خلال الفترة الماضية وتحديدا قبل عيد الأضحى، شهد السوق السوري ارتفاعا في أسعار الفروج والبيض، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث عاودت “بورصة” أسعار الفروج والبيض في الأسواق اليوم إلى زيادات غير مسبوقة، وعدم استقرار، ففي كل يوم هناك سعر جديد “يرتفع”، مما يضع المستهلك أمام خيارين، إما تقليل الكميات أو العزوف عن الشراء نهائيا.

أسعار كاوية

صحيفة “تشرين” المحلية، نشرت يوم أمس السبت، تقريرا أفادت فيه، خلال جولة لعدد من محلات الفروج في منطقة الشيخ سعد في المزة بدمشق، أنه لوحظ أن سعر الكيلوغرام الدجاج الحي بلغ 7500 ليرة سورية، وبلغ سعر كيلو الدجاج المذبوح والمنظف 9500 ليرة. في حين وصل سعر كيلو الشرحات بدون عظم إلى 18 ألف، فيما بلغ سعر كيلو الدبابيس 9000 ليرة، وسعر كيلو الوردة 10500 ليرة، كيلو الكستا 11000 ليرة، سعر كيلو الجوانح 8500 ليرة وكيلو السودة 14 ألفا.

في غضون ذلك، لهيب الأسعار كان صادما أكثر لدى محال البروستد والشاورما، إذ وصل سعر الفروج البروستد إلى 30 ألف ليرة سورية، في حين وصل سعر الفروج المشوي إلى 27 ألف ليرة ووصل سعر كيلو غرام الشاورما إلى 40 ألف ليرة.

ولم يقف ارتفاع الأسعار عند لحوم الفروج، بل تعدى الأمر ليصل الى أسعار البيض، إذ يباع صحن البيض ما بين 13000-13500 ليرة وسعر البيضة بالمفرق وصل إلى 500 ليرة.

ووفق التقرير المحلي، فهناك عدم وجود سعر ثابت ومحدد لأسعار اللحوم والبيض، فكل محل يبيع على هواه وفق مبررات وذرائع يسوقها صاحب المحل.

قد يهمك: قفزة جديدة في أسعار الفروج بسوريا قبل عيد الأضحى

الأسباب

ضمن سياق أسباب ارتفاع سعر الفروج في الأسواق السورية، أوضح عضو لجنة مربي الدواجن شعبان محفوض في تصريح للصحيفة المحلية، بأن سبب الارتفاع ليس المربين وإنما المسؤول عن ارتفاع الأسعار هو الحلقة الوسيطة من “تجار وسماسرة”، مضيفا: مربو الفروج ومنذ عدة أشهر يبيعون إنتاجهم من لحوم وبيض بخسارة كبيرة، مدللا على ذلك، بأن كل كيلو غرام من لحم الفروج يكلف المربي 7500 ليرة في حين يشتري منه التاجر بسعر يتراوح ما بين 6400-6200 ليرة وتاليا هناك خسارة أكيدة للمربي تتجاوز الألف ليرة.

وأردف محفوض في حديثه للصحيفة المحلية، أن الحلقات الوسيطة “آكلة البيضة وتقشيرتها”، والخاسر هنا هو المنتج والمستهلك، مطالبا بدوره، المعنيين في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية باعتماد تسعيرة مناسبة، ووضع حد لاستغلال التجار والتجاوزات الحاصلة ضمن هذا الإطار.

على طرف آخر، أوضح مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق، تكليفا علي محمد، بأنه يتم إصدار لائحة أسعار لجميع المواد ومن ضمنها اللحوم والبيض، وقد حددت آخر لائحة أسعار صادرة عن المديرية وبالتحديد يوم الخميس الماضي سعر الفروج الحي 7 آلاف ليرة، في حين حدد سعر الفروج المنظف بـ 9500 ليرة، وسعر كيلو غرام شرحات من دون عظم بـ17500 ليرة، وسعر كيلو غرام الدبوس بـ8500 ليرة وسعر الوردة بـ9200 ليرة، وسعر كيلو غرام الجوانح بـ7000 وكيلو غرام السودة بـ12000.

بينما حددت لائحة الأسعار الصادرة عن المديرية سعر الفروج المشوي بـ24500 ليرة والبروستد بـ26000 ليرة وكيلو الشاورما الدجاج بـ37000 ليرة، في حين أن سعر صحن البيض وزن 1801غرام وما فوق حدد بمبلغ 13000 ليرة، وفق التقرير المحلي.

