الموسم السياحي في الساحل السوري، هو الأسوأ على الإطلاق منذ العام 2011، بحسب ما يؤكده أصحاب “الشاليهات” والمنتجعات السياحية، حيث ارتفعت تكاليف الذهاب إلى المنتجعات في الساحل السوري إلى أسعار غير مسبوقة، لتبلغ تكلفة قضاء ليلة واحدة، مليون ليرة سورية.

مع استمرار ارتفاع الأسعار في سوريا، انضمت النشاطات الصيفية، إلى قائمة السلع والخدمات “المحرّمة” على الفقراء، وأصحاب الدخل المحدود، الذين اشتكوا غلاء الخدمات في المنشآت السياحية في مناطق الساحل السوري.

صدمة ارتفاع الأسعار

صحيفة “الوطن” المحلية، أكدت أن زبائن المنتجعات السياحية في اللاذقية، صُدموا بارتفاع أسعار الخدمات، الذي شمل أجور المركبات البحرية (فلوكة، بيدلو) وغيرهما من المراكب البحرية، التي اعتادت العائلات على استئجارها لساعات خلال الرحلة الصيفية.

ووصلت تكلفة استئجار الفلوكة الصغيرة إلى 80 ألف ليرة للساعة الواحدة، ومئة ألف ليرة للكبيرة، في حين أن موتور البحر (جيت سكي) لشخصين، يتجاوز أجره 300 ألف ليرة للساعة الواحدة.

قد يهمك: الأسعار المرتفعة في الأسواق السورية.. رقابة معدومة و“السرقة عينك عينك”

من جانبهم برر أصحاب هذه المركبات ارتفاع الأسعار، بأزمة المحروقات وقرار الحكومة رفع أسعار البنزين، ما انعكس سلبا على الأسعار، حيث تعتبر الأجور الحالية مضاعفة بنسبة مئة بالمئة، عما كانت عليه قبل قرار رفع سعر البنزين.

ارتفاع أسعار المحروقات، أثّر أيضا على أسعار النقل والمواصلات، حيث يشتكي الأهالي من ارتفاع تكلفة الوصول إلى الساحل السوري، حيث أن استئجار “سرفيس” من رأس البسيط، إلى اللاذقية كان  يتجاوز 12 ألف ليرة، ليصل اليوم إلى 200 ألف ليرة، وإيجار الشاليه لليلة واحدة في المنطقة نفسها بالمبلغ نفسه تقريبا.

وجاء في تقرير الصحيفة المحلية: “في حسبة بسيطة لتكلفة قضاء يوم واحد “رفاهية”،على البحر في أحد شواطئ اللاذقية لعائلة مكونة من 4 أشخاص، فإنها تتجاوز مليون ليرة من دون طعام أو شراب!”

كذلك شمل ارتفاع الأسعار المنتجعات الفارهة، مع وصول إيجار الشاليه الأرضي في أحد منتجعات السياحة إلى 800 ألف ليرة لليوم الواحد، وشاليه البلكون بـ700 ألف ليرة، في حين تتراوح أسعار حجوزات الغرف حسب السعة والإطلالة، لتبدأ بسعر 675 ألف ليرة حتى 900 ألف ليرة، لليلة واحدة في غرفة ديلوكس.

ومؤخرا أقرت حكومة دمشق، رفع أسعار مختلف المواد النفطية في سوريا، حيث وصل سعر لتر البنزين إلى 2500 ليرة سورية.

تبرير سعر البنزين

معاون وزير النفط والثروة المعدنية، عبد الله خطاب، برّر رفع سعر البنزين مؤخرا إلى 2500، بارتفاع أسعار النفط ومشتقاته عالميا بسبب الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، كما أشار إلى خروج آبار النفط عن سيطرة القوات السورية منذ سنوات.

وكشف خطاب، خلال تصريحات سابقة، عن تكلفة استيراد البنزين، مشيرا إلى أنها تبلغ 4000 ليرة، لليتر الواحد، وأضاف: “ناقلات النفط تلاقي صعوبات كبيرة في الوصول إلى سوريا، وتتعرض للتهديد والحجز أثناء قدومها، ناهيك عن رسم العبور المرتفع عبر قناة السويس“.

وحول قيمة العجز المالي في عمليات استيراد البنزين، أكد خطاب، أن مقدار العجز في مادة البنزين يصل إلى 3300 مليار ليرة، ما انعكس بشكل سلبي على أسعار مختلف السلع والخدمات.

التوجه نحو المزارع

نتيجة لهذه الأسعار التي تتزامن مع ارتفاع أسعار المحروقات، وصعوبة تنقل السوريين للوصول إلى أماكن السياحة في سوريا، سجلت المزارع في سوريا ارتفاعا في الإقبال على استئجارها مؤخرا.

والمزرعة في سوريا هي عبارة عن فيلا صغيرة، أصبح تأجيرها تجارة رائجة من قِبل أصحابها في فصل الصيف، والمناسبات والعطل الرسمية، حيث يفضل البعض استئجار مزرعة بسبب توفرها في الأرياف، لا سيما في المحافظات البعيدة عن البحر.

وتختلف الأسعار من منطقة لأخرى، وتلعب الخدمات المقدّمة داخل المزرعة دورا في تحديد سعر إيجارها اليومي، في حين يكون للكهرباء الدور الأكبر في تقييم إيجار المزرعة، وذلك فيما إذا توفرت مولدة كهربائية داخلها.

قد يهمك: زيادة مرتقبة على أسعار خدمات المطاعم في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.