واقعيا، تنتشر العصابات المسلٖحة في هايتي منذ عقود طويلة، غير أن سطوتها على البلاد والعاصمة ازدادت منذ مقتل الرئيس جوفينيل مويس في 6 تموز/ يوليو العام المنصرم، فما هو المشهد اليوم؟

أرييل هنري، خليفة الرئيس المقتول، الذي شكل حكومة طوارئ، تعهد بـ “مكافحة العصابات”، لكن الآن وبعد مرور أكثر من عام، صارت حكومته متداعية وتواجه اتهامات بعدم فعل الكثير لمواجهة العصابات التي تسيطر على أحياء كبيرة في العاصمة بورت أو برنس.

تقرير لشبكة “سي إن إن” الأميركية، سلط الضوء، اليوم الثلاثاء، على تعاظم قدرة العصابات في هذه الدولة، لدرجة أنه باتت لها اليد العليا في العاصمة.

هايتي هي دولة فقيرة تقع في البحر الكاريبي وتعد من أفقر الدول في القارة الأميركية اللاتينية.

مصدر في قوات الأمن الهايتية، قدّدر بحسب تقرير الشبكة الأميركية، أن العصابات تسيطر أو تؤثر على ثلاثة أرباع العاصمة بورت أو برنس.

“حرب شاملة”

خلال 3 أيام، قتلت الشرطة قائد عصابة “ماووزو 400” الشهيرة، وحررت 6 رهائن كانت تحتجزهم.

أحد الضباط، قال بحسب تقرير “سي إن إن”، إنه عندما تصل القوات الخاصة إلى مناطق سيطرة العصابات، تبدأ في إطلاق النار، وتندلع اشتباكات مسلحة بين الطرفين.

ذلك المشهد يعد شائعا في العاصمة بورت أو برنس، في عشرات الأحياء في العاصمة التي تسيطر عليها العصابات المسلّحة.

ويبدو ان البلاد تنحدر صوب حرب شاملة بين الشرطة والجماعات الإجرامية المنظمة والمجهزة جيدا، على حد ما ورد في التقرير.

وأصبح الروتين المألوف في العاصمة الهايتية، أن تحاول الشرطة اقتحام مناطق العصابات، في محاولة لإظهار قوتها، وترد العصابات بوابل من الرصاص.

هايتي والتضخم

مقطع فيديو متداول على وسائل “التواصل الاجتماعي”، يظهر عصابات تستخدم جرافة مغطاة بألواح فولاذية لصد الرصاص، تقوم بدور دروع لتدمير المنازل، ويفترض أنها منازل المنافسين في العصابات الأخرى، وعمدت إلى إحراق منازل أخرى، فيما فر السكان في الليل سيرا على الأقدام.

ويبلغ التضخم في البلاد 30 بالمئة، فيما الوقود شحيح للغاية، مما يخلق طوابير من السكان الغاضبين.

وحذرت “الأمم المتحدة” من أن عنف العصابات، قد يعرض الأطفال الصغار في مناطق القتال لخطر المجاعة الوشيكة.

وفي منطقة تسمى سيتي سولاي، خلفت 10 أيام من القتال في تموز/ يوليو الماضي، أكثر من 470 قتيلا وجريحا ومفقودا، بحسب بيان لـ “الأمم المتحدة”، بعدما حاولت عصابة توسيع نطاق سيطرتها وانتزاع مناطق أخرى تسطير عليها عصابات منافسة.

وأشارت “الأمم المتحدة”، إلى تقارير عن “حوادث خطيرة من العنف الجنسي ضد النساء والفتيات وكذلك الفتيان الذين يتم تجنيدهم من قبل العصابات المسلّحة”.

العنف يتسع

البيان جاء فيه وقتئذ، إنه “قد فر حوالي 3000 شخص من منازلهم، بما في ذلك مئات الأطفال غير المصحوبين بذويهم، في حين تم تدمير أو إحراق 140 منزلا على الأقل”.

واتسع نطاق أعمال العنف التي تمارسها عصابات مسلّحة وسط إفلات كبير من العقاب، إلى ما بعد الأحياء الفقيرة للعاصمة الهايتية، وقد نفّذت سلسلة عمليات خطف أيضا.

وفي حزيران/ يونيو الماضي، سُجّلت 155 عملية خطف، مقارنة بـ 118 في أيار/ مايو/ المنصرم، فيما لم يصدر رئيس الحكومة أرييل هنري أي تعليق حتى اليوم، بشأن أعمال العنف المتفشية في سيتي سولاي.

وتُعدّ الأحداث الأخيرة محطة جديدة في سلسلة الأزمات، بما فيها السياسية، التي تضرب هايتي منذ الانتخابات التي أجريت في عام 2016، وقد فاقمها اغتيال الرئيس جوفينيل مويس في مقر إقامته في 6 تموز/ يوليو 2021.

ومنذ مقتل مويس، تنامى نفوذ العصابات، التي لم يكن بعيدا عنها، بسبب تحالفه مع بعضها، في وقت يبقى مقتله غامضا حتى الآن، على الرغم من الإشارة إلى أدوار كولومبية وراء عملية الاغتيال التي نفذها عدد من المسلحين المجهولين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.