وفي وقت سابق، نفى مدير عام المؤسسة العامة للدواجن سامي أبو الدان، حول إمكانية انخفاض الأسعار قريبا، وقال أبو الدان، إنه لا يمكن أن يكون هناك انخفاض في المرحلة الراهنة لأسعار الفروج والبيض، مشيرا إلى أن إنتاج المؤسسة من البيض يشكل 30 بالمئة من حاجة السوق المحلية، على حين أن إنتاج المؤسسة من الفروج أقل بكثير من 10 بالمئة.

أما بالنسبة للصعوبات التي تواجه هذا القطاع، قال أبو الدان لوسائل الإعلام المحلية مطلع الشهر الجاري، إن ارتفاع التكاليف والتسعير يشكل عقبة أمام صغار المربين الأمر الذي تسبب بخروج نسبة كبيرة من المداجن والمنشآت عن التربية والإنتاج.

وبيّن أبو الدان، أن هذه النسبة تتزايد، حيث وصلت إلى نحو 70 بالمئة من المربين “بالقطاع الخاص”، ولم يبق سوى الذين يتحكمون بالأسعار، إضافة إلى وجود صعوبات كبيرة يعانيها قطاع الدواجن في سوريا تتمثل بالارتفاع الكبير في أسعار المواد العلفية، مستغربا من انخفاض أسعارها في لبنان بنسبة كبيرة عن أسواق سوريا.

ضمن سياق النشرة التموينية والتكاليف الحقيقية، أكد أبو الدان خلال حديثه مع الصحيفة المحلية، أن هناك عدم توافق بين أسعار النشرات التموينية وتكاليف الإنتاج الحقيقية، مشددا على ضرورة أن “تكون الجهات المعنية أكثر تجاوبا مع مطالب قطاع الدواجن لأن حل هذه المشكلة لا يمكن أن يتم إلا بتدخل حكومي وحتى نستطيع أن ننافس القطاع الخاص نحن بحاجة إلى مليارات الليرات”.

وذكر أن هناك تناقضا بين الكلفة الحقيقية لأسعار البيض وبين نشرة الأسعار سواء للقطاع العام أم الخاص، منوّها إلى أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لا تسعّر على أساس التكلفة وزيادة هامش الربح لمربي الدواجن وهذا يسبب خسائر كبيرة للمربين، ويلجأ بعضهم للانسحاب من الأسواق وبالتالي يكون هناك قلة في الإنتاج والعرض وبالتالي ترتفع الأسعار.

أكثر القطاعات “تضررا”

في سياق مدى تضرر قطاع الدواجن في سوريا، قال أبو الدان في حديثه السابق، أنه من أكثر القطاعات تضررا خلال سنوات الماضية الثروة الحيوانية، حيث توقف 60 بالمئة من المزارع والمنشآت بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية والعقوبات المفروضة على سوريا، ما جعل منشآت المؤسسة تواجه تحديات استثنائية، وغير مسبوقة تتمثل بارتفاع أسعار المواد العلفية المستوردة التي تتجاوز قيمتها 70 بالمئة من تكاليف الإنتاج وعدم توافر السيولة المالية اللازمة لتأمين مخزون علفي طويل الأمد واستثمار جميع خطوط الإنتاج إضافة إلى خروج أربعة منشآت من الخدمة (حلب، الحسكة، الرقة، معرة النعمان)، كذلك يوجد صعوبات باستيراد صيصان أمات البياض من الشركات الأوروبية المتخصصة بإنتاج عروق الدواجن.

والتحدي الأكبر، بحسب أبو الدان، هو موضوع التقنين الكهربائي الطويل والمتكرر مع صعوبة تأمين مادة المازوت اللازمة لتشغيل تجهيزات الحظائر. هذا كله مترافق مع تعثر العملية التسويقية نتيجة توقف الأسواق التصديرية وضعف القوة الشرائية كون أسعار منتجات الدواجن مرتبطة بموضوع العرض والطلب.

هذا ويعاني قطاع الدواجن في سوريا منذ سنوات، وتشير التقديرات أن غالبية صغار المربين توقفوا عن الإنتاج. كما أن استمرار ارتفاع الأسعار في سوريا بات مصدر قلق يؤرق يوما بعد يوم غالبية السوريين، في الوقت الذي لم تعد شريحة كبيرة من المواطنين قادرة على مجاراتها، ودون أن يكون هناك أي دور حكومي حقيقي يوقف ما يجري أو يخفف منه على الأقل.

قد يهمك: البيض السوري يخسر.. هل ترتفع أسعاره قريباً؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.