لا تزال ظاهرة تجنيد القاصرين دون السن القانونية تمضي قدما بلا أي رادع، ضمن مناطق سيطرة الميليشيات الإيرانية في دير الزور، وتعتمد هذه الظاهرة على آلية مدروسة وذات منهج لدى ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، التي تحرص على استقطاب الأطفال وطلاب المدارس مستغلة الظروف الاقتصادية المتدنية لذويهم.

استغلال الأطفال

مصادر خاصة، أفادت لـ “الحل نت” بأن ميليشيا “الحرس” أنشأت منذ قرابة الأسبوع، معسكرا لتدريب الأطفال في مقر لها بالقرب من قلعة الرحبة في بادية مدينة الميادين، حيث نسّبت إليه قرابة 70 طفلا لم تتجاوز أعمارهم 16 عاما، كما وفرضت طوقا أمنيا حول مكان التدريب، الذي سيستمر 22 يوما.

وأضافت المصادر أن عمليات تدريب الأطفال، بدأت على استخدام السلاح المتوسط وقاذفات الآر بي جي اليدوية، كما يتم تلقينهم دروسا دينية على يد معممين شيعة من بلدة حطلة (غربي مدينة دير الزور)، وسيتم تكريم المتفوقين منهم، بإرسالهم برحل ترفيهية إلى إيران، مشيرة إلى أن ميليشيا “الحرس” قدمت لكل طفل مبلغ 100 دولار أميركي كتعويض عن المدة التي يقضيها في المعسكر، ومنحت عوائلهم سلل غذائية ومنظفات أيضا.

ويشرف على المعسكر “حج كميل” الإيراني، المسؤول الأمني العام لميليشيا “الحرس الثوري” في المنطقة الشرقية، وفقا لذات المصادر.

ما الغاية؟


في سياق ذلك، يقول الصحفي عبيدة عبد الرحمن، لـ “الحل نت” إن ميليشيا “الحرس الثوري”، تركز على استقطاب أطفال المنطقة بشكل كبير مؤخرا، سواء من خلال عمليات التجنيد أو النشاطات الثقافية والترفيهية التي تقدمها لهم عبر المراكز الثقافية التابعة لها، كما كان يفعل تنظيم “داعش” الإرهابي مسبقا، في محاولة منه إنشاء جيل جديد يتبع له عقائديا ويضمن ولائه المطلق للتنظيم.

مضيفا، أن الغاية من إنشاء تلك المعسكرات هو استخدام الأطفال وتجنيدهم في المعارك التي تخوضها الميليشيات الإيرانية في عموم سوريا، وأهداف وغايات أخرى بعيدة المدى، في إشارة إلى مسألة التغيير الديموغرافي وتشييع المنطقة وتغيير هويتها الاجتماعية.

مؤكدا بأن ميليشيا “الحرس” تتكتم على هذه المعسكرات، حيث تعطي أوامر بإعدام كل من يكشف أو ينقل صورة من داخلها.

مصادر محلية مطلعة، أفادت لـ “الحل نت” في وقت سابق بأن ميليشيا لواء “الباقر”، قامت في كانون الثاني/يناير الفائت، بتدريب قرابة 50 طفلا، لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشر، على حمل السلاح وكيفية استخدامه، في معسكر سري بداخل بلدة حطلة، بإشراف سيد مهدي قيادي في “حزب الله” اللبناني (لبناني الجنسية) ومنتصر الحسين قيادي في لواء “الباقر” من أبناء البلدة.

وأضافت المصادر ذاتها أن المعسكر يشمل تدريبات بدنية شاقة للأطفال، وتدريبهم أيضا على استخدام جميع أنواع الأسلحة وخوض ‏حرب الشوارع، وتنفيذ عمليات الاغتيال والتفجيرات، إضافة إلى دروس دينية، ولفتت بأن المعسكر مغلق، لا يسمح فيه بالزيارات أو خروج الأطفال لحين انتهائه، ومدته 25 يوما.

يشار إلى أن معظم عمليات التجنيد والانضمام إلى صفوف “الحرس الثوري” الإيراني وبقية الميليشيات الموالية له، سواء للكبار أو الصغار في دير الزور وبقية المناطق الأخرى، تأتي مقابل إغراءات مالية للأهالي من خلال استغلال ظروفهم المعيشية الصعبة، فضلا عن تقديم سلات غذائية شهرية، ووظائف في المؤسسات التابعة للحكومة السورية، إلى جانب الإعفاء من الخدمة الإلزامية والاحتياطية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة