مع اقتراب دخول فصل الصيف، وانتشار الأكلات والأطعمة الصيفية، يتلقى السوريون صدمة جديدة حول ارتفاع الأسعار، إذ تضطر معظم العائلات السورية إلى الاستغناء عن هذه الأطعمة في ظل الارتفاع الكبير في أسعارها، مقارنة بأسعارها في الصيف الماضي.

في جملة الارتفاعات التي ضربت مختلف السلع والخدمات في سوريا، شهدت أسعار العصائر الطبيعية والكوكتيلات وسلطات الفواكه ارتفاعا ملحوظا، حيث زادت أسعار هذه المواد بنسبة بلغت 35 بالمئة، مقارنة بأسعار الصيف الماضي، وذلك تزامنا مع ارتفاع أسعار الفواكه ومختلف تكاليف صناعة هذه المواد.

موقع “أثر برس” المحلي، أشار في تقرير له، إلى أن دخول الفاكهة الاستوائية في صناعة سلطات الفواكه كان سببا في زيادة أسعارها، إذ يتم استخدام فاكهة غير موجودة في فصل الصيف وتكون من النوع الاستوائي.

سعر طبق سلطة الفواكه

بحسب تقرير الموقع المحلي، فقد سجّل صحن سلطة الفواكه المتوسط، سعر 30 ألف ليرة، ويزيد بحسب طلبات المستهلكين، ويمكن أن يصل سعره إلى 40 أو 50 ألف ليرة، الأمر الذي سيجعله بعيدا عن متناول معظم السوريين من ذوي الدخل المحدود، وذلك رغم أهمية هذه الأطعمة خلال فصل الصيف وفترات ارتفاع درجات الحرارة.

بعض أصحاب محال بيع سلطات الفواكه والكوكتيلات، ابتكروا طرق جديدة لمحاولة التغلب على ارتفاع الأسعار، وانخفاض الطلب على منتجاتهم، حيث لجأ البعض إلى صنع أطباق صغيرة من سلطات الفواكه، بحيث يتم بيعها بسعر 15 أو 20 ألف، لكن بأحجام أقل من المعتاد، ليتمكن الجميع من شرائها.

طبق “الإمبراطور” هو من أشهر أطباق سلطة الفواكه في سوريا، وهو عبارة عن طبق يحوي فواكه مختلفة، يضاف إليه القشطة والعسل والشوكولا، ويصل سعره إلى 60 ألف ليرة سورية.

أما أسعار العصائر، فقد تسبب ارتفاع أسعار الفاكهة بارتفاع أسعارها هي الأخرى، حيث يُباع كوب العصير الكبير بـ 12 ألفا لكوكتيل الموز مع الحليب والوسط بـ 8 آلاف ليرة والمدعوم بـ 14 ألف ليرة، وعصير البرتقال مع الجزر بـ 10 آلاف ليرة، والتوت الشامي بـ 6 آلاف ليرة سورية، بحسب تقرير الموقع المحلي.

غلاء الأطعمة الصيفية لم يقتصر على العصائر الطبيعية والكوكتيلات فقط، حيث سجلت أسعار المثلجات ارتفاعا في أسعارها أيضا وبنسبة لا تقل عن 40 بالمئة، مقارنة بالعام الفائت، حيث أن سعر “كاسة البوظة بات يتراوح بين 5000 إلى 6000 ليرة فكل طابة بـ 2000 ليرة”.

مواد أخرى على قائمة الارتفاع

أما أسعار “رول البوظة” بالمكسرات، فإن الرولات هي ثلاثة أنواع، “رول بفستق مبشور سعر الكيلو وسطيا 45 ألفا، ورول بفستق مكسر بسعر 40 ألفا، والنوع الأخير نطلق عليه رول إكسترا ويكون بحبات الفستق الكاملة وسعره وسطيا 60 ألفا؛ ورول الفواكه 55 ألفا ويحتوي على فاكهة مجففة ومنكّهات”.

بسبب استمرار ارتفاع أسعار مختلف السلع والمواد الغذائية في سوريا، لجأت الكثير من العائلات السورية ذات الدخل المحدود، إلى خفض استهلاكها من المواد الغذائية إلى حدوده الدنيا، فضلا عن استغناء بعض العائلات عن مواد معينة بشكل نهائي.

العديد من المواد الغذائية خرجت من قائمة استهلاك عشرات آلاف العائلات السورية، خاصة تلك التي أصبح سعرها ليس بمتناول دخل المواطن، كالمكسرات والحلويات الفاخرة. هذا الأمر أدى إلى انخفاض الطلب بشكل كبير على هذه المواد، ما يعني تهديدا لخطوط إنتاجها، الأمر الذي يوحي بكساد اقتصادي كامل بسبب انعدام القدرة الشرائية للمواطن.

بعض التجار ممن تحدثوا إلى “الحل نت”، أكدوا أن ارتفاعا جديدا في الأسعار قد يحدث في أي لحظة في الأسواق السورية في مختلف السلع والخدمات، وذلك بعد قرار الحكومة السورية مرة أخرى برفع أسعار المحروقات للقطاعين العام والخاص، لتفاقم بذلك من مشاكل قطاع الصناعة والإنتاج.

قد يهمك: أسعار الفروج إلى انخفاض في سوريا.. الأسعار مرة فوق ومرة تحت؟

بحسب قرار الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية، “محروقات”، تم تحديد سعر مبيع الطن الواحد من الفيول بـ 3.335 ملايين ليرة للقطاع الخاص، متضمنة أجور النقل، ومليوني ليرة للقطاع العام.

الارتفاع في الأسعار لا يكاد يستثني ولا حتى مادة غذائية واحدة، من المواد التي اعتاد السوريون استهلاكها في موائدهم اليومية،  فحتى المادة التي توصف بأنها “قوت الفقراء” بسبب انخفاض ثمنها وهي الزعتر، ارتفع سعر الكيلو منها مؤخرا ليبلغ سعر كيلو الزعتر الحلبي، في أسواق حلب 30 ألف ليرة سورية للنوع الأول و 22 ألف ليرة للنوع التجاري.

الأسواق السورية، تشهد ارتفاعات متواصلة في أسعار المواد الغذائية والأساسية، وتُزيد انعدام القدرة الشرائية للمواطنين، وتحديدا بعد الزلزال الذي وقع في 6 من شباط/فبراير الماضي، وقد حلّت سوريا في المركز الـ 18 من أصل 117 بلدا في مؤشر معدل فقر العاملين، بحسب تصنيف “منظمة العمل الدولية” لعام 2022.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات