تشهد العلاقات الروسية الإيرانية تطورات ملفتة خلال الفترة الأخيرة، حيث يسعى الجانبان لتشكيل حلف، في ظل العزلة الدولية التي تعاني منها إيران من جهة، وغوص روسيا في المستنقع الأوكراني من جهة أخرى، لكن الثقة المنعدمة بين الطرفين، قد تنسف أي جهود لتعزيز العلاقات لا سيما في ظل صراع النفوذ في سوريا، الذي وصل إلى مطالبة موسكو، لطهران بسحب قواتها من بعض المواقع السورية.

طرد الميليشيات الإيرانية

مصدر مقرّب من حكومة دمشق، أفاد بأن روسيا طالبت الميليشيات الإيراني، بإخلاء موقع عسكري غرب حماة وآخر قرب مدينة طرطوس، وذلك في إطار وقف الغارات الإسرائيلية على هذه المواقع.

وقال المصدر في تصريحات نقلتها صحيفة “الشرق الأوسط” الجمعة، إن اجتماع عقد قبل أيام، بين ثلاث ضباط روس وآخرين إيرانيين، حيث أبلغ الضباط الروس نظرائهم الإيرانيين، بضرورة إخلاء مقار عسكرية إيرانية قريبة من موقع الفوج 49، التابع للقوات السورية، والذي يعتبر من أهم مواقع الدفاع الجوي في غرب حماة، لاحتوائه على صواريخ بعيدة المدى، من طراز إس 200، ومعدات عسكرية أخرى روسية الصنع.

كذلك طالب الضباط الروس، بإخلاء إيراني لموقع عسكري آخر، في منطقة الحميدية جنوب محافظة طرطوس على الساحل السوري في أسرع وقت، لتفادي القصف الجوي الإسرائيلي، والمحافظة على استقرار الجزء الغربي من سوريا، “وعدم إعطاء الإسرائيليين حجة، أو ذريعة لمواصلة القصف مع بقاء الوجود الإيراني في هذا الجزء المهم من سوريا“..

الضغط الروسي على الميليشيات الإيراني، جاء بحسب المصدر بسبب تصعد وتيرة القصف الإسرائيلي على المواقع العسكرية في سوريا مؤخرا، كان آخرها استهداف مطار حلب الدولي، ومركز البحوث العلمية العسكرية، ومعسكرات أخرى قريبة من مدينة مصياف غربي محافظة حماة، تتخذها إيران وميليشياتها مواقع لتصنيع، وتطوير الأسلحة بينها صواريخ قصيرة المدى.

قد يهمك: القصف الإسرائيلي على حلب ودمشق.. خطوة متقدمة للتصعيد؟

استغلال روسي لإيران

عملت روسيا على استغلال ملاحقة الصواريخ الإسرائيلية للميليشيات الإيرانية في سوريا، للسيطرة على المواقع التي تتعرض للقصف الإسرائيلي بحجة حمايتها، ووقف هجمات تل أبيب، على تلك المواقع كما حصل في ميناء اللاذقية أواخر العام الفائت.

وبحسب تقارير لمحللين في العلاقات الروسية الإيرانية، فإن موسكو استغلت تعثر الاتفاق النووي الإيراني، للمضي في توطيد العلاقات مع طهران، لا سيما وأن التقدم في الاتفاق النووي، سيعني بالضرورة “إحداث صدع في التحالف الاستراتيجي بين الروس والإيرانيين، عبر تقديم إغراءات اقتصادية وجيوسياسية لطهران، بأن تضمن لها وفرة مالية، والمزيد من إطلاق يدها في الإقليم، بهدف سحبها تدريجيا للمحور الغربي، ومن ثم تجريد موسكو، من أحد أعمدتها الأساسية في الشرق الأوسط، ما يحد من نفوذها في المنطقة“.

الباحث السياسي، صدام الجاسر، أكد أن روسيا وإيران تسعيان إلى “إنشاء تحالف قوي مع عدة قوى دولية، بسبب انجرارهم للمواجهة مع أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، فضلا عن المصالح العديد المشتركة بين الجانبين مؤخرا“.

وقال الجاسر، في حديث سابق مع “الحل نت“: “المرحلة دقيقة جدا على الروس والإيرانيين، المرحلة مهمة لإيران في تعثر الملف النووي، ومهمة لروسيا في تعقيد المشهد في أوكرانيا، واحتمال فتح جبهات أخرى“.

ويرى الباحث السياسي، أن التنسيق بين موسكو، وطهران يمكن أن يفضي إلى تصعيد عسكري في المنطقة خلال الفترة القادمة، لا سيما في الأماكن التي يتداخل فيها النفوذ الإيراني مع النفوذ الأميركي.

وحول ذلك أضاف: “روسيا ستطلب من إيران التنسيق على المستوى السياسي، زيادة الضغوط على الأميركان في المناطق التي تتداخل فيها النفوذ الإيراني، والأميركي خصوصا في الخليج، ومن الممكن أن نشهد تصعيدا في بعض دول الخليج، كتفعيل الخلايا النائمة أو هجمات بالطيران المسير، فالأمور مرشحة للتصعيد“.

إقرأ أيضا: تهديدات إيرانية لواشنطن بسبب إسرائيل.. أكاذيب وأوهام طهران؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة