ما يزال قاطنو قرية “طعس الجايز” الواقعة في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور (مناطق سيطرة الحكومة السورية)، ينتظرون تدخل المسؤولين عن المنطقة، من أجل توفير مياه الشرب لهم، وبالتالي إنهاء معاناتهم مع أزمة المياه التي أثقلت كاهلهم مؤخرا، حيث بات توفير هذه المادة الحيوية التي تعد من الضروريات الأساسية في الحياة، حلما يراودهم منذ سنوات عدة.

أبدت بعض العائلات القاطنة في القرية، خلال لقائهم بمراسل “الحل نت” استيائهم وتذمرهم الشديدين إزاء معاناتهم اليومية من رحلة البحث عن المياه، غير أن معاناتهم تشتد أكثر خلال فصل الصيف الذي تزيد فيه حاجتهم الماسة للمياه سواء للشرب أو الغسيل.

لا حياة لمن تنادي

شاهر التمير، من سكان القرية، قال لـ “الحل نت”، إنهم تقدموا بعدة شكاوى للمسؤولين عن المنطقة من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة التي أرقت يومياتهم، وحولت حياتهم إلى جحيم حقيقي لا يطاق، غير أنه لا حياة لمن تنادي.

 وحمل المتحدث المسؤولية الكاملة للمسؤولين المتعاقبين على البلدية، فهم يكتفون بإعطاء وعود زائفة من أجل العمل على إنهاء المشكلة وتحسين الوضع في كل مرة.

مشيرا إلى أن صهاريج المياه زادت من معاناتهم بشكل أكبر مؤخرا، باعتبار أن التجار يرفعون من سعرها خاصة في فصل الصيف، حيث يتكلفون بمصاريف إضافية هم في غنى عنها، يدفع ثمنها معدومي الدخل في القرية، الذين أجبرتهم هذه الوضعية على جلب المياه من الآبار والتي تعد غير صالحة للشرب، ما يعرضهم وأطفالهم لأمراض متنقلة عبرها.

تجاهل حكومي

أم عمر، اسم مستعار، من سكان “طعس الجايز”، تقول لـ “الحل نت” إن الأسر في القرية تعاني الأمرين، انعدام المياه وجلبها من أماكن بعيدة، وسط تجاهل الجهات المسؤولة في المنطقة عن هذه المأساة، وعدم العمل بشكل جدي على إنهائها أو التخفيف منها حتى ولو بشكل جزئي، إلى جانب غياب نشاط المنظمات الإنسانية في القرية من جهة أخرى.

وأشارت إلى أنه يوجد بئر واحدة في القرية تم حفرها يدويا العام الفائت، بمبادرات من جميع الأهالي، إلا أنها بحاجة إلى مضخة وتعميق للبئر أيضا، لتسهيل عملية إخراج المياه منه، للتخفيف من معاناة الأهالي.

طالب جميع من التقاهم مراسل “الحل نت” في القرية الجهات المسؤولة، بحلول فورية لأزمة المياه، وشددوا على تخفيض أسعار صهاريج المياه، ووضع حد معين لها، يتناسب مع الوضع المادي المتدني لغالبية العوائل.

والجدير ذكره، يعيش المدنيين ضمن مناطق سيطرة الحكومية السورية والميليشيات الموالية لها في محافظة دير الزور ظروفا معيشية غاية في السوء، بالتزامن مع انعدام الخدمات الأساسية والصحية، وأدنى مقومات الحياة الأخرى المتعلقة بالكهرباء والمياه والنظافة، ولا حلول قريبة تلوح بالأفق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.