مجددا، ارتفع سعر الدولار الأميركي، اليوم الأحد، ليصل إلى مستويات لم يصلها منذ 24 عاما، أمام العملات العالمية ومن بينها الليرة السورية، وسط توقعات من المتعاملين بأن مجلس الاحتياطي الأميركي سيرفع الفائدة مجددا لمكافحة التضخم.

الليرة السورية تتراجع

مع تتابع الأخبار التي تؤكد استمرار معدل التضخم الأميركي عند أعلى مستوياته في أكثر من أربعين عاما، تزداد الضغوط على بنك الاحتياط الفيدرالي لاتباع سياسة أكثر تشددا، من خلال تسريع رفع معدل الفائدة على أمواله وزيادة وتيرته، الأمر الذي يوفر مزيدا من الدعم للعملة الأميركية في مواجهة العملات الأخرى، ليجر معه الاقتصاد السوري نحو كارثة جديدة.

سعر صرف الدولار في دمشق، اليوم الأحد، ارتفع بمقدار 50 ليرة خلال الساعات الماضية أي بنسبة تقارب 0.12 بالمئة، وفقا لبيانات موقع “الليرة اليوم”، حيث استقر عند سعر شراء يبلغ 3990، وسعر مبيع يبلغ 4030 ليرة للدولار الواحد، بمدى يومي بين 4020 و4025 ليرة.

أما في مدينة حلب فقد ارتفع سعر صرف الدولار بمقدار 10 ليرة عن آخر إغلاق، أي بنسبة تقارب 0.25 بالمئة، واستقر عند سعر شراء يبلغ 3985، وسعر مبيع يبلغ 4025 ليرة سورية للدولار الواحد، بمدى يومي بين 4010 و4020 ليرة.

كما بلغ سعر صرف اليورو الواحد في تداولات دمشق 4061 ليرة للمبيع و4020 ليرة للشراء، بينما بلغ في حلب 4056 ليرة للمبيع و 4015 ليرة للشراء، وفي إدلب 4035 ليرة للمبيع و 3990 ليرة للشراء.

الاضطرابات الاقتصادية العالمية

الاضطرابات الاقتصادية في العالم، أدت وفقا لما ذكره راديو “مونت كارلو” الدولي، إلى ارتفاع سعر الدولار بشكل حاد كملاذ آمن، حيث ارتفع مؤشر الدولار الذي يقاس قيمته بست عملات أخرى بأكثر من 13 بالمئة هذا العام.

وتقلب سعر اليورو فوق مستوى التعادل مع الدولار، بعد يوم واحد من هبوطه إلى أدنى من هذا المستوى للمرة الأولى منذ 20 عاما، وهبط سعر الجنيه الاسترليني بنسبة 0.2 بالمئة إلى 1.18580 دولار، بسبب استمرار المخاوف بشأن مستقبل الاقتصاد البريطاني. كما ارتفع سعر الدولار أكثر من واحد بالمئة مقابل الين ليصل إلى أكثر من 139 ينا للدولار الواحد للمرة الأولى منذ 1998.

ويشير المحللون إلى أن الشكوك المتزايدة إزاء خطط البنك المركزي الأوروبي لزيادة أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الشهر الحالي ثم 50 نقطة أساس في أيلول/سبتمبر القادم، أحد الأسباب التي عرضت العملة الأوروبية للهبوط.

وعلاوة على ذلك، عزز إعلان إحصاءات التضخم في الولايات المتحدة يوم الأربعاء الفائت، من تقوية موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي إلى مواصلة رفع معدلات الفائدة بقوة.

ومن المتوقع أن يستمر اليورو في الانخفاض أمام الدولار الأميركي، بحسب التوقعات التي حصل عليها “الحل نت” من خبراء اقتصاديين، بناء على سلسلة سعر صرف اليورو المنخفضة منذ شهور، وهو الآن عند نفس مستوى الدولار الأميركي.

تزايد شعبية العملات المشفرة

العملات المشفرة جذبت في الآونة الأخيرة انتباه العديد من مواطني الدول النامية ومن بينها سوريا، حيث تعد البلدان النامية من أكبر مستخدمي العملات المشفرة نظرا لشعبيتها في سوق التحويلات.

يقدر البنك الدولي، أن حوالات الأموال التي يرسلها المهاجرون إلى عائلاتهم، أوأصدقائهم في بلدانهم الأصلية، يمكن أن تصل إلى 20 بالمئة وحتى 40 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في العديد من البلدان النامية، وفي سوريا يقدرعدد المستفيدين من هذه التحويلات بأكثر من 5 ملايين نسمة، متوزعين على مختلف مناطق البلاد وبمبالغ شهرية تقدر بـين 125 و150 مليون دولار شهريا.

ووفقا لتقرير شركة “روبتال”، يمتلك الآن أكثر من 1 من كل 10 من مستخدمي الإنترنت في سن العمل شكلا من أشكال العملة المشفرة بمختلف أنواعها. مع ارتفاع هذا الرقم في الاقتصادات النامية، لا سيما في البلدان التي تكون فيها العملات التقليدية أكثر عرضة للتقلبات في أسعار الصرف.

وتُعزى الشعبية المتزايدة للعملات المشفرة في البلدان النامية ومن بينها سوريا، إلى الميزات التي توفرها لتوسيع الحرية الاقتصادية للناس في جميع أنحاء العالم. تأتي هذه الميزات من ثلاث خصائص رئيسية للعملات المشفرة؛ إمكانية الوصول إليها بسهولة، وانخفاض تكاليف وسرعة المعاملات، وأخيرا قدرتها على مواجهة ضعف العملات الوطنية والفساد.

الجدير ذكره، وفي تقرير دولي أظهرت أرقام عدد مستخدمي العملات الرقمية بحسب بلدان الولوج، أن 177 ألف شخص من سوريا يملكون ويتداولون في سوق العملات المشفرة، متجاوزين بذلك دول عديدة، منها النمسا والإمارات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.