يحاول العراق مواكبة مجال الطاقة المتجددة، إذ يلاحظ من حين إلى آخر، إعلان جهة حكومية ما، إطلاق مشروع لتعزيز العمل بالطاقة النظيفة، أخرها اليوم الأحد، حيث أعلنت وزارة الكهرباء، مساعيها لتحويل 90 دائرة حكومية، إلى أبنية ذكية تعمل بالطاقة الشمسية وباعتماد مِنح دولية.

وتلك المساعي تأتي ضمن “المبادرة الوطنية لدعم الطاقة المتجددة والتقليل مـن الانبعاثات وبالتنسيق مـع دائرة العلوم والتكنلوجيا“، بحسب تصريحات لمديرة الجودة المركزية في الوزارة، شيماء مظهر صادق.

صادق، قالت في حديث لصحيفة “الصباح”، المملوكة للحكومة العراقية ومقرها بغداد، إن “هناك تحركات دولية للحصول على مِنح لدعم تلك المشاريع، فضلا عن استحصال موافقة رئاسة الوزراء، لإدراجها ضمن الموازنة العامة للدولة، إسهاما في تقليل الانبعاثات الضارة للبيئة، وتخفيف الضغط على الشبكة الوطنية “.

كما أضافت، أن “دائرة العلوم والتكنلوجيا في وزارة التعليم أكدت ومـن خـلال الـدراسات المستفيضة التي نفذتها، إمكانية تحويل عمل تلك الأبنية من الطاقة الكهربائية إلى الشمسية“.

في حين أن “ارتفاع مخاطر التلوث البيئي وما يشكله من خطر محدق على حياة المواطنين، استوجب إيجاد حلول عاجلة تمثلت بإطلاق المبادرة الوطنية لدعم الطاقة المتجددة والتي تمخضت عن تشكيل فريق يضم أكثر من 2500 موظف، يعملون بروح وطنية عالية لتنفيذ أهدافها المرسومة“، بحسب صادق.

اقرأ/ي أيضا: العراق يستعد للبدء بمشروع استراتيجي للطاقة النظيفة 

مخالفات كثيرة

مديرة الجودة المركزية في وزارة الكهرباء ذكرت أيضا، أن “لجانا مختصة رصدت مخالفات كثيرة لمؤسسات حكومية لا تضع عدادات كهربائية فيها، لاسيما وزراتي الدفاع والداخلية، إضافة إلـى التربية التي رصـدت خلو ستة آلاف مدرسة ضمنها من العدادات الكهربائية“.

خلو المؤسسات الحكومية من عدادات الكهرباء، يعني “وجـود هـدر شهري بمقدار ستة مليارات دينار، لذا تحويل المدارس إلى أبنية ذكية سيسهم، وبشكل كبير في تقليل الضغط على الشبكة الوطنية“، وفقا لصادق.

بالمقابل، كانت وزارة البيئة العراقية، قد قالت في آذار/مارس الماضي، إنها تعمل على إعداد خطط استراتيجية من شأنها توفير طاقة نظيفة للمواطنين، للحفاظ على البيئة من الانبعاثات الغازية واستخدامات الوقود المتعددة.

وتواجه مشاريع الطاقة المتجددة، تحديات ومشكلات على نطاق واسع في البلاد، تكمن أهمها بالاستهلاك الكبير للطاقة من قبل المواطنين والهدر في استهلاكها، مما يتطلب العمل بسياسة خاصة لاستيراد الأجهزة الكهربائية، وفقا لمدير دائرة التوعية والإعلام البيئي في الوزارة، أمير علي الحسون.

في تموز/يوليو الماضي، أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، دعم قطاع الطاقة عبر توقيع مجموعة من العقود تعتمد على الطاقة الشمسية، فيما أشار إلى تدارس عملية دعم المحطات الكهربائية، وكذلك المولدات الأهلية.

اقرأ/ي أيضا: لإنتاج الكهرباء.. مشاريع عراقية جديدة تعمل بالطاقة النظيفة 

دعم رئاسي

الكاظمي، قال في كلمة خلال افتتاحه محطة ميسان الاستثمارية المركبة لإنتاج الطاقة الكهربائية: “نفتتح محطة ميسان الكهربائية، وهي محطة تنتج بحدود 750 ميغاواط، وهي إضافة نوعية للشبكة الوطنية لنقل وتوفير الطاقة لكل محافظاتنا، وقد تكون محافظة ميسان، هي المستفيد الأول، إلا أنها داعمة للشبكة الوطنية للكهرباء“.

فيما أضاف، أن “هذه المحطة ستستخدم الغاز المحلي من حقول الغاز في محافظة ميسان؛ وهذا تطور نوعي جديد في مجال الطاقة وإنتاج الكهرباء؛ لأنها ستساهم في تقليل الاعتماد على الغاز والكهرباء المستوردين“.

كما أشار، “لقد بذلت هذه الحكومة جهودا استثنائية في استخدام الطاقة، ووضعت استراتيجية جديدة تعتمد على تطوير كفاءاتنا، والاستفادة من خبرات شبابنا في وزارة الكهرباء“.

ولفت، إلى أن “هذه المحطّة والمحطّات التي تم افتتاحها في الماضي القريب هي محطّات مركّبة تعتمد على مرحلتين في العمل، وتقلل من الهدر في الطاقة، وكذلك تساهم في تقليل الانبعاثات الحرارية، وتكون صديقة للبيئة“.

مواكبة العالم

رئيس الوزراء، بيّن أن “العالم قد تغير كثيرا وأصبح موضوع البيئة من أولويات العمل؛ ولهذا قمنا بتغيير اسم وزارة الكهرباء إلى وزارة الكهرباء والطاقة البديلة؛ أي: الطاقة الصديقة للبيئة التي تكون أرخص في كلفتها، وأكثر ملاءمة لتطورات العصر“.

واستدرك، أن “العمل ما زال جاريا في وزارة الكهرباء وضمن خطة الحكومة على استراتيجية جديدة تعمل على توفير الطاقة وفق مجموعة من الظروف والشروط؛ لتحسين خدمة الكهرباء في عموم العراق“.

ولفت، إلى أنه “دعمنا قطاع الطاقة عبر توقيع مجموعة عقود تعتمد على الطاقة الشمسية، وهناك مشاريع سنضع حجر الأساس لها قريبا، ونفتتحها بالقريب العاجل“.

وأوضح رئيس الوزراء، “كان لدينا اجتماع يوم أمس في مجلس الوزراء، وتدارسنا عملية دعم المحطات الكهربائية، وكذلك المولدات الأهلية؛ واتخذنا مجموعة من القرارات لدعم أصحاب المولدات، وتقليل معاناة المواطنين في الصيف“.

اقرأ/ي أيضا: العراق يتجاوز أميركا بمصادر الطاقة.. ما العائق أمام استثمارها؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.