أحداث مشوّقة في "مربى العز".. ما أبرز المشاهد التي تفاعل معها الجمهور؟

مخرجة مسلسل “مربى العز”، رشا شربتجي، لا تزال تواصل استكمال تصوير مسلسلها، الذي ينتمي لأعمال “البيئة الشامية” وحظي بإشادة واسعة من قبل الجماهير، بعد عرض حلقاته الأولى في موسم السباق الرمضاني الحالي، إذ تقدّم شربتجي بالتعاون مع الكاتب علي معين صالح في استثمار آخر لنجاح حقّقاه في الموسم الماضي من خلال مسلسل “كسر عضم”.

المسلسل من إنتاج “إم بي سي” وبطولة نخبة من الفنانين السوريين، بينهم عباس النوري وسوزان نجم الدين وأمل عرفة ومحمود نصر ونادين خوري ووفاء موصللي وأسامة الروماني وخالد القيش وغزوان الصفدي. والمسلسل يطرح حكاية شعبية مشوّقة من قلب الشام القديمة، ونظرا للمتعة والحُبكة الموجودة فيه ولا سيما خلال الحلقة الماضية، تفاعل جمهور “مربى العز” مع عدة مشاهد وتناولها على مواقع التواصل الاجتماعي بكثرة.

مشهد لقاء “مناع” بأهله

في الحلقات الأولى من المسلسل، أشاد الجمهور بدور الطفلين المشاركين بالعمل لإتقانهم أدوارهم بشكل مميز وهم بسنّ صغيرة، وبعض الآراء اتفقت على أن هؤلاء الأطفال في المسلسل استطاعوا أن يقدموا روح مختلفة في مفاصل العمل، فزادوا من متعة وتميّز المسلسل، والدور الأبرز كان للأخ الأكبر، الطفل سيزار عبد القادر، بشخصية “مناع” وتبعه الأخ الأصغر، الطفل جود شمسو بشخصية “فارس”، وأخوهم الطفل الأصغر زين.

من ثم يبدو انتهت أدوار هذه الأطفال، وبدأت شرارة المسلسل الحقيقية من الحلقة السابعة، حيث استكمل شخصية “مناع” الفنان السوري محمود نصر، وشخصية “فارس” يؤديها الفنان حسن خليل، وصار المسلسل أمام مرحلة جديدة من التشويق، بعد مرور أعوام وصار هؤلاء الأطفال كبارا.

مشهد يوحي بأن “مناع” يعيش مشاعر مختلطة في الحلقات الماضية في مسلسل “مربى العز”، بعد أن علم بوجود عائلته إثر إخبار طبيب عائلة الزعيم أبو علاء أن في حارة الورد شخص يشبهه لحد كبير، ليذهب بنفسه متخفيا ويشاهد أخاه “ورد” للمرة الأولى، فتختلط عليه مشاعر الخوف والشوق معا.

على عكس ما توقّع الجميع، فلم يستطع محمود نصر الذي يجسد دور “مناع”، أن يفرح ويستجمع قواه رغم عثوره على عائلته التي حرمه “جمّول” الشرير، العيش في حضنها منذ طفولته، ولم يتمكن من مواجهتهم أو حتى إخبارهم بوجوده، فهو خائف أن يتم رفضه منهم بسبب سمعته السيئة الذي ذاع في المنطقة بعد قتله لأحد المشاغبين عن طريق الخطأ، بالإضافة إلى خوفه من أن يترك أخواته “فارس وزين” لمواجهة مصير مجهول بعد عثوره على أهله، وفق ما نقله موقع “إي تي بالعربي”.

قد يهمك: مسلسلات “البيئة الشامية” لموسم دراما رمضان 2023.. منافسة محمومة أم “عربجة”؟ – الحل نت

الجمهور تفاعل مع مشاهد لقاء “مناع” بعائلته من بعيد، فبعد أن تسلّل إلى سطح بيته وشاهد أخاه للمرة الأولى، لم يستطع حبس دموعه، خاصة بعد سماع صوت أمه للمرة الأولى في حياته. وشارك المتابعين لقطات من المشهد على منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما منصتي “إنستغرام” و”تويتر”، والمسلسل يظهر الشبه الكبير بين “مناع” وأخيه “ورد”، وذكروا بأنهم ينتظرون اللحظة التي ستجمع “مناع” بعائلته بفارغ الصبر.

مشهد “جواهر” تتصدّر الترند

كما وتصدّرت الفنانة سوزان نجم الدين، بدور “جواهر”، الترند بعد عرض الحلقة التاسعة عشرة من “مربى العز”، حيث شهدت أحداث الحلقة تنفيذ “جواهر” مخططا محكما من أجل الانتقام من أبناء زعماء الحارات الثلاث الذين شهدوا على سجن والدها وحرمانها من الزواج والإنجاب.

الخطة المحكمة التي وضعتها “جواهر” تسببت في الاستيلاء على أبناء زعماء الحارات الثلاث الصغار، حيث أخبرت أخاها بأنها ستجعلهم يشعرون بالألم الذي شعرت به، ولو كان بمقدورها أن تسرق أبناء كل القاطنين في تلك الحارات لفعلت مثلما شهدوا على فضيحة والدها دون أن يعرفوا الحقيقة.

أخاها لـ”جواهر” أخبرتها بأن ما يفعلونه هو الشر بعينه، وحين نصحها بالتوقف، عاودت حديثها له بأنها لا يمكن أن تنسى أو تسامح وهذه علتها، أنها ترغب في الانتقام ولن تتوقف عن هذا الشر الذي يستحقه هؤلاء، فهي تحسد من يمكن أن يسامح وينسى ولكنها لا تتمكن من ذلك.

هذا المشهد منذ عرضه، تربع على منصات السوشيال الميديا، وتحديدا منصة “الفيسبوك”، حيث وصف المتابعون شخصية “جواهر” بأنها الشر الذي يتجسد في صورة سيدة، معتبرين أن دورها هو الأقوى في العمل، إذ لا يمكن أن يكون العمل من دون “جواهر” فهي المحور الرئيسي المحرك لكل الأحداث.

بدورها أعربت سوزان نجم الدين، في تصريحات صحفية عن سعادتها بردود الفعل الجيدة التي وجدتها من الجمهور وتعلّقهم بشخصية “جواهر”، مضيفة أن الدور من النوع السهل الممتنع، خاصة أنه مركب وصعب ومليء بالتحولات التي تزيده صعوبة. كما تلفت سوزان إلى أنها دائما تميل لتلك الأدوار الصعبة، والتي تكون تحديا بالنسبة لها.

هذا وتدور أحداث المسلسل في ثلاث حارات دمشقية في الفترة من 1900 إلى 1919، وهي حارة الورد، وحارة المشرقية، وحارة العسلية لكل حارة زعيم ولكل زعيم أبناء تربوا على العز، لكن الفرحة لا تدوم، إذ تتسلل المكائد لسلب هؤلاء الشباب الحق في زعامة الحارة بعد آبائهم، فثمة من لا يعجبه تلك الأنساب والعائلات وسيفعل المستحيل لتعكير صفو الحياة، وإثارة الأزمات. بمعنى أن العمل يدور حول الصراعات والخلافات التي كانت تُحاك في سبيل الحصول على زعامة الحارات، وما يترتّب على ذلك من أحداث درامية ثقيلة تُرصد من خلالها المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي شهدتها الحارة الدمشقية حينذاك.

مسلسلات “البيئة الشامية”

إن حضور الأعمال السورية خلال موسم دراما رمضان 2023 كان قويّا وموجودا بأعداد كبيرة مقارنة بالأعوام العجاف السابقة، وثمة منافسة قوية بين هذه المسلسلات حتى الآن، ومعظم هذه الأعمال من فئة “البيئة الشامية”. وفي الحقيقة العديد من هذه الأعمال مرشّح للحصول على المراكز الأولى في سباق الدراما الرمضانية الحالية، بعد أن استطاعت بعضا منها حجز موقعها في المقاعد الأولى ضمن هذا السباق، ومنهم مسلسل “مربى العز”، نتيجة قصصهم وشخصياتهم القوية والمُلهمة بالنسبة للمتابعين.

المسلسل الثاني من فئة “البيئة الشامية”، هو “العربجي”، الذي تصدر قائمة الأكثر تداولا على منصة “تويتر” بعد عرض الحلقة الـ 19، والتي شهدت صدور قرار بإعدام بطل العمل، “عبدو العربجي”، يؤدي دوره الفنان السوري باسم ياخور.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي أشادوا بالأداء المبهر الذي قدمه باسم ياخور في العمل. كما أشادوا بأداء ديمة قندلفت في شخصيتها الداية “بدور”، لافتين إلى أنها استطاعت إيصال مشاعر الندم والسعادة لحظة صدور براءة “العربجي” بمشهد لم يتجاوز الثانيتين.

العمل الآخر هو “زقاق الجن” الذي ينتمي لنفس البيئة الشامية، وهو من تأليف محمد العاص وإخراج تامر إسحاق، أما البطولة فلكلّ من أيمن زيدان وشكران مرتجى وأمل عرفة وعبد المنعم عمايري. وتدور أحداث العمل في العاصمة دمشق وتستعرض مجموعة من الصراعات الاجتماعية بين أبطال العمل الذين يسكنون أحد الأزقة القديمة، في إطار درامي يعكس شرور النفس البشرية ودواخلها. وحكاية المسلسل لا تهدف إلى التسلية والامتاع فقط بقدر ما تحمل دعوة في قالب درامي جذّاب إلى التوقّف عن تخويف الأطفال والعبث بصحتهم النفسيَّة وصناعة أشخاص غير أسوياء.

في المقابل، ثمة بعض المسلسلات الشامية الأخرى عادت هذا العام بأجزاء جديدة، أشهرها “باب الحارة 13″، و”حارة القبة 3” اللذان يستكملان القصص القديمة، إلا أن بعض الخطوط الدرامية الجديدة قد أُضيفت إلى الحبكة بينما أُلغيت أخرى.