بالرغم من إخفاء “هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة سابقا) موقفها الرسمي حول مقتل زعيم تنظيم “القاعدة” الإرهابي بغارة أمريكية في أفغانستان الأثنين الماضي، إلا أن بعضا من قيادات “الهيئة” عزت بمقتله، ونعته على حسابتها الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي.

كمان أن المئات من عناصر “تحرير الشام” بكت مقتل “الظواهري”، واعتبرت اغتياله كارثة في مستقبل الفصائل الجهادية في العالم الإسلامي وفق وصفها.

“عطون” يبكي على “الظواهري”

الشرعي العام لـ “هيئة تحرير الشام” المعروف باسم “عبد الرحمن عطون”، قال على قناته الرسمية في تطبيق “تلغرام”، “رحم الله الشيخ أيمن الظواهري وتقبّله، ورفع درجته في المَهديّين، وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقا…إلخ”.

ناشطون محليون معارضين لسياسية “تحرير الشام” في محافظة إدلب، قالوا لموقع “الحل نت”، إن “عزاء عطون على مقتل أيمن الظواهري، كشف عن وجه الهيئة بشكل صحيح وواضح، حيث يعتبر العزاء بمثابة بكاء على مقتل المرجعية الأولية لجميع من يحمل فكر التيار الجهادي الإرهابي في سوريا”.

وأضاف الناشطون، أن “العزاء لم يكن فقط من عطون، بل هناك آلاف الحسابات والمعرفات القريبة من هيئة تحرير الشام، نعت مقتل الظواهري، حيث تداولت تلك الحسابات منشورات على منصة فيس بوك تضمنت رحل قائد الحراك الجهادي في العالم الإسلامي”.

إقرأ:آخرهم أيمن الظواهري.. هكذا استهدفت واشنطن قيادات تنظيمات إرهابية بين أفغانستان وسوريا

“الهيئة” تحفظ ماء وجهها

أحمد أبازيد الباحث في شؤون الجماعات المقاتلة، قال في حديث مع “الحل نت”، إن “تحرير الشام لم تصدر بيانا رسميا بالتعزية بأيمن الظواهري، وما صدر من تعزيات فردية كان لحفظ ماء الوجه أمام الكوادر الشابة المقتنعة بأن الهيئة فصيل جهادي”.

وأشار أبازيد إلى أن “هذه التعزيات المحدودة تجنبت الحديث عن أمريكا بالسوء، وحافظت الهيئة على تعزيات محدودة محسوبة المخاطر حرصا على عدم إثارة انتباه البنتاغون”.

قد يهمك:أزمة جديدة داخل تنظيم “القاعدة” بعد مقتل الظواهري

حراس الدين لن يتأثر بمقتل قائده

أبازيد أضاف خلال حديثه مع “الحل نت”، أن “مقتل الظواهري لن يمثل تأثيرا أكثر سلبية على تنظيم حراس الدين المبايع للقاعدة من وضعه الحالي، حيث خسر تنظيم القاعدة تأثيره الحقيقي في سوريا منذ فك ارتباط جبهة فتح الشام (جبهة النصرة) عنه بداية ،2016 ثم مع الحملة التي شنتها هيئة تحرير الشام على تنظيم حراس الدين عام 2020”.

وأعتقد أبازيد، أن “فرع تنظيم القاعدة في سوريا والمتمثل بتنظيم حراس الدين قد تلقى ضربة قاسية سبقت مقتل الظواهري، تتمثل بالحملة التي شنتها عليه هيئة تحرير الشام وساهمت في تحويل نشاطه إلى سري وتحويل قيادته إلى مطاردين أو معتقلين، ما أسهم في ألا يتحول إلى مركز جاذب للجهاديين الأجانب، والذين فضل كثير منهم الاتفاق مع هيئة تحرير الشام أو مغادرة سوريا”.

وتعتبر “هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة سابقا)، من أبرز مكونات تنظيم “القاعدة” الإرهابي في سوريا، قبل إعلان متزعمها “أبو محمد الجولاني” فك ارتباطه عن التنظيم عام 2016، لتحدث حالات انشقاق داخل “الهيئة” عقب ذلك، وتشكيل المنشقين فصيل عرف باسم “حراس الدين”، بقي مبايع لـ “القاعدة” في سوريا.

إقرأ:بعد مقتل أيمن الظواهري.. تنظيم “القاعدة” انتهى؟

و لقي القيادي الإرهابي في تنظيم “القاعدة” أيمن الظواهري، مصرعه في غارة جوية أميركية بطائرة مسيرة في العاصمة الأفغانية “كابول”، في ساعة متأخرة من صباح الأحد، وهي أكبر ضربة عسكرية توجهها الولايات المتحدة ضد التنظيم الإرهابي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.