدا للنقل الجوي سيتم تدشينه خلال منتصف الشهر الجاري، بين ماخاتشكالا عاصمة داغستان ذات الحكم الذاتي في روسيا، ودمشق، وسط تأكيدات روسية بالتوسع في رحلات الطيران التي تربط مطاراتها بسوريا.
من جهتها، كشفت “الممثلية التجارية الروسية” في دمشق، في بيان لها، يوم أمس الثلاثاء، عن خط جوي جديد يربط روسيا بسوريا من منطقة، داغستان الروسية إلى دمشق.

وجاء في بيان الممثلية التجارية الذي نشرته وكالة “سبوتنيك” الروسية، إن “الارتقاء المستمر بالعلاقات الشاملة بين روسيا الاتحادية، وسوريا أبرز الحاجة إلى توسيع شبكات الربط الجوي بين الدولتين”.

وأضافت في بيانها، أنه وفي سياق خطط التطور المستمر بين البلدين، سيتم افتتاح خط جوي جديد ابتداء من 15 تموز/يوليو الحالي، “سعيا لتحسين أساليب النقل البيني، بما فيه النقل الجوي، وتوسيع فرص الأعمال والتواصل بين روسيا الاتحادية، والجمهورية العربية السورية”.

الممثلية التجارية الروسية، أوضحت أن الخط الجوي الجديد، سيربط ولاية ماخاتشكالا، ودمشق بالاتجاهين، وماخاتشكالا واللاذقية باتجاهين أيضا، على أن يتم تشغيل الرحلات الجوية مرة إلى مرتين أسبوعيا، على متن طائرة “ياك 42 د” التابعة لشركة الطيران الروسية “كوسموس”.

جورج أساتريان، الممثل التجاري لروسيا في سوريا، بين أن افتتاح مثل هذه الرحلات للركاب، وعلى هذه المسارات سيساعد في تعزيز العلاقات التجارية، والثقافية بين روسيا وسوريا، وسيسمح أيضا بإطلاق عدد من البرامج السياحية الجديدة بين الدولتين، وتفعيل زيارات الحج الدينية لسوريا، مشيرا إلى أنه من المخطط توسيع قائمة المطارات الروسية، التي سيتم ربطها عن طريق الرحلات الجوية المباشرة مع سوريا.

إقرأ:مشاريع اقتصادية مشتركة في دمشق مع هذه الدول .. ما الذي يقف وراءها؟

نقل بحري بين دمشق والقرم

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى وجود خطة عمل مهمة بين سوريا وجمهورية القرم التابعة لروسيا، تهدف لإنشاء شركة للنقل البحري بين البلدين، بحجة أن موانئ القرم ستخفف الكلفة الزمنية باعتبارها أقرب الموانئ الروسية إلى سوريا.

وبحسب التقرير، فإن الخطة التي وُضعت في شباط/فبراير الماضي، تهدف إلى تنشيط السياحة بين البلدين، كما تشير إلى أن هذا التعاون سيكون عاملا مساعدا، وداعما للسياحة السورية وسيسهم في دخول المزيد من السياح إلى سوريا، وهذا يحقق مصدرا مهما للقطع الأجنبي، ولكثير من قطاعات الانتعاش الاقتصادي.

الخبير في الشؤون الروسية، نصر اليوسف، بيّن لموقع “الحل نت” في وقت سابق، من المؤكد أن إنشاء شركة مشتركة للنقل البحري سيكون عاملا مساعدا في تسريع وتيرة التبادل التجاري بين سوريا ،وأحد المكونات الروسية، ولكن هذا يجب ألا يحجب حقيقة أن هذه الوتيرة لن تكون مجدية كثيرا.

وأضاف اليوسف، أن الاقتصاد السوري منهار تماما، والشركات الروسية في القرم، والتي ستقيم علاقات تجارية مع سوريا ليست منظمات خيرية، وإنما تسعى للربح، ونظرا للوضع الاقتصادي السوري، فإن الوضع لن يكون مجديا كثيرا، ويمكن أن يطرأ تحسن بسيط على حجم التبادل التجاري، ولكن لن ينعكس ذلك إيجابا ولو حتى بشكل ملموس على حياة الشعب السوري.

قد يهمك:أسلوب اقتصادي جديد في دمشق للتهرب من العقوبات

من الجدير بالذكر، أن تقارير صحفية، تحدثت عن وجود خشية من استخدام الخط الجوي الجديد لجلب مهاجرين من دول نائيه أو دول الصراع، مثل سوريا، ثم تشجيعهم على الهجرة غير الشرعية لاستخدامهم كورقة ضغط على دول الجوار الأوروبية، خاصة مع اشتداد الصراع بين روسيا والغرب بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وانضمام السويد وفنلندا لحلف “الناتو” مؤخرا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.