في تطور خطير بما يتعلق باستهداف البعثات والقوافل الدبلوماسية في العراق، أفادت وسائل إعلام محلية عراقية اليوم الجمعة، باستهداف عبوة ناسفة لقافلة تابعة للسفارة الأسترالية بالقرب من المنطقة الخضراء – شديدة التحصين ومعقل الحكومة ومقار البعثات الدبلوماسية وسط بغداد.

الانفجار استهدف عجلات السفارة الأسترالية وهي في طريقها للدخول إلى الخضراء، بحسب مصادر أمنية تحدثت لوكالة “السومرية نيوز” وتابعها موقع “الحل نت”، مبينة أن الانفجار تم بعبوة ناسفة محلية الصنع.

وانفجرت العبوة أثناء مرور عجلات السفارة الأسترالية في بغداد، حيث كانت موضوعة على الطريق المؤدي إلى المطقة الخضراء، في حين لم يسفر الانفجار سوى عن أضرار بالسياج الأمني للطريق، فضلا عن تضرر إحدى عجلات رتل السفارة الأسترالية، بحسب المصادر.

أثناء ذلك تمكنت القافلة التابعة للسفارة الأسترالية من مواصلة طريقها ودخول المنطقة الخضراء دون وقوع أي إصابات بشرية، وهذا ما أكدته الخارجية العراقية، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار.

اقرأ/ي أيضا: قصف السفارة الأميركية في بغداد.. التفاصيل الكاملة للاستهداف 

العراق يستنكر استهداف قافلة السفارة الأسترالية

في مقابل ذلك، استنكرت وزارة الخارجية العراقية في بيان لها تلقاه موقع “الحل نت”، استهداف عجلة دبلوماسية تابعة للسفارة الأسترالية في بغداد بـ “عبوة ناسفة”. 

البيان نقل عن المتحدث باسم الخارجية أحمد الصحاف قوله، إن “وزارة الخارجية تستنكر الحادث الذي طال عجلة دبلوماسية تابعة للسفارة الأسترالية في بغداد، والذي لم يسفر عن إصابات”.

الخارجية العراقية، وبحسب المتحدث باسمها، أعربت عن تضامنها مع الجانب الأسترالي، كما أكدت التزامها الكامل بـ “اتفاقية فيينا لتنظيم العلاقات وحماية كوادر ومباني البعثات الدبلوماسية وتيسير عملها بما يعزز أواصر العمل المشترك”.

وعادة ما تتم عمليات استهداف المصالح الأجنبية في العراق على الطرق الدولية التي تمر بمناطق نائية وتمتد خارج المدن، أو عن طريق صواريخ “الكاتيوشا” والطائرات المسيرة، ما يجعل من حادثة استهداف قافلة السفارة الأسترالية وسط العاصمة وعلى أحد أكثر الطرق المؤمنة تطورا خطيرا في الموقف.

اقرأ/ي أيضا: (فيديو): استهداف “السفارة الأميركية” في بغداد بـ /5/ صواريخ

السفارة الأسترالية واستهدافات “الخارجين عن القانون”

ومنذ العام 2020 تشن جماعات موالية لإيران عمليات مسلحة ضد مصالح الدولة الأجنبية والتحالف الدولي في العراق، وتصاعدت في العام 2021، ووفق ذرائع تلك الجماعات فأن استهدافاتها التي طالما اعتبرتها الحكومة العراقية “خارجة عن القانون”، أنها تهدف إلى انهاء “الاحتلال الأميركي للبلاد”، في حين أن تواجد قوات التحالف الدولي في العراق جاء بناء على طلب من الحكومة العراقية.

حيث عادت القوات الأميركية إلى العراق عام 2014 بطلب من بغداد، بعد انسحابها عام 2011 بموجب اتفاقية أبرمت بين الجانبين عام 2008 عرفت بـ “اتفاقية الإطار الإستراتيجي”، وعودتها كانت لمواجهة تنظيم “داعش”، عقب سقوط محافظات عديدة في يد التنظيم.

وفي 27 تموز/يوليو العام الماضي، اتفق العراق وأميركيا على انسحاب جميع القوات الأميركية المقاتلة من العراق بحلول نهاية العام، على خلفية تصويت البرلمان العراقي في 5 يناير/كانون الثاني 2020، على قرار يطالب بإخراج القوات الأجنبية، بما فيها الأميركية، وذلك بعد يومين من ضربة جوية أميركية أسفرت عن مقتل “قائد فيلق القدس الإيراني” قاسم سليماني ونائب رئيس “هيئة الحشد الشعبي” أبو مهدي المهندس.

وبالرغم من إعلان كل من العراق والتحالف الدولي في 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إنهاء المهام القتالية للتحالف بشكل رسمي، إلا أن الجماعات الموالية لإيران مستمرة باستهداف قوافل البعثات الأجنبية والدعم اللوجستي، التي طالما أكدت السلطات العراقية والتحالف أنها تابعة لشركات عراقية يسقط ضحاياه عراقيين.

حجم الاستهدافات

بحسب إحصائية غير رسمية فأنه استخدم أكثر من 80 صاروخا و8 طائرات مسيرة، بعضها كانت مفخخة لتنفيذ الهجمات التي استهدفت المقار الأجنبية في العراق خلال عام 2021، بينها أربع هجمات طالت السفارة الأميركية وسط المنطقة الخضراء ببغداد.

ولا توجد إحصائية دقيقة لعدد الهجمات التي شنتها الجماعات الموالية لإيران ضد المصالح الأجنبية في العراق، لكنها ووفق تصريح سابق للمتحدث باسم التحالف الدولي العقيد كول هاربر، أن “هناك بعض الهجمات على المنشآت التي تنتشر فيها عناصر تابعة للتحالف الدولي تتسبب بأضرار وتهديد حقيقي للعراقيين كون هذه المنشآت عراقية بالأساس”.

كما أن “هجمات الفصائل المسلحة تعرض المدنيين العراقيين للخطر بشكل مستمر على اعتبار الصواريخ المستخدمة وخاصة الكاتيوشا، وغالبا ما تكون عشوائية وتسقط على المدن وتلحق أضرارا بالمدنيين”، على حد قول هاربر.

اقرأ/ي أيضا: ميليشيات إيرانية تفشل باستهداف “قاعدة فيكتوريا” في بغداد

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.