ضجة عراقية بسبب وفاة زعيم قبلي بعد اعتقاله من “الحشد الشعبي”

لا تزال ردود الفعل الغاضبة والتداعيات تتوالى في العراق على إثر وفاة الزعيم القبلي إقبال الدوحان بعد إطلاق سراحه بعد يومين من اعتقاله من قبل أمن “الحشد الشعبي”، بمحافظة الديوانية جنوبي العراق، أخرها مطالبة رئيس حركة “امتداد” علاء الركابي، أمانة رئاسة الوزراء فتح تحقيق بالحادثة، التي يتهم “الحشد” فيها بتعذيب الراحل.

الركابي دعا بحسب وثيقة اطلع عليها موقع “الحل نت”، صباح اليوم الأحد، إلى “تشكيل لجنة للتحقيق في وفاة الزعيم القبلي إقبال دوحان، محددا 9 جهات للمشاركة في التحقيق في حقيقة تعرض دوحان للتعذيب، وفق المشاهد المتداولة.

وكانت صور ومقاطع فيديو نشرها ناشطين من الديوانية وصحافيين، أظهرت أًثار تعذيب تعرض لها الدوحان في قدميه، ومناطق أخرى من جسده، ما أدى إلى وفاته على إثرها بعد يومين من اعتقاله على خلفية اتهامه بالانتماء إلى حزب “البعث” المحظور والمنحل في العراق ما بعد 2003، لاسيما وأنه يعاني من أمراض مزمنة.

الركابي من جهته، حدد 9 جهات للمشاركة في إجراءات التحقيق، من بينها هيئة الحشد الشعبي – أمن الحشد، ومجلس القضاء الأعلى، و3 لجان نيابية، في حين نص الطلب، على “إجراء تحقيق في كل التفاصيل وإعلان نتائجها وبدون تسويف، خلال مدة لا تزيد عن أسبوعين من تاريخ تشكيل اللجنة”.

اقرأ/ي أيضا: وفاة الشيخ إقبال الگرعاوي في العراق.. بسبب “الحشد الشعبي”؟

اتهامات “الحشد الشعبي” بالتعذيب

طلب رئيس كتلة “امتداد” التي انبثقت من ساحات الاحتجاج التي اجتاحت العراق في تشرين الأول/أكتوبر 2019، وقتل خلالها نحو 700 شخص وجرح آلاف أخرين، سبقه حراك من النائبة في البرلمان عن محافظة الديوانية، نور نافع الجليحاوي، يسعى إلى التحقيق في حادثة وفاة الزعيم القبلي.

الجليحاوي كانت قد قالت في تغريدة عبر “تويتر”، تابعها موقع “الحل نت”: “شرعنا بجمع تواقيع لإشراف مجلس النواب بصفة رقابية على التحقيق بما ورد من معلومات عن تعرض الدكتور المرحوم إقبال دوحان لعمليات تعذيب أثناء اعتقاله من قبل أمن الحشد، وعن الآلية غير القانونية، لاعتقاله وبقية الشخصيات”.

إقبال الدوحان هو شيخ عام عشائر مرمض، توفي الخميس الماضي، في محافظة الديوانية، بعد أيام على اعتقاله، من قبل مديرية أمن الحشد الشعبي، ونعى أفراد القبيلة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الشيخ إقبال، فيما طالبوا بفتح تحقيق بشأن عملية اعتقاله، والظروف التي رافقتها.

العشيرة كانت قد أدانت في بيان سابق، “عملية اعتقال الشيخ إقبال دوحان چلاب المرمضي، شيخ عشيرة مرمض، وطريقة الاعتقال، والتي تخللتها إجراءات تعسفية كونه من وجهاء محافظة الديوانية، وأحد رموز عشائر الأكرع الشمرية”.

اقرأ/ي أيضا: نائب عراقي يفتح النار على “الحشد الشعبي”

موقف عشائري من “الحشد الشعبي”

العشيرة طالبت بحسب البيان: “الجهات المختصة وأصحاب القرار بالتدخل الفوري، ولا بد أن يكون هناك رد اعتبار فوري من الجميع، كونكم مسؤولين جميعا، فالمعتقل رمز عشائري ويمثلنا جميعا”.

بالمقابل، كان الحشد الشعبي قد ادعى في بيان سابق بعد الاعتقال، إنه “في عملية استباقية واسعة، تم من خلالها إحباط مخطط معاد ضد لأمن بلدنا وزيارة الأربعين يقوده حزب البعث المحظور”، متحدثا عن اعتقال “شبكة فاعلة، منهم أعضاء قيادات قطرية وقيادات فروع وشعب في حزب البعث العراقي”.

ويتهم “الحشد الشعبي” بانتهاكات خطيرة بحق مدنين عراقيين، لاسيما في إبان معارك التحرير ضد تنظيم “داعش”، وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد اتهمت ميليشيات “الحشد الشعبي” بممارسة الإخفاء القسري لعشرات آلاف الرجال والأطفال، في إطار عمليات “مكافحة الإرهاب”.

الحشد الشعبي في دائرة الاتهام الدولي

المنظمة قالت الدولية في بيان سابق لها، إن هذه الأجهزة متورطة بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان عن طريق الاختفاء القسري والموت خلال الاحتجاز.

وبحسب تقرير المنظمة، فقد قدرت “اللجنة الدولية للمفقودين” التي تعمل مع الحكومة العراقية عدد المفقودين العراقيين الذي يتورط الحشد بمصائرهم بما يتراوح بين 250 ألفا ومليون شخص، وهو نفس العدد الذي توصلت إليه اللجنة الدولية للصليب الأحمر، موضحة أن العراق بها أعلى نسبة من المفقودين في العالم.

ويعد ملف المفقودين والمغيبين من أكثر الملفات توسعا في العراق؛ إلا أنه التعامل معه خجول ولا يلقى الاهتمام المطلوب من قبل الجهات المعنية.

اقرأ/ي أيضا: انفجار بموقع للحشد الشعبي بنينوى يوقع خسائر بالأرواح.. ما القصة؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.