من خلال رسائل صوتية، تعرضت السفارة السعودية في بيروت إلى تهديدات تتوعد باستهداف مبنى السفارة وموظفيها بعمل إرهابي، وبالرغم من أن الشخص المتهم سعودي الجنسية، إلا أن السؤال عن علاقة “حزب الله” بالحادثة ظل حاضرا.. إذن لماذا؟

الحادثة أثارت الرأي العام، وأدت إلى انقسام الأراء بين مندد وداعم لما ورد في التهديدات التي سيتبين لاحقا أنها تعود لمعارض سعودي اسمه علي بن هاشم بن سلمان الحاجي.

أثناء ذلك، لم يمر وقت طويل على طرح علامات استفهام حول الشخص الذي يقف خلف تهديد السفارة السعودية، وحتى قبل أن تسنفر السلطات اللبنانية جهودها فعليا، قطع الحاجي الشك باليقين من خلال تغريدات عبر صفحته على “تويتر” أكد خلالها أنه هو من قام بذلك.

والحاجي هو معارض سعودي ومطلوب للسلطات السعودية بجرائم إرهاب داخل السعودية، ويقيم حاليا في لبنان وينشط على خط المعارضة السعودية. 

وهذا ما أكده مصدر أمني لوكالة “فرانس برس”، بآن حاجي يقيم في لبنان منذ سنوات وشارك في العديد من المؤتمرات المعارضة للنظام السعودي، حضرها مسؤولون كبار في “حزب الله”، وهو متواجد في سوريا حاليا، بحسب المصدر.

اقرأ/ي أيضا: كيف تستغل إيران العراق لدعم “حزب الله” في لبنان؟

اعتراف حاجي بتهديد السفارة السعودية

علامات استفهام لم يترك حاجي المجال لتفكير بها، حينما لم يكتفي بإعلانه الوقوف خلف التسجيل الصوتي التي هدد من خلالها السفارة السعودية، ومعارضته الشديدة للنظام السعودي، بل تعمد نشر فيديوهات تظهر مشاركته في مؤتمر لمعارضين سعوديين في بيروت، اضافة إلى تأييده لحزب الله من خلال صورة وقف فيها على آلية عسكرية خارجة عن الخدمة وخلفه علم للحزب، كاتبا “الصورة فيها كثير معاني.. المشكلة أنك سعودي صعب تفهم”.

وعن أسباب التهديدات، علق حاجي قائلا “كثير من الصحفيين يحاولون التواصل معي لمعرفة سبب التهديد للسفارات السعودية في لبنان وخارج لبنان، سوف اجيب بكل اختصار، وصلتني عدة تهديدات من قبل الاستخبارات السعودية بقتل أبنائي في حادث سيارة مفتعل إذا لم أكف عن نشاطي، والجميع سمع جوابي في التسجيل”.

وكان المعارض السعودي قال في تسجيله “أي أحد يلمس شعرة من افراد عائلتي، قسماً بجلالة ربي لن يبقى موظف في السفارة السعودية على قيد الحياة، وسأقدم على عمل لم يسبقني عليه أحد، وسأبيد كل شخص في السفارة”.

بعد تداول التسجيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، غرد سفير السعودية لدى بيروت، وليد بخاري، قائلا “الإرهاب وليد التطرف جذوره وبذوره تبدأ بالعقل المحبَط”.

اقرأ/ي أيضا: “ضربة تحت الحزام” لـ “حزب الله”.. النفوذ الإيراني يترنح في لبنان؟

سجال 

 فما كان من الحاجي إلا أن شارك التغريدة معلقا عليها “الإرهابي يا سعادة السفير هو من يحتجز أطفالي الخمسة رهائن منذ عام 2018، الإرهابي يا سعادة السفير هو من حكم على سلمى الشهاب 34 سنة سجن و34 سنه منع سفر، الإرهابي يا سعادة السفير هو من حكم بالإعدام على أطفال بسبب خروجهم في مظاهرات سلمية في القطيف. حقاً الإرهاب وليد التطرف السعودي”.

