مع استمرار تداعيات وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني، على إثر اعتقالها من قِبل شرطة “الأخلاق”، في الأيام القليلة الماضية بحسب تقارير حقوقية، وعلى غرار تقديم الدعم التكنلوجي لأوكرانيا بعد محاولات السلطات الروسية تحجيم نطاق خدمات الإنترنت على كييف، أعلن الرئيس التنفيذ لشركة “سبيس إكس”، إيلون ماسك، استعداده لدعم خدمة الإنترنت في إيران، بهدف وقف تحكمها فيه.

ماسك، ومن خلال منصة “تويتر“، قال إن “الشركة ستطلب إعفاء من العقوبات المفروضة على طهران، لتوفير خدمة “ستارلينك”، للنطاق العريض عبر الأقمار الصناعية في البلاد“.

وعلى الرغم من عدم تحديد ماسكن الدولة التي ستسعى شركته “ستارلينك” للحصول على إعفاءات منها، في الوقت الذي تواجه فيه إيران، عقوبات واسعة النطاق، وفق ما أفادت رويترز.

مقترح الملياردير الأميركي – رئيس شركة “ستارلينك“، قوبل بترحيب واسع من المتابعين، حيث دعم العديد من الأشخاص فكرته، وطالبوا في توفير محطات خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.

شركة “سبيس إكس”، تهدف إلى توسيع شبكة “ستارلينك”، بسرعة قصوى حول العالم، بمحاولة لمنافسة شركات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية بما في ذلك “وان ويب“.

اقرأ/ي أيضا: فتح النار على “الإرشاد القاتل” في إيران

إيران وقيود خدمة الإنترنت

في حين أن إيران تفرض قيودا شديدة على الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي منذ سنوات، تعمد سلطاته في أوقات الاحتجاجات إلى قطع الإنترنت عادة في العديد من المناطق، بغية حصرها وعدم توسعها.

وهذا ما فعلته مع توسع رقعة الاحتجاجات التي اندلعت على خلفية وفاة أميني، صاحبة 22 عاما، على إثر تعرضها لتعذب قاس وضربات مبرحة على الرأس ما أدى لوفاتها بعد ثلاثة أيام من اعتقالها بدعوى “الارتداء السيئ للحجاب” وبحجة إخضاعهن لدورة إرشادية وتوجيهية في الأخلاق، وفقا لمنظمات عالمية وإيرانية محلية.

وتأكيدا على ذلك، أفادت مجموعة مراقبة الإنترنت “نتبلوكس“، أمس الاثنين، بحدوث انقطاع “شبه كامل”، في الاتصال بالإنترنت في عاصمة المنطقة الكردية، وربطت ذلك بالاحتجاجات التي انطلقت بعد مقتل مهسا أميني.

وفي السياق، اعتبر البيت الأبيض، أمس الاثنين، وفاة مهسا أميني، في إيران “عملية مروعة وانتهاكا صارخا ضد حقوق الإنسان“، وطالبت الولايات المتحدة، طهران بوقف ممارسات “العنف ضد المرأة وسلب حريتها، ومحاسبة من شارك في تعذيب مهسا أميني، خلال فترة وجودها في السجن بسبب عدم ارتداء الحجاب“.

استعدادات ماسك، جاءت بالتزامن مع استمرار تصاعد تداعيات وفاة أميني، لاسيما مع مقتل عدد من المحتجين الذين نزلوا إلى الشوارع أمس الاثنين، تنديدا بوفاة الشابة، حيث شهدت إيران تظاهرات جديدة بعد تظاهرات غاضبة شهدتها عدد من المدن الإيرانية، مزّق خلالها المحتجون صور المرشد الأعلى علي خامنئي، فيما نعتوه بالـ “الدكتاتور“، وطالبوا بـ “اسقاطه“.

اقرأ/ي أيضا: إيران.. تصاعد غضب المحتجين وتمزيق صور “خامنئي”

إيران متهمة بقتل متظاهرين

منظمة حقوقية كردية قالت أمس الاثنين، إن “خمسة متظاهرين لقوا حتفهم في إيران خلال الاحتجاجات الأخيرة“، فيما أكدت وكالة “رويترز“، “مقتل متظاهرين اثنين، وإصابة 15 في الاحتجاجات الشعبية في إيران“.

قبل ذلك كان ماسك، قد أعلن تقديمه دعما لخدمة الإنترنت في أوكرانيا، بعد الغزو الروسي لها، ومع خشية الكثيرين من انقطاع الوصول إلى الإنترنت في أوكرانيا، سواء بسبب الهجمات الإلكترونية أو تدمير البنية التحتية للإنترنت، أو كليهما، التي تشنهما روسيا لتعطيل المواقع الحكومية الأوكرانية.

إعلان الملياردير الأميركي، ومؤسس شركة “سبيس إكس” الفضائية في شباط/فبراير الماضي، جاء استجابة لمناشدة وزير في أوكرانيا، وأعلن الأحد 27 فبراير/شباط 2022، إطلاق خدمة “ستارلينك” للاتصالات عبر الأقمار الصناعية في أوكرانيا.

حينها قال ماسك، في تغريدة على “تويتر“، إنه “الآن قمنا بتفعيل خدمة “ستارلينك” في أوكرانيا، والمزيد من المحطات في الطريق“، دون أن يعلن عن أية تفاصيل أخرى.

وكان وزير المعلوماتية في أوكرانيا ميخائيل فيودوروف، قد ناشد في وقت سابق، الملياردير الأمريكي تزويد أوكرانيا بمحطات “ستارلينك“، وتوفير خدمة الاتصال القمري للإنترنت.

ماسك يدعم إيران على غرار أوكرانيا

الوزير الأوكراني كان قد خاطب “ماسك” عبر “تويتر” بطريقة مباشرة قائلا: “بينما تحاول شركتك احتلال المريخ، تحاول روسيا احتلال أوكرانيا، وفيما عادت صواريخك آمنة من الفضاء، عمدت الصواريخ الروسية إلى قصف شعبي“، كما أضاف: “نطلب منك تزويدنا بمحطات ستارلينك“.

الجمعة الماضية، اندلعت احتجاجات غربي البلاد من خلال قطع خدمة الإنترنت واعتقال عدد من الناشطين، على إثر وفاة الشابة مهسا أميني، بعد اعتقالها من قِبل شرطة “الأخلاق“.

وفي السياق، استمر المحتجون الذين جاءوا من المدن المجاورة وتجمّعوا في مسقط رأس الشابة أميني، في إقليم كردستان إيران، خلال تشييع جثمانها، بعد أن لفظت أنفاسها الأخيرة في مستشفى في العاصمة طهران الجمعة الماضية، بالاحتجاج على الانتهاكات التي يتعرضون لها.

وتحولت موجة غضب الرأي العام التي أشعلها وفاة أميني، وما تعرضت له من عنف وتعذيب من قبل شرطة “الأخلاق“، إلى الشوارع وأزقة مدينة سقز، قبل أن تشرع قوات الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، بحسب مقاطع فيديو نشرها ناشطون وصحافيين إيرانيين، أشارت إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف المحتجّين.

موت أميني، بعد ثلاثة أيام من اعتقالها بشكل تعسفي في إطار تطبيق قوانين الحجاب الإجباري، وعلى إثر تلقيها ضربات مبرحة على الرأس، وفقا لتقارير إعلامية إيرانية، ومنظمات حقوقية، دفع بمشاركة واسعة للنساء في الاحتجاجات التي ردّد خلالها المحتجون شعارات مناوئة للحكومة، والمرشد الأعلى للثورة، آية الله علي خامنئي.

وقامت النساء بخلع حجابهن، احتجاجا على ما اعتبرنه “مقتل” أميني، وأظهر مقطع فيديو متداول لنساء تهتفن “الموت للديكتاتور“، في إشارة لخامنئي، في حين مزّق البعض الآخر من المحتجين صور ولافتات المرشد الأعلى المعلقة في المدينة، ورميها بالحجارة، بينما كثّفت الشرطة من استخدام الغاز المسيل للدموع، واعتقلت عدد من المحتجين بطريقة أكثر تعسّفية.

اقرأ/ي أيضا: بعد وفاة مهسا أميني.. إيرانيات يخلعن الحجاب واحتجاجات مناهضة لـ”غاشت إرشاد”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة