اليوم، انطلقت قمة “أبيك”، بمشاركة قادة دول منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في العاصمة التايلندية بانكوك، فما هي أبرز ملفاتها، وهل تهديدات كوريا الشمالية حاضرة فيها.

قمة “أبيك” مخصصة لمناقشة الأوبئة وتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، في وقت أطلقت فيه كوريا الشمالية صاروخا جديدا عشية انطلاق القمة، ليحضر هذا الملف بقوة في القمة أيضا.

بحسب وكالة أنباء “كيودو” اليابانية، فإنه من المتوقع أن يلفت قيام كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات، الخميس، والذي من المرجّح أن يكون قد سقط في المنطقة الاقتصادية الخالصة اليابانية، الانتباه في قمة “أبيك”.

الجيش الكوري الجنوبي، أعلن أمس الخميس، أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا قصير المدى، في أحدث عملية إطلاق لصاروخ ضمن موجة غير مسبوقة، بينما حذّرت بيونغ يانغ، من رد عسكري “أشد ضراوة” على الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين.

جيش كوريا الجنوبية، بيّن أن الصاروخ حلّق على امتداد 240 كلم تقريبا، وعلى ارتفاع 47 كلم وسرعة “ماخ 4″، مُضيفا، “تؤكد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وضعيتهما الدفاعية المشتركة عبر مناورة الدفاع الصاروخي المشترك التي تجري اليوم”.

في هذا السياق، تسعى واشنطن لتعزيز التعاون الأمني الإقليمي وتكثيف المناورات العسكرية المشتركة، ردا على الاستفزازات المتزايدة من قِبل كوريا الشمالية المسلحة نوويا، والتي تهدد العالم.

واشنطن والصين لردع كوريا الشمالية

قمة “أبيك” التي تستمر لمدة يومين، شهدت لقاء غير مسبوق بين الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، وعقدا أول اجتماع مباشر بينهما منذ 3 سنوات.

هذا الاجتماع جاء، بعد ساعات من آخر فصل في سلسلة طويلة من التجارب الصاروخية الكورية الشمالية، التي أعادت المخاوف النووية إلى رأس جدول أعمال القمة، إلى جانب النزاع في أوكرانيا.

الرئيس الصيني بينغ، وصل إلى العاصمة التايلندية، أمس الخميس، قادما من بالي، حيث حضر قمة مجموعة العشرين، وحثّه الرئيس الأميركي جو بايدن، إبان لقاء بينهما، على استخدام نفوذه لدفع بيونغ يانغ إلى تغيير سلوكها.

مكتب رئيس وزراء اليابان كيشيدا، دان عملية الإطلاق الأخيرة التي قامت بها كوريا الشمالية، فيما تُضاف هذه الخطوة إلى سلسلة من تجارب إطلاق الصواريخ، بما في ذلك صاروخ باليستي عابر للقارات، أُطلق في وقت سابق من الشهر الجاري.

سيؤول وواشنطن، تقولان إن بيونغ يانغ قد تستعد لإجراء تجربة نووية ستكون السابعة في تاريخها، وأكد بايدن وكيشيدا، اللذان التقيا رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، على هامش “قمة العشرين” في بنوم بنه، أن إجراء تجربة نووية من قبل كوريا الشمالية سيليه “رد قوي وحازم” من المجتمع الدولي.

القادة الثلاثة أصدروا بيانا مشتركا عقِب اجتماعهم، بينما تعهد الرئيس الأميركي بنشر “المجموعة الكاملة للقدرات، بما في ذلك النووية” للدفاع عن حلفائه.

بعد لقائه شي، الإثنين الماضي، قال بايدن إنه مقتنع بأن الصين الحليف الدبلوماسي والاقتصادي الرئيسي لبيونغ يانغ، لا تريد أن يفاقم نظام كيم جونغ أون حدة التوتر.

أبرز ملفات القمة

الصين واليابان، هما ثاني وثالث أكبر اقتصادات العالم على التوالي، وتعدّان شريكين تجاريين مهمين، لكن العلاقات بينهما تدهورت كثيرا في السنوات الأخيرة مع إظهار بكين طموحات متزايدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

قمة منتدى آسيا والمحيط الهادئ، تشكل ذروة نشاطات دبلوماسية مكثفة في الأيام الـ 15 الأخيرة، بعد قمة مجموعة العشرين واجتماع قادة دول رابطة جنوب شرق آسيا الأسبوع الماضي.

من الملفات التي تركز عليها قمة “أبيك”، هي ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، بالإضافة إلى السعي لتحقيق نمو شامل ومستدام في المنطقة.

من المتوقع أيضا، أن يناقش زعماء “أبيك”، ملفات تغير المناخ، بالإضافة إلى تسهيل التجارة والاستثمار الحر والعادل والمستدام.

رئيس الوزراء التايلندى برايوت تشا، قال في كلمته الافتتاحية، “يجب على أبيك أن تنظر إلى ما هو أبعد من التعافي من الوباء ونحو تجديد وتنشيط البيئة، لتعزيز المرونة وضمان نمو أكثر شمولية واستدامة”.

في غضون ذلك، من غير الواضح ما إذا كان قادة “أبيك”، بإمكانهم إصدار إعلان ما بعد القمة، بالنظر إلى الخلاف حول الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ تدين الدول الأوروبية روسيا، لكن بعض الاقتصادات الأعضاء مثل الصين، اختارت عدم معاقبة موسكو.

مع ذلك، من المتوقع أن يتفق زعماء “أبيك”، على قضايا تعزيز التجارة والاستثمار الحر والعادل دون اختلاف، وكذلك إيجاد أرضية مشتركة حول أهمية التحول إلى الطاقة النظيفة، مع ضمان أمن الطاقة في نفس الوقت.

دعوة للوقوف ضد روسيا

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حثّ إبان كلمة له في “أبيك”، دول المنتدى على الانضمام إلى “الإجماع المتزايد” ضد الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أن هذا النزاع هو “مشكلتهم” هم أيضا.

ماكرون أشار، إلى أن “الأولوية الأولى لفرنسا هي المساهمة في السلام في أوكرانيا، ومحاولة التوصل إلى ديناميكية عالمية للضغط على روسيا”، مؤكدا أنه ينوي “العمل بشكل وثيق جدا مع الصين والهند والمنطقة بأسرها والشرق الأوسط وإفريقيا وأميركا اللاتينية، لتحقيق توافق متزايد عبر القول إن هذه الحرب هي مشكلتكم أيضا”.

“بلومبرغ” نقلت عن بيان المتحدث باسم الحكومة التايلندية أنوتشا بوراباتشيسري، أن تايلند بصفتها مضيفة اجتماع قادة “أبيك”، ستضغط من أجل إحراز تقدم بشأن اتفاقية “التجارة الحرة في آسيا والمحيط الهادي” المعروفة باسم “إف تي أي أي بي”.

ما يمكن الإشارة له، أن هذا هو أول اجتماع حضوري منذ عام 2018 لقادة الدول الأعضاء الـ 21 في “أبيك”، في وقت ستمثّل واشنطن، كامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن، في خطاب أمام قادة المنتدى، للحديث عن استراتيجية إدارة بايدن في المحيطين الهندي والهادئ.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة