منذ سنواتٍ والممثلة السورية جومانا مراد غائبةٌ عن المشهد الدرامي في سوريا، حيث تنحصر أعمالها خلال السنوات الماضية في الدراما والسينما المصريتَين، حيث كانت تجاربها الفنّية في مصر بمثابة نقلة نوعية من العمل في سوريا إلى العمل في مصر.

جومانا مراد بدأت عملها بوتيرة متصاعدة في الدراما والسينما المصريتَين منذ عام 2012، وذلك على الرغم من النجاح والنجومية اللذين حققتهما في سوريا، من خلال مشاركتها في عديد المسلسلات، كما أنها شاركت في إنتