نتائج جيدة يقوم بها الجيش الصومالي بالتنسيق مع العشائر ضد تنظيم “حركة الشباب”، وهذا يتضح من خلال تحريره لعدد من المدن مؤخرا من يد ذلك التنظيم، فهل باتت نهاية “حركة الشباب” وشيكة اليوم.

القوات الصومالية، تمكنت يوم الأحد 6 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، من تحرير بلدة عيل برف بإقليم هرشبيلي الفيدرالي، مع تراجع كبير لنفوذ “حركة الشباب” الميداني والعسكري، بعد أن بدأ الجيش الصومالي حملة تستهدف مناطق نفوذ “الحركة” في وسط البلاد وجنوبها.

ما رجّح كفّة المواجهات العسكرية الشرسة لصالح القوات الصومالية هو دخول الطائرات الأميركية على خط الاشتباكات، ولا سيما المسيّرة، بتنفيذها غارات جوية تستهدف ثكنات ومعاقل مسلحي الحركة.

دور الطائرات المسيّرة

توجيه تلك الضربات الجوية يجري من قِبل ضباط صوماليين يرابطون في الصفوف الأمامية في المواجهات العسكرية، ويزودون منسّقي المسيّرات بالإحداثيات المستهدفة، ما يجبر مقاتلي “حركة الشباب” على الانسحاب من ساحات القتال.

منذ أواخر تموز/يوليو الماضي، يقوم الجيش الصومالي بعملية عسكرية واسعة ضد “حركة الشباب” التي فقدت العديد من المدن والقرى في وسط البلاد، ولا تزال تواجه ضغطا عسكريا، بعد تحشيد القبائل القاطنة وسط البلاد مسلحيها في جبهات القتال، في موازاة تقدم الجيش الصومالي، ما يجبر مسلحي “الحركة” على التراجع والانسحاب من مناطق كثيرة.

في الوقت القريب، ستفقد “حركة الشباب” السيطرة على أجزاء شاسعة من وسط البلاد، إذا استمرت الحملات العسكرية ضدها من القبائل والجيش الصومالي، وهو ما يدفعها للجوء إلى الأحراج والغابات جنوب البلاد، بحسب تقرير لموقع “العربي الجديد“.

“حركة الشباب”، هي تنظيم متطرف يتبع إلى “تنظيم القاعدة”، تأسست في الصومال عام 2004، ومنذ ذلك الحين تحاول نشر الفكر التّطرفي كمنهج لإدارة البلاد، لكنها تواجه برفض شعبي وحكومي مستمر.

القيادة الأميركية في إفريقيا “أفريكوم”، أعلنت في بيان نشر على حسابها بموقع “تويتر” الخميس الماضي، أنها نفذت غارة جوية أدت إلى مقتل 17 من مسلحي “الشباب”، في منطقة تقع على بعد 285 كيلو مترا شمال العاصمة مقديشو، وأن هذه الغارة لم تسفر عن سقوط ضحايا مدنيين.

وفق بيان “أفريكوم”، فإن تنفيذ هذه الغارة الجوية جاء بطلب من الحكومة الصومالية الفيدرالية، التي أعلنت حربا شاملة ضد “حركة الشباب” التي تعاظم نفوذها في السنوات الخمس الأخيرة، بعد جمعها قرابة 120 مليون دولار أميركي، ولم تواجه ضغطا عسكريا من الحكومة الصومالية السابقة، ما مكّنها من بسط نفوذها الميداني والعسكري في وسط البلاد وجنوبها.

بحسب الجنرال عبد الرحمن توريري، المدير الأسبق لجهاز المخابرات والأمن الوطني ويرافق وحدات الجيش في إقليم شبيلي الوسطى، فإن الطائرات المسيّرة الأجنبية أدت دورا كبيرا في القضاء على نفوذ “الشباب” جزئيا في وسط البلاد؛ لأن هذه التكنولوجيا العسكرية لا تتوفر لدى عناصر “الحركة”، ولهذا فإن أكبر سلاح عسكري موجّه ضد “الحركة” يتمثل في استخدام المسيّرات التي تنفذ غارات جوية.

الطائرات المسيّرة والغارات الجوية، رجّحت كفة القتال لصالح الجيش الصومالي، وغيَّرت موازين الصراع العسكري في المواجهات المسلحة ضد “الشباب”، بحسب صحيفة “العربي الجديد” اللندنية.

حرب بعدة محاور

مع ذلك، فإن الجيش الصومالي وبمساندة شعبية، يواصل تكثيف عملياته ضد “حركة الشباب”، حيث وجّهت القوات الصومالية ضربة نوعية ضد مركز لتجمع عناصر “التنظيم” بمنطقة عيل هريري.

الجيش أعلن الأسبوع الماضي، مصرع أكثر من 100 عنصر من عناصر “حركة الشباب”، في عمليات عسكرية وسط البلاد بمساعدة الأهالي، في معركة وصفت بـ”الضارية” في منطقة عيل هريري التابعة لناحية مقوكوري بمنطقة هيران.

وفق تصريحات صحفية للمتحدث باسم وزارة الدفاع، الجنرال عبد الله علي عانود، فإن الجيش قام بشن هجوم بري وجوي على منطقتين في محافظة هيران بعد تجمع “الشباب”، وذلك بمشاركة قوات محلية عشائرية مناهضة للتنظيم.

“إذا حظي أحد الأطراف بتفوق عسكري تكنولوجي، فإن هذا سيمكّن بلا شك من حسم الصراع، وهذا ما يحصل حاليا في ميادين القتال وسط البلاد؛ لأنه من الصعب دحر نفوذ حركة الشباب باستخدام الأساليب والأسلحة نفسها التي تستخدمها عناصرها. ولهذا فإن المسيّرات الأجنبية شكلت بالنسبة للجيش الصومالي تفوقا عسكريا في إلحاق الهزيمة بمسلحي الحركة”، وفق تقرير لموقع “سكاي نيوز عربية”.

بحسب تصريح صحفي للباحث الصومالي آدم هيبة، فإن الحكومة الصومالية شنّت حربا غير مسبوقة على “الإرهاب” خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، واعتمدت على عدة محاور.

المحاور تتمثل باستهداف المراكز الإدارية والمواقع النوعية لشل “حركة الشباب” وعملياتها، وهو ما يُعد تحولا نوعيا في العمليات العسكرية التي يقودها الجيش الصومالي، وفق هيبة.

من المحاور أيضا، التنسيق مع القبائل المتضررة من الحركة والتي تريد القضاء عليها بعد استنزافها ماديا، من خلال الضرائب والتهديدات المستمرة لأمنها، وفق تقرير لموقع “سكاي نيوز عربية” نقلا عن هيبة.

النتيجة المتوقعة

الباحث الصومالي، يرى أن الرئيس الصومالي والحكومة الصومالية جادة في موضوع الحرب على “الشباب”، وربما يستفيد الرئيس الحالي من خبرته الكبيرة خلال الفترة الرئاسية السابقة.

الجيش الصومالي وفي معركته العسكرية، استعاد مؤخرا السيطرة الكاملة على قرى “وركلن، وبكجيح، وغاليف، ورعيسي، وقورطيري، وجيلبلي” في محافظة شبيلي الوسطى، وذلك بعد أيام وجيزة من إعلانه قتل العشرات من “حركة الشباب” قرب شبيلي وهيران.

الحركة تلقت أيضا ضربات من الخارج، ففي الشهر الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على 6 أعضاء في “حركة الشباب”، كوَّنوا شبكة لشراء الأسلحة وعمل التسهيلات المالية واستقطاب الأفراد.

العمليات العسكرية، تأتي بالتزامن مع تنفيذ أحكام قضائية بالإعدام على عناصر من “حركة الشباب”، بعد إدانتهم في قضايا قتل وإرهاب، كان آخرها الخميس الماضي، بعدما أعدمت محكمة عسكرية صومالية عنصرين من عناصر “الحركة” بعد إدانتهما في قضية اغتيال ضابطي أمن في 2019.

حسب صحيفة “لوموند” الفرنسية، فإن الجيش الصومالي استطاع في غضون 3 أشهر، أن يستولي على حوالي 40 تجمعا محليا، بعضها لم يخرج من سيطرة “حركة الشباب” منذ 7 سنوات مثل قرية “مسجد علي غدود”.

تقرير لموقع “الجزيرة نت”، توقّع أن “حركة الشباب” ستتكبد هزيمة عسكرية كبيرة في المرحلة المقبلة، وذلك بسبب وجود عوامل عدة، أهمها ولادة حكومة جديدة وانتخاب رئيس جديد، عقد العزم على محاربتها والقضاء عليها، إلى جانب وجود عشائر مسلّحة انتفضت ضد “الحركة” في أنحاء كثيرة من الصومال، وتعاونها مع القوات المسلحة.

في النهاية، فإن استمرار الحملة العسكرية الحالية وتوسيع رقعتها من قبل الجيش والعشائر، إضافة إلى الغارات الجوية عبر الطائرات المسيّرة، ستسفر عن نتائج استراتيجية تؤدي إلى كسر شوكة “حركة الشباب”، وتحرير المناطق الخاضعة لسيطرتها، وبالتالي نهايتها وهزيمتها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.