تعيث الميليشيات التابعة لإيران فسادا ضمن مناطق انتشارها في ريف الرقة الشرقة الخاضع لسيطرة الحكومة السورية، عبر مصادرة أملاك الأهالي النازحين (منازل ومحال تجارية وأراض زراعية)، كما تحول البيوت المصادرة إلى مستودعات لتخزين السلاح ومواقع ونقاط عسكرية لها، إلى جانب تغير أسماء كثير من المنشآت إلى أخرى تتناسب مع أيديولوجيتها.

“الحل نت” رصد آخر انتهاكات لميليشيا “النجباء” العراقية في مدينة معدان شرقي الرقة، حيث استولى عناصر الميليشيا على تسعة منازل في حي النبعة، الاثنين الفائت، بعد أن أبلغوا قاطنيها بمغادرتها خلال مدتها أقصاها ثلاثة أيام.

ليست الأولى

الصحفي عهد الصليبي، قال في حديثه لـ “الحل نت” إن المنازل المستولى عليها تعود ملكيتها لأشخاص يقيمون خارج القطر، وبعض منها تعود ملكيته لمدنيين نازحين عنها ضمن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مشيرا إلى أنها المرة الثانية التي تستولي فيها الميليشيا ذاتها على منازل مدنيين في المدينة خلال مدة قصيرة لم تتجاوز الشهر، بحجج عدة أبرزها التواصل أو الانتماء لصفوف فصائل المعارضة المسلحة في الشمال السوري.

موضحا بأن، الميليشيا حولت المنازل التي استولت عليها قبل أيام إلى مقرات لها ومستودعات لوجستية خاصة بعناصرها، دون أي تعليق من الجهات الحكومية المسؤولة عن المنطقة عما يجري.

ولفت المتحدث إلى أن جميع الميليشيات الإيرانية في عموم مناطق سيطرتها شرقي الفرات، تعمل بشكل دوري على التضييق على المدنيين عن طريق الاستيلاء على منازلهم ونهب أرزاقهم، بغية دفعهم لتجنيد أولادهم أو الفرار من المنطقة.

من جهته أفاد مراسل “الحل نت” بأن دوريات تتبع لـ “الحرس الثوري” الإيراني، استولت، أمس الأربعاء، على منزل أحد الأهالي النازحين في الشمال السوري، يقع عند الطرف الشمالي لبلدة السبخة، وحولته إلى مقر عسكري خاص بها، ونقلت إليه معداتها.

مشيرا إلى أن المنزل غير مأهول بالسكان، لأن جزء صغير منه مدمر، نتيجة قصف سابق على البلدة. 

وفي السياق ذاته، استولت مليشيا “حزب الله” العراقية، المدعومة من “الحرس الثوري”، مطلع الشهر الجاري، على عدد من الأراضي الزراعية في بلدة السبخة، تعود لمدنيين نازحين أيضا.

حجج ملفقة

محسن العفدل، من سكان بلدة السبخة، ونازح في مدينة الرقة، يقول في حديثه لـ “الحل نت”، إن بعض الأراضي المستولى عليها من قبل ميليشيا “الحزب”، تعود ملكيتها لمعتقلين في سجن صيدنايا منذ العام 2015 بعد توجيه تهم (الإرهاب) إليهم، وبعضها الآخر لمدنيين هربوا من مضايقات عناصر الميليشيات والأجهزة الأمنية إلى مدينة الرقة.

موضحا أن عناصر الميليشيات برروا سرقتهم، بتواصل أصحاب الأراضي مع جهات خارجية معادية لهم، حيث تقوم الميليشيا باستثمار الأراضي عن طريق تأجيرها لبعض الأشخاص التابعين لها.

وتسببت سنوات الحرب التي عاشتها معظم المناطق في محافظتي دير الزور والرقة، إلى جانب تعدد وتعاقب القوى العسكريّة عليها، بخلو آلاف المنازل من أصحابها، واستيلاء عناصر من الجيش السوري والميليشيات الموالية لها، على عدد كبير منها تحت ذرائع مختلفة أبرزها العمل في صفوف المعارضة المسلحة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة