استراتيجية جديدة على ما يبدو، مقبلة عليها إسرائيل في حربها ضد الميليشيات الإيرانية في سوريا، لا سيما مع بدء إيران بحسب مصادر استراتيجية جديدة في تهريب شحنات الأسلحة إلى ميليشياتها، وذلك باستخدام ناقلات النفط التي ترسلها إلى الموانئ السورية.

مناورات إسرائيلية

طائرات حربية إسرائيلية، حلقت صباح أمس الجمعة فوق الأجواء اللبنانية الجنوبية، في محاذاة العاصمة السورية دمشق، في إطار ما قرأه محللون، أنه جاء ردا على وصول ناقلة النفط الإيرانية، وتحضيرا ربما لعمليات عسكرية تستهدف المواقع الإيرانية جنوبي سوريا.

وبحسب ما نقلت مواقع محلية في لبنان، فإن الطائرات الإسرائيلية حلقت على علو منخفض، ودخلت الأجواء اللبنانية من جنوب لبنان وصولاً إلى شرق وشمال العاصمة بيروت، وذلك ضمن نفس المساء الذي ينفذ من خلاله عادة سلاح الجو الإسرائيلية غاراته على المواقع الإيرانية في سوريا.

الباحث في الشأن الإيراني مصطفى النعيمي، يرى أن المناورات الجوية الإسرائيلية، تحمل رسائل عدة لإيران، وهي الرسائل التي لن تنقطع، سواء بانكفاء إيران من عدمه وذلك نظرا لأن إسرائيل تعتبر رسائلها عبر سلاح الجو، هو الأمثل في ردع الخصوم وإظهار فائض القوة.

ويقول النعيمي، في حديث خاص لـ“الحل نت“: “روسيا تعهدت قبل سنوات بإبعاد الميليشيات الإيرانية، في بعض مناطق الجنوب السوري. وبالتالي فإن عدم تنفيذ هذه التعهدات، ستدفع بإسرائيل إلى مزيد من الضربات العسكرية ضد مواقع الميليشيات الإيرانية في سوريا وتحديدا في الجنوب“.

قد يهمك: إسرائيل تقصف مناطق نفوذ روسي بسوريا.. موسكو موافقة وطهران متخوفة؟

استهداف قريب؟

وحول إمكانية تحضير إسرائيل لعمليات قريبة يضيف النعيمي: “أعتقد أن إسرائيل ماضية ولم تنقطع وتتعامل مع المتغيرات في الساحة السورية بسياستها السابقة جز العشب، أي استهداف فائض القوة الميليشياوية الإيرانية المتفق على وجودها في سوريا ضمن تلك الحرب، وليس استئصال الميليشيات، لكن من وجهة نظري، أن كلفة الاستهدافات الإسرائيلية لميليشيا طهران، ستتضاعف مع مرور الزمن، نظرا لحجم الانتشار المهول بحيث باتت ميليشياتها والمرتبطة بمشروعها تسيطر على قرابة 300 نقطة عسكرية في سوريا“.

ويعتقد النعيمي، أن إسرائيل ستواصل استهدافها المركّز، لقيادات الميليشيات الإيرانية في سوريا، العاملة ضمن الجغرافية السورية وذلك من أجل ردع أي تموضع إيراني جديد يخل بموازين القوى في سوريا.

ويشير النعيمي، إلى أن تصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية، قد يكون مرتبطا بوصول ناقلات النفط الإيرانية في سوريا، لا سيما أن إيران باتت تلجئ إلى تهريب الأسلحة الثقيلة عبر ناقلات النفط وذلك بعد رصد العديد من محاولات “الحرس الثوري” الإيراني في إيصال محركات لصواريخ مجنحة بعيدة المدى، قد أرسلت إلى ميليشيا “أنصار الله” الحوثية وضبطتها من قِبل الدوريات البحرية الأميركية المشتركة العاملة في البحر الأحمر بالقرب من سواحل الحديدة

وحول ذلك يوضح قائلا: “مع وصول شحنة النفط والغاز إلى النظام السوري، أعتقد بأنها ستشكل دفعة نوعية لتمويل الميليشيات المرتبطة بإيران، إضافة إلى قوات النظام من أجل تحركات القطاعات البرية العاملة في منطقة البادية السورية بالمرحلة الأولى“.

ويختم النعيمي، حديثه بالقول: “النظام سيلتفت في مرحلة قادمة إلى بؤر التوتر الرافضة لسلوكيات ميلشيا طهران في الجنوب، مما سيساهم في إعادة تموضع تلك الميليشيات في المنطقة الجنوبية، وعلى مقربة من المناطق المحاذية للشريط الحدودي مع منطقة الجولان المحتل، مما سيجبر الجانب الإسرائيلي على الرد“.

إسرائيل تتبنى

إسرائيل اتجهت مؤخرا في عملياتها إلى تبني القصف الجوي على المواقع الإيرانية في سوريا، حيث أعلن وزير الشتات في الحكومة الإسرائيلية، نحمان شاي، قبل أسابيع، أن بلاده نفذت هجوما جويا على سوريا، وهي المرة الأولى التي تعترف بها إسرائيل، مباشرة بتنفيذ هجوم في سوريا منذ أشهر.

وتجدر الإشارة إلى أنها المرة الأولى منذ فترة طويلة، التي يعلن مسؤول إسرائيلي عن قصف بلاده لمواقع في سوريا، حيث جرت العادة أن تنقل وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي يحظر عليها نشر الأخبار ذات الحساسية الأمنية، أخبار الضربات الإسرائيلية في سوريا من الإعلام العربي.

وتصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي على مواقع في دمشق خلال الأشهر الماضية، تزامنا مع تزايد النشاط الإيراني في مناطق الجنوب السوري، لا سيما في “مطار دمشق الدولي“.

وتستخدم الميليشيات الإيرانية، مطار دمشق الدولي، لنقل شحنات الأسلحة بين طهران ودمشق، فيما تتحدث بعض التقارير عن نقل معدات إلى لبنان لإيصالها إلى “حزب الله” عبر مطار دمشق.

وسائل إعلام محلية إسرائيلية، أشارت إلى أن ضربات تل أبيب في سوريا ستستمر، لأن إسرائيل ترى نفسها حتى الآن بعيدة عن تحقيق هدف إنهاء الوجود العسكري الإيراني هناك، مضيفة أن الهدوء النسبي الذي تعيشه الجبهة بين البلدين “هدوء خادع“، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الأربعاء.

ولفتت الصحيفة، إلى جهد إسرائيلي مخفي كبير كان يعمل سرا ضد التهديد الإيراني القادم من الأراضي السورية، مبيّنة أن إسرائيل كانت تعتبر قوات الحكومة السورية سابقا، عدوا لا يستهان به كونها تمتلك أسلحة غير تقليدية، إلا أنها لم تعد كذلك اليوم، وانتقل تركيزها لصد التهديد الإيراني.

وأضافت الصحيفة، أن تل أبيب غيّرت استراتيجيتها مع تزايد الوجود الإيراني في سوريا، وأن حملاتها الأخيرة هدفت لتقليل ذاك الوجود، وكذلك أكدت، إن إسرائيل لا تزال بعيدة عن تحقيق هدفها بإنهاء الوجود الإيراني في سوريا، ولهذا فإن الضربات لن تتقلص حتى في ظل التفاهمات الإيرانية الروسية.

قد يهمك:إسرائيل تلوح بضرورة إعادة فرض العقوبات على إيران.. ما علاقة الملف النووي؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة