ما تزال موجات الجدل وتراشق التصريحات مستمرة فيما يخص مسلسل “النار بالنار”، بعدما خرجت كواليس العمل إلى الجمهور، وبدأ كادر المسلسل تبادل الاتهامات المتعلقة بالتعديلات التي وقعت على النص والخلاف بين الكاتب والمخرج، الذي بدأ منذ عرض القسم الثالث من المسلسل في رمضان الفائت.

التراشق بالتصريحات وصل إلى منتج المسلسل ومدير شركة “الصباح” للإنتاج الفني صادق الصباح، وذلك بعدما انتقدت الممثلة السورية كاريس بشار، سير العمل على المسلسل، والتعديلات على النص، معتبرة أن التعديلات وحذف وإضافة المشاهد، كل ذلك ساهم في ضياع الفكرة الرئيسية.

الصباح رد على الهجوم الأخير الذي شنته الممثلة كاريس بشار، لا سيما عندما قالت إلى الرسالة من العمل لم تصل بسبب “قلة الأمانة”، حيث اعتبر الصباح أن بشار خانها التعبير، وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية “النجم الحقيقي يبقي الكواليس لأهل البيت، لأن النقاشات تحدث في أي عمل لكن لا تظهر للعلن بهذا الشكل، خاصة بعد التفاخر بنجاحه”.

المنتج يرد

ولدى سؤاله عن احتمالية استبعادها من العمل، أوضح الصباح أن شركة الإنتاج “هي بمثابة العائلة الفنية العربية لكل النجوم، بس إذا بدها تشتغل معنا لازم نتفاهم على رؤية الممثل بالشركة، والذي يقتصر دوره على تجسيد الشخصية، إنما تبقى البصمة الأخيرة للمخرج فقط، لأن احترام تراتبية المهنة هو ما يوصلنا لبر الأمان”، وأشاد بدور المخرج  محمد عبد العزيز في إنقاذ العمل وإبصاره النور.

تصريحات كاريس بشار يبدو أنها استفزت العديد من الأشخاص في كادر المسلسل، الأمر الذي دفع كذلك المخرج محمد عبد العزيز للرد، وقد هددها بفضح بعض المحادثات المتعلقة بالعمل، معتبرا أن “هذه المحادثات مخجلة لكاريس بسبب آرائها بحق من عملت معهم سابقا، بمن فيهم كاتب العمل رامي كوسا”.

عبد العزيز أضاف عبر صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، “قلة الأمانة تكمن في الجحود والنكران والنميمة والوصولية، قلة الأمانة تكمن في الغيرة المجانية من زملائها وقلب الحقائق، لذا مع مثل هذه النماذج العدائية لا ينفع سوى نشر الحقائق بالصوت والصورة قريبا”.

الانتقادات التي وجّهت إلى مخرج المسلسل وصلت إلى حدّ خروج الممثلة السورية كاريس بشار، التي لعبت دور البطولة في المسلسل، متحدثة عن التعديلات التي تمت على النص، لاسيما في الحلقات الأخيرة، معتبرة أن التعديلات وحذف وإضافة المشاهد، كل ذلك ساهم في ضياع الفكرة الرئيسية.

قد يهمك: جومانا مراد لا تريد أن تدفن في سوريا.. وهذا موقفها من “المشاهد الساخنة” في الدراما

تصريحات كاريس بشار تقاطعت مع تصريحات الكاتب رامي كوسا، حول مساهمة التعديل على النص في ضياع الفكرة الرئيسية من المسلسل، حيث أكدت بشار أن الرسالة لم تصل كما يجب، محمِّلة المسؤولية بشكل غير مباشر على مخرج المسلسل محمد عبد العزيز عن الأخطاء التي حدثت.

بشار أضافت في تصريحات خلال برنامج “كلام نواعم” على قناة “أم بي سي”، “الأثر اللي المفروض يتركوه الشخصيتين الرئيسيتين، كان عم ينحرق ويستهلك، والرسالة لم تصل كما يجب أن تصل، وصحيح أنني كنت على اطلاع على كامل النص، لكن مع الأسف بسبب الحذف والإضافات، كان هناك تأثير كبير ورئيسي على المسلسل”.

أما عن الكاتب رامي كوسا، فأكدت بشار أن كوسا بقي مع كادر المسلسل حتى الحلقة 24، إلى أن قرر الانسحاب بعد الضغط الناتج عن حذف وإضافة المشاهد وأضافت “رامي كان معنا وعم نشتغل من فترة التحضير، بعدها انسحب لما وصل الخلاف لطريق مسدود”، واصفة ما حدث من قبل مخرج العمل بـ”قلة الأمانة”.

العديد من المنشورات نشرها كوسا عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي أثناء عرض المسلسل في رمضان، وهاجم خلالها صنّاع “النار بالنار”، الذي ساهم في كتابة ثُلثيه قبل الانسحاب من العمل ليتم مواصلة العمل بدونه، لافتا إلى أن المسلسل تعرّض للتلاعب على مستوى الأحداث الأخيرة، وهو ما كشفه الجمهور الذي وصفه بالذكي.

رامي كوسا مؤلف العمل وبعد أن انتقد سابقا التعديل في الأحداث، أعلن في منشور سابق، عن أن انسحابه في الجزء الثالث من العمل وبالتالي الحلقات الأخيرة، ستظهر ضعفها مقارنة بالحلقات العشرين الأولى من العمل الذي حاك المؤلف الأساسي خيوطه.

بداية مسلسل “النار بالنار” كانت مبشِّرة، فالجمهور أحب شخصيات المسلسل والبيئة التي تحتضنهم في الحلقات الأولى، وقد حظي المسلسل بإشادات واسعة في حلقاته الأولى، لكن ربما المسلسل من أكثر الأعمال التي هبط مستواها مع تقدم الحلقات، حيث كانت ذروة الانتقاد في الحلقات العشر الأخيرة

بعض النّقاد وصفوا المسلسل بأنه “يتحول بعد الحلقة العشرين إلى مهزلة درامية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى”، إلا أن ذلك لا يعني أن الأخطاء بدأت تظهر في المسلسل في مرحلة متأخرة، لكن أثرها كان محدوداً بالبداية أمام الطرح الجريء لقضايا وأفكار كانت تُعتبر “تابو”.

جودة الأداء قد غطّت ربما على الكثير من مشكلات النص، فشبكة العلاقات التي بُنيت بين شخصيات الحي بهدف جمع أنماط اجتماعية يختزل كل منها فكرة، هي بالأساس ضعيفة ويمكن اعتبارها الخطأ الأكبر في المسلسل، الذي يبدو من عيوبه أيضاً تكرار الكثير من المشاهد والحوارات الرديئة بسياقات مختلفة وغير منطقية.

أخطاء وانتقادات

رغم أن الأداء التمثيلي يُعتبر من أفضل عناصر العمل، إلا أن عديدا من الممثلين ارتكبوا أخطاء جسيمة على مستوى الأداء، مثل كاريس بشار التي تعرج خارج المنزل وتمشي بشكل طبيعي في معظم الوقت داخل المنزل.

مشهد خلع مريم لحجابها كان من أبرز المشاهد التي أثارت جدلا بين صنّاع العمل”النار بالنار” وبين الجمهور، وتم عرضه في الحلقة التاسعة من المسلسل، حيث توجهت مريم برفقة عمران (عابد فهد)، إلى مكتب “سمسار” للحصول على جواز سفر بهدف تسهيل حركتها داخل لبنان، وهناك يطلب منها السمسار خلع حجابها عند التقاط الصورة الشخصية الخاصة بجواز السفر.

كذلك فإن قصة الحب التي جمعت كل من مريم وعزيز في المسلسل، تعرضت لانتقادات واسعة من قبل الجمهور، وذلك بعد أن كانت الشخصيتان على خلاف حاد لأكثر من 15 حلقة في المسلسل.

مسلسل “النار بالنار” تواجد في قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة ضمن موسم دراما رمضان لهذا العام، وهو الذي يروي الحكاية والعلاقة التاريخية التي تجمع بين سوريا ولبنان، كما يتناول العلاقات التي تربط بين الشعبين أدبيا وفنيا وثقافيا وجغرافيا وتاريخيا.  

كما تتمحور أحداث العمل حول وجود اللاجئين السوريين في لبنان، وتسليط الضوء على أوضاعهم المعيشية، وطبيعة علاقتهم باللبنانيين وما طرأ عليها من تحوّلات على مدار أكثر من 11 عام. هذا بالإضافة إلى كونه عملا يتطرق إلى الوجود السوري في لبنان، والتغير الديموغرافي الذي يفرضه على اللبنانيين في أحيائهم.  

تناول المسلسل هذه العلاقة التي تجمع بين جيل الأبناء اللبناني واللاجئين السوريين في حي شعبي من ثلاثة أبعاد البُعد الإنساني، والبُعد السياسي والأمني، والبُعد الاجتماعي.

داخل هذا الحي، يتسلّط عمران على السكان، فهو المرابي وصاحب المال ودائنه للناس. يحمل عمران الجنسيتين، اللبنانية والسورية، ويتحكم بكل الخدمات الأساسية لأهالي الحي من كهرباء ومياه، وغالبا لا يفرّق بين السوري واللبناني، فمصالحه الشخصية وفوائد أمواله هي الأهم.

المسلسل من إنتاج شركة “الصباح إخوان”، ومن إخراج محمد عبد العزيز، بطولة عابد فهد، كاريس بشار، جورج خباز، زينة مكي، طارق تميم، طوني عيسى، وغيرهم، ويناقش المحاور المذكورة من خلال قصة مُدرِّسة سورية هربت من وطنها الذي مزقته الحرب، لتجد نفسها عالقة في بيروت، وحيدة ومن دون أوراق ثبوتية، فيتوجب عليها مقاومة الواقع بهدف الاستمرار والعيش في مدينة لا تعرفها قط.

نحو ذلك، تواجدت الدراما المشتركة هذا الموسم بثلاثة أعمال. الثنائي الفنان السوري قصي خولي والفنانة اللبنانية نادين نسيب نجيم، عادا هذا الموسم بعمل جديد يحمل عنوان “وأخيراً”، من تأليف وإخراج أسامة عبيد الناصر وإنتاج شركة “الصباح”، كذلك حضر مسلسل “للموت” موسم ثالث رغم الانتقادات الشديدة للجزئين الماضيين. وهو من تأليف نادين جابر وإخراج فيليب أسمر وإنتاج “إيجل فيلمز” المنتج جمال سنّان، أما المسلسل الثالث للدراما المشتركة فكان “النار بالنار”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات