لا تزال تداعيات الاستهداف المدفعي التركي الذي طال مصيفا سياحيا في مدينة زاخو التابعة لمحافظة دهوك في إقليم كردستان العراق مستمرة، حيث تعرضت قاعدة “زليكان” التركية في محافظة نينوى إلى قصف صاروخي.

الهجوم تم بثلاث صواريخ غراد استهدف قاعدة “زليكان” التي تضم قوات الجيش التركي، في قضاء بعشيقة بمحافظة نينوى، في تمام الساعة 9:20 من مساء اليوم الجمعة، بحسب بيان صادر عن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان. 

البيان الذي تلقى موقع “الحل نت”، نسخة منه، ذكر أن “أحد الصواريخ سقط بالقرب من الثكنات، فيما سقط صاروخان آخران حول قرية قريبة لكنهما لم يسفرا عن أي خسائر مادية أو إصابات”.

كما أشار إلى أن “منصة الصواريخ نصبت بالقرب من تجمع مدينة هيما في الموصل، الخاضعة لسيطرة الحكومة الاتحادية، حيث كانت خمسة صواريخ جاهزة للإطلاق، لكن اثنين من الصواريخ لم ينفجرا”.

https://twitter.com/ahmed_iq_yahoo/status/1550553962239123458?s=21&t=9fWlNQcN6L4355-9vuo3xw

اقرأ/ي أيضا: الاستهداف التركي لمصيف “برخ” بكردستان العراق.. محاولة لضرب القطاع السياحي؟

سياق الهجمات

هذا وسبق واستهدفت طائرات مسيرة نقاطا عسكرية تابعة للجيش التركي في محافظة دهوك العراقية، ليل الأربعاء الماضي، وذلك في إطار التوتر الذي تسبب به القصف التركي لمصيف برخ في مدينة زاخو، والذي أسفر عن وقوع 9 قتلى و23 جريحا مدنيا. 

وكانت مصادر محلية أفادت بأن “أسرابا من الطائرات المسيرة ثابتة الجناح المفخخة، استهدفت نقاط عسكرية تابعة للجيش التركي، ضمن مقتربات قاعدة بامرني بقضاء العمادية في محافظة دهوك”.

من جهتها، أفادت خلية الإعلام الأمني في العراق بتعرض مصيف قرية برخ في ناحية دركار التابعة لقضاء زاخو في محافظة دهوك بكردستان العراق إلى قصف مدفعي عنيف أدى إلى مقتل 9 مواطنين وجرح 23 سائحا.

‎وقالت الخلية في بيان إنه “في تمام الساعة 13:50 بالتوقيت المحلي من هذا اليوم 20 يوليو، تعرض مصيف قرية برخ في ناحية دركار التابعة لقضاء زاخو في محافظة دهوك بكردستان العراق إلى قصف مدفعي عنيف أدى إلى مقتل 8مواطنين وجرح 23 مواطن آخر جميعهم من السياح المدنيين تم إخلائهم إلى قضاء زاخو”، قبل أن تعود وتؤكد ارتفاع الحصيلة النهائية إلى 9 قتلى.  

https://twitter.com/hyd_64/status/1550566404763648001?s=21&t=9fWlNQcN6L4355-9vuo3xw

اقرأ/ي أيضا: الاعتداء التركي على دهوك يؤجج غضباً شعبياً وحكومياً.. هل تلجم بغداد تجاوزات أنقرة؟

ضحايا الاعتداءات التركية

يذكر أن، ما لا يقل عن 138 مواطن مدني قتلوا في كوردستان العراق منذ العام 2015، ضمن ما يعرف بمسمى العمليات العسكرية التركية ضد عناصر حزب العمال الكردستان. 

كما يشار إلى أن، الاعتداء التركي لم يكن الأول من نوعه، فهو يآتي ضمن أحدث عملياتها العسكرية التي أطلقتها في 18 نيسان/ أبريل الماضي، باسم “مخلب القفل”، حيث أنزلت مروحيات تركية وقوات خاصة، وأقامت نقاط أمنية بالأراضي العراقية وإقليم كردستان، رغم التنديد والرفض الإقليمي والدولي.

ووفق الذرائع التركية، يدفع العراق جزءا من سيادته ثمنا على مر الصراع الطويل لأنقرة “حزب العمال الكردستاني” المتواجد في شمال العراق، حيث شهدت الأعوام الماضية عمليات عسكرية متكررة يشنها الجيش التركي في أراضي إقليم كردستان العراق.

في 2018 طالبت منظمات حقوقية بإجراء تحقيق في عمليات عسكرية “سرية” نفذتها تركيا ضد “العمال الكردستاني” في شمال العراق وأراضي إقليم كردستان، معتبرة أنها تنتهك قوانين الحرب المرعية دوليا.

عمليات مستمرة

في عام 2019 تجددت الهجمات التركية على أراضي إقليم كردستان، لتبدأ أنقرة الإعلان عن كل عملية في أسلوب جديد للحرب ضد عناصر “حزب العمال”، وذلك في انتهاك متعمد لسيادة العراق، بحسب مراقبين.

وعلى هذا النحو، أطلقت القوات التركية عملية “المخلب” في أيار/ مايو 2019، واستخدمت قذائف المدفعية، وهجمات جوية ضد مسلحي “العمال الكردستاني” في شمال العراق.

وما أن مر عام، وتحديدا في حزيران/ يونيو 2020، أطلقت تركيا عملية جوية وبرية أخرى أسمتها “مخلب النسر”، قبل أن تستهل العام 2021 بعدة عمليات ضد “حزب العمال”، حيث نفذت في شهر شباط/ فبراير من ذات العام، عملية أطلق عليها اسم “مخلب النسر-2″، عبر ضربات جوية، ونشر جنود أتراك جرى حملهم بالمروحيات، ما أثار ردود فعل سياسية واسعة باعتباره انتهاكا للسيادة العراقية.

يذكر أن العمليات العسكرية التركية، تسببت -ولا تزال- بسقوط العشرات من القتلى والجرحى المدنيين من سكان المناطق الحدودية العراقية، فضلا عن إحداث أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة.

اقرأ/ي أيضا: أنقرة مُطالبَة باعتذار لبغداد وشكوى عراقية لدى “مجلس الأمن”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.