وكان حاجي قد ثبت في حسابه على “تويتر” في الثالث من آب/أغسطس جاء فيها “بسبب معارضتي لحرب اليمن ومطالبتي بحقوق الشيعة في السعودية، تم وضع أطفالي قيد الإقامة الجبرية وإيقاف جميع خدماتهم والتضييق عليهم”، وأضاف أن “النظام السعودي يظن بأن أفعاله سوف تردعني عن نشاطي، لا والله أني اليوم أقوى وأكثر إصرارا للسعي في إسقاط نظام آل سعود”.

في غضون ذلك، سارع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي وبصفته رئيس مجلس الأمن الداخلي، بتوجيه كتابين، الأول إلى المديرية العامة لقوى الامن الداخلي – شعبة المعلومات، طالباً إجراء الاستقصاءات اللازمة والعمل على توقيف من يثبت تورطه وإحالته أمام القضاء، واتخاذ الاجراءات اللازمة بما أمكن من السرعة.

أما الكتاب الثاني فوجهه مولوي إلى المديرية العامة للأمن العام لإيداعه جدول حركة دخول وخروج، كل من يثبت تورطه، من وإلى لبنان. ما أقدم عليه وزير الداخلية جاء حرصاً منه كما ورد في بيان “على مصلحة لبنان وأمنه وأمانه وحسن علاقاته مع الدول الشقيقة لاسيما المملكة العربية السعودية”، لافتاً إلى أنه “توفرت لوزارة الداخلية والبلديات معلومات ترجح أن المدعو علي بن هاشم بن سلمان الحاجي من الجنسية السعودية، هو صاحب التسجيل الصوتي المتداول ومطلوب للسلطات السعودية بجرائم ارهاب”.

ما علاقة سوريا؟

كما أشار المعارض السعودي إلى أن فرع المعلومات اللبناني “التابع للسعودية” كما وصفه، حاول مداهمة شقته في النبطية ورحل بعد التأكد من عدم وجوده، وكتب “ذكرت سابقاً بأني متواجد في سوريا وسوف أعود بعد 10 أيام، وإذا فيه رجال مع عملاء السعودية في لبنان يقرب مني”، لا بل نشر صورة في إحدى التغريدات ليؤكد على أنه متواجد في سوريا.

وفي السياق شدد النائب فؤاد مخزومي على أن المعلومات المتداولة عن استهداف السفارة السعودية بعمل إرهابي تتطلب استنفار الأجهزة الأمنية والتحرك الفوري لمتابعة الأمر والتأكد من صحة المعلومات ودقتها لتفادي حصول كارثة إنسانية خصوصا أن من يهدد ويتوعد معروف الاسم والهوية ويجب توحيد جهود القوى الأمنية كافة لتوقيفه.

انقسمت وجهات النظر حول الحادثة، إذ رأى البعض أن تصرف المعارض السعودي محاولة للدفاع عن مصير عائلته التي يعتقدون أنها ليست لها علاقة بنشاطاته، فيما حذر أخرون من أن عدم اتخاذ السلطات اللبنانية اللازم بحق المتهم وملاحقته قد يتسبب بأزمة دبلوماسية بين الجانبين.

يشار إلى أن المعارضين الخليجيين يختارون الضاحية الجنوبية لبيروت التي تمثل معقل “حزب الله” مكانا لإقامتهم، وهذا ما يضع الحزب في دائرة الاتهام بالوقوف خلف تلك الشخصيات، فيما رأى البعض أن تهديد الحاجي للسفارة السعودية بمثابة “تورط جديد لحزب الله في العمليات الإرهابية والمشاريع التدميرية ضد دول عربية، واثبات بأن هذا الحزب ما هو إلا آداة للحرس الثوري الايراني في المنطقة”.


اقرأ/ي أيضا: الحقائق الفاضحة.. هل اقتربت نهاية حزب الله في لبنان؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.