رغم انتهاء فترة شهر رمضان وعيد الفطر، التي شهدت ارتفاع في معدلات الطلب على منتجات الدواجن وتحديدا الفروج، ما تزال أسعار هذه المنتجات ترتفع بشكل غير مبرر، وسط صمت الجهات الحكومية وعجزها عن ضبط الأسعار، وفق قوائم التسعير التي تصدرها بشكل دوري.

الفوضى في أسعار هذه المواد، ساهمت بشكل كبير بخروج كثير من المنتجين ومربي الدواجن من خط الإنتاج، في وقت حذرت فيه غرفة الزراعة في دمشق من انهيار قطاع الدواجن، وطالبت مجلس الوزراء بالتدخل لإيجاد حلّ جذري لارتفاع تكاليف إنتاج الدواجن، وبالتالي ارتفاع أسعارها على المستهلك.

ارتفاعات جديدة

أسعار الفروج والبيض شهدت ارتفاعات جديدة في أسواق العاصمة دمشق، وسط تجاهل التجار للأسعار الواردة في قوائم التسعير الصادرة عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، حيث حددت آخر نشرة سعر كيلو الفروج المنظّف بـ 29 ألف ليرة سورية، وسعر كيلو شرحات الدجاج بـ 45 ألف ليرة سورية بينما سعر كيلو الدبوس تم تحديده بـ 30 ألف، وكيلو الجوانح 21500 ليرة سورية، وسعر طبق البيض بوزن 2 كيلو وما فوق بـ 23 ألف ليرة سورية.

في حين سجلت الأسواق بحسب ما نقل موقع “أثر برس” المحلي، سعر 32 ألف ليرة للفروج المنظّف، أما سعر كيلو شرحات الدجاج 52 ألف ليرة سورية، بينما سعر كيلو الدبوس بلغ 35 ألف ليرة سورية، وسعر طبق البيض بين 25 إلى 26 ألف ليرة.

عن أسباب هذا الارتفاع قال أمين سر “غرفة الزراعة” في دمشق محمد جنن، إن سبب ارتفاع أسعار الفروج والبيض يعود إلى عدم استقرار الأسعار العلفية، مبيّنا أن لجنة التموين تضع الأسعار على هذا الأساس ولكن في اليوم التالي لوضع التسعيرة يُباع العلف بسعر أعلى من السابق ما يسبب تفاوت الأسعار.

خروج المربين من خطوط الإنتاج

جنن أكد أن نسبة المربين الذين يخرجون من خط الإنتاج ارتفعت خلال الفترة الماضية، ورغم دخول منتجين جدد على الخط، إلا أن الأعداد الجديدة لا تعادل الخارجين من قطاع التربية، كما أشار إلى أن الحال الذي وصل إليه قطاع الدواجن بحاجة إلى دعم خاص وجدّي من رئاسة مجلس الوزراء “لأن الوضع أصبح خطير جدا”.

قد يهمك: ما حقيقة وفاة الممثل محمد قنوع نتيجة خطأ طبي في دمشق؟

بدوره طالب أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة، الحكومة السورية، بأن تساهم في منح الإعفاء الضريبي والجمركي على الأعلاف ريثما يتم تجاوز المحنة على غرار عملية استيراد البصل؛ لأن هذا يشكل جزءا كبيرا من كلفة المنتج إن كان بالدجاج أو اللحوم، وطالب بزيادة كمية اللحوم في منافذ السورية للتجارة وزيادة عدد الصالات التي توزع المادة، وكذلك التأكيد على طرح مادة البيض في السورية للتجارة.

ارتفاع الطلب على لحوم الدجاج خلال السنوات الأخير، جاء مضاعفا بسبب اعتماد العائلات السورية عليه لتحضير وجباتهم اليومية، وذلك إثر مواجهتهم صعوبة بالغة في الحصول على اللحوم الحمراء التي أصبحت أسعارها تفوق القدرة الشرائية لمعظم السوريين مؤخرا، فمتوسط سعر كيلو اللحم الأحمر سجّل خلال الأسابيع الأخير أسعار ما بين 80  إلى 90 ألف ليرة سورية،

في ظل فشل وزارة “التجارة الداخلية وحماية المستهلك” في ضبط أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية، فإنها دائما ما تحاول إلقاء اللوم على التجار والتهرب من المسؤولية، حيث أشار تقرير لصحيفة “تشرين” المحلية، أن الوزارة كذّبت زاعم ارتفاع التكاليف وضيق هوامش الربح التي يسوقها التجار وهم يبررون ارتفاع أسعار مبيعاتهم، وبالتالي “جلد” المستهلك، وحرمانه من فرصة إكمال نواقص مائدته.

الوزارة عمدت خلال الأسبوعين الماضيين، إلى طرح سلعة اللحوم في صالاتها ضمن بعض المحافظات السورية بأسعار أقل من السوق، حيث أعلن فرع السورية للتجارة في حماة، استمرار بيع اللحوم بأنواعها المختلفة، بأسعار تنافس أسعار السوق، حيث يباع الفروج بسعر 19500 ليرة سورية للكيلو جرام، ولحم الخروف بـ 40000 ليرة للكيلو، لكن يبدو أن الحكومة عجزت عن استمرار طرح المواد بهذه الأسعار لفترة طويلة.

خلال الأيام الأخيرة ومع ارتفاع أسعار مختلف المواد الغذائية، زاد الإقبال على الأطعمة المصنوعة من البقوليات كالفول والفتّة والفلافل، وهي من الأطباق الشعبية منخفضة التكلفة، لكنها تحولت إلى قائمة الأكلات الأساسية المقدمة في مائدة السوريين، بعد الغلاء الكبير الذي شمل اللحوم بأنواعها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات