“محاسبة سعد المدرس”. هاشتاغ ضمن حملة أطلقتها منظمات حقوقية وناشطات نسويات في العراق، لدعم الإعلامية العراقية البارزة منى سامي، إثر تعرصها لخطاب تحريضي ديني، فما هي القصة؟

تبدأ القصة، من خلال مهاجمة رجل الدين العراقي، سعد المدرس، للإعلامية العراقية منى سامي، وتحدثه عنها بكلمات غير إخلاقية، ما أثار حفيظة منظمات حقوقية وناشطات مدافعات عن حقوق المرأة.

المدرس هاجم سامي؛ لأنها تركت مهنة التدريس بعد أن كانت مدرسة لمادة الكيمياء وانتقالها لمجال الإعلام، واصفا إياها بـ “المثيرة”، ونعت عملها بمجال الإعلام، وهاجم عائلتها، قائلا بما مفاده: “لا تربية لديها”.

بعد الخطاب التحريضي ضد سامي ودعوته لإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ردت منى سامي بتدوينة عبر جداريتها بموقع “فيسبوك” على المدرس، وتوعدته بمقاضاته لدى القضاء العراقي، بعد نهاية عطلة عيد الأضحى.

https://youtu.be/91QzR16VEHI

استنكار وتضامن

سامي تساءلت: “كيف يسمح البعض لأنفسهم باستخدام منبر رسول الله في إلقاء التهم والطعن بالأعراض؟ بل وكيف يتم استخدام الدين في التهجم على العوائل والتدخل في شؤونها؟”.

وأكملت الإعلامية العراقية تدوينتها بتساؤل آخر: “كيف لرجل دين أن ينزع صفة الدين من (أب) ويستخدم أسلوب داعش التكفيري ذاته؟!”.

سامي اختتمت تدوينتها، بدعوتها للمدرس ومن مثله من الذين يدّعون نصح الناس، “بالتركيز على خطب دينية تكون مؤثرة في الناس وتحببهم بالدين، بدل لغة الشتائم والتهجم عليهم”.

لم ينته الأمر عن ذلك الحد، إذ سرعان ما أعلنت منظمات حقوقية وناشطات مدافعات عن حقوق المرأة، رفضها خطاب سعد المدرس، وتضامنها مع منى سامي، ودعوتها لمحاسبته على خطابه التحريضي.

منظمة “آيسن” لحقوق الإنسان والتنمية المستدامة، استنكرت في بيان، اليوم الثلاثاء، ما جاء بخطاب الشيخ سعد المدرس من إساءة بحق النساء العراقيات أجمع، وبحق الإعلامية منى سامي على وجه الخصوص.

وعبّرت “آيسن” في بيانها، عن استغرابها “لاستغلال رجال الدين المنبر الإسلامي النبوي للتهجم على العوائل، والتدخل بشؤونها وطبيعة اختياراتها العملية والعلمية دون وجه حق، باستخدام ألفاظ غير مقبولة إطلاقا”.

دعوة للجهات الحكومية

بيان المنظمة، دعا الجهات الحكومية المختصة في العراق، للالتفات إلى “ما يصدر من بعض مدعي التدين في المنابر والجوامع من تحريض وترويج لعقدهم النفسية الواضحة، والتي تتنافى مع ما نصت عليه الأديان السماوية أجمع ومبادئ حقوق الإنسان”.

يجدر بالذكر، أن سعد المدرس رجل دين عراقي، عرف بخطاباته التحريضية ضد الكثير من النساء العراقيات، خاصة المعروفات في الوسط الفني والإعلامي، تحت ذريعة أنهن “يتسببن بإفساد أخلاق العوائل العراقية”، على حد تعبيره.

فيما يخص منى سامي، سبق وأن عمل “الحل نت” مقابلة خاصة معها، وتحدثت فيها عن جل مسيرتها الشخصية والمهنية بدءا من مجال التعليم كمدرسة في المدارس الأهلية، ووصولا إلى دخولها لمجال الإعلام قبل سنتين، وهي اليوم من أهم الإعلاميات في العراق.

ولدت سامي قبل 3 عقود في العاصمة بغداد. لعائلة تربوية معروفة في العراق. والدتها “الكيميائية البارزة” أزهار فيصل، ووالدها المستشار والخبير البيئي سامي رجب.

كانت سامي تشارك في جل الفعاليات والمسرحيات التي تقيمها مديريات التربية في البلاد، وفي مرحلة الثانوية نالت المركز الأول في فن الخطابة على جميع مدارس العراق.

مثل أمها، درست سامي الكيمياء في “جامعة بغداد”، وتخرجت منها ومارست المهنة، تدريسية في المدارس الأهلية لمدة 4 أعوام، قبل أن تضحك لها الدنيا ويتحقق حلم الصبا بدخولها لمعترك الإعلام.

دخول سامي للإعلام

دخول الإعلام جاء نتيجة اجتياح وباء “كورونا” للعراق في عام 2020، ما تسبب بإغلاق المدارس، لتتجه سامي نحو تحقيق حلمها، فدخلتته من بوابة قناة “عراق 24”.

في شهر تموز/ يوليو 2020، أجرت سامي الاختبارات مع قناة “عراق 24″، وفي شهر آب/ أغسطس قدّمت أول نشرة إخبارية، فكان أول ظهور لها وأول ظهور للقناة. توأم وُلدا معا.

اليوم تعمل سامي مقدمة لبرنامج سياسي اسمه “من جهة رابعة” عبر قناة “الرابعة” العراقية، وما يميز البرنامج أنه يتحول إلى رياضي في الأوقات الضرورية، وإلى مجتمعي في القضايا المصيرية، وإلى برنامج فني في المناسبات المهمة.

تلك الميزة، جعلتها تنال الشهرة بسرعة فائقة، فهي أسرع إعلامية تصعد إلى مصاف الإعلاميين والإعلاميات الكبار في العراق، في أقل من سنتين فقط من دخولها لمجال الإعلام.

تعرف الإعلامية منى سامي، بدفاعها المستميت عن حقوق المرأة، وهي عضوة في مؤسسة “العراقية هنا”، المعنية بمجال المرأة وحقوقها في العراق.

مؤخرا، تعاني سامي من حملة تسقيط ممنهجة تنال منها في مواقع “التواصل الاجتماعي”، حتى أن بعضها يتم تمويلها من قبل جيوش إلكترونية تابعة لقنوات منافسة للقناة التي تعمل بها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.