بعد القرارات الحكومية برفع أسعار المواد النفطية، فضلا عن فقدانها في سوريا، ورفع الدعم الحكومي عن فئات جديدة من المجتمع، يبدو أن السوريين على موعد جديد من ارتفاع أسعار الخدمات والسلع الغذائية المقدمة في المطاعم.

ارتفاع تدريجي

صحيفة “البعث” المحلية، أكدت أن بعض المطاعم بدأت برفع أسعار وجباتها وخدماتها بشكل تدريجي، لتصل في بعض المنشآت السياسية إلى 40 بالمئة، مقارنة بآخر نشرة رسمية صادرة عن الحكومة، وذلك بذريعة ارتفاع أجور النقل والمواد الأولية للوجبات، لاسيما الدجاج، كما طال ارتفاع الأسعار مختلف الخدمات، وصولا إلى النراجيل، والعصائر في بعض المنشآت.

مدير الجودة والرقابة في وزارة السياحة زياد البلخي، أوضح بدوره، أن الأسعار التأشيرية الصادرة عن الوزارة مرتبطة بالتكاليف، فعند اختلاف الوجبات والمكونات فيها، تتغير الأسعار صعودا أو هبوطا.

وأوضح البلخي في تصريحات للصحيفة المحلية، أن مديريات السياحة هي المسؤولة عن تحديد التكاليف، متجاهلا بأن ذلك لا يتم تطبيقه على أرض الواقع، في ظل رفع أصحاب المطاعم للأسعار دون العودة إلى وزارة السياحة، بسبب ارتفاع التكاليف بشكل دوري.

وكانت الأسعار التأشيرية الأخيرة، قد حددت سقف سعر طبق المقبلات بوزن 200غ بـ 3500 ليرة، وصحن البطاطا بـ 3500 ليرة لوزن 200غ، و4300 ليرة لوزن 250غ، وقطعة البرك بجبنة 1500 ليرة، وقرص الكبة المقلية 3000 ليرة، ووجبة مشاوي الغنم 200غ 14500 ليرة، ووجبة الكباب 13000 ليرة، وكيلوغرام الشيش 40000 ليرة.

قد يهمك: التخفيضات خدعة.. للالتفاف على ارتفاع أسعار الألبسة في سوريا

تأثير البنزين

وانعكست أسعار البنزين الجديدة على مختلف السلع والخدمات في سوريا، حيث شمل الارتفاع جميع المواد في الأسواق السورية.

ومؤخرا نقلت صحيفة “الوطن أونلاين” المحلية، عن أحد البائعين قوله، إن أسعار الدجاج التي تعتبر أحد المكونات الأساسية في وجبات المطاعم، قفزت بشكل مفاجئ وغير متوقع خلال اليومين الماضيين، حيث تم بيع كيلو الشرحات الأربعاء الماضي بـ 23.500 ليرة سورية، وفي اليوم التالي قفز سعره 3000 ليرة ليصل إلى 26500 ليرة، وهذا السعر بالجملة وليس بالمفرق وهو غير مسبوق، حيث لم تصل أسعار الشرحات إلى هذا الرقم.

وأردف أحد البائعين، إن “الكمية التي تم استجرارها خلال يوم واحد فقط بلغ 5 كيلوغرامات من الشرحات، وتم بيع نصفها بسعر الجملة“، متابعا: “وفي حال استمرار الحال على وضعه الراهن، سيتم إغلاق المحل بسبب الخسائر التي سيتعرض لها“.

ونوّه البائع، إلى أن أسعار اللحوم البيضاء “الفروج“، وهي المادة الأكثر طلبا تشهد تذبذبا وارتفاعا حتى أن الأسعار غير مستقرة، مشددا، على أن “أسعار الأعلاف مستقرة ولم تتبدل منذ بداية العام، ومبررات أصحاب المداجن حول ثبات أسعار الفروج مرتبط ومتعلق بسعر الأعلاف، فما الجديد اليوم!؟“.

يواجه السوريون في المناطق السورية صعوبة في التغلب على أزمات ارتفاع الأسعار المتكررة، فبدأت العائلات السورية بحذف العديد من الأصناف الاستهلاكية من قائمة المشتريات الشهرية، بهدف التوفيق بين الدخل والمصروف.

وساهمت أزمة المحروقات التي تعيشها البلاد، في ارتفاع أسعار معظم السلع والخدمات في البلاد، وذلك في وقت لا يحصل فيه أصحاب المِهن والمنشآت على مخصصات كافية من المحروقات لإنجاز عملهم.

وفضلا عن غلاء المواد، تنتشر البضائع والمواد المغشوشة والمهرّبة في الأسواق السورية، وسط غياب الرقابة الحكومية، وتحذيرات من مخاطرها على صحة المستهلكين، تزامنا مع ارتفاع مستوى خطر الأمن الغذائي في البلاد، وضعف القدرة الشرائية للمواطنين أمام المواد الغذائية.

الجدير ذكره، أن سوريا تحتل المرتبة 101 على مؤشر الأمن الغذائي، وجاء ذلك في تقرير لمجلة “إيكونوميست” البريطانية، الصادر في 25 من شباط/فبراير من العام الماضي.

قد يهمك: حكومة عاجزة وتجار حائرون..  والراتب لا يكاد يكفي يوم واحد

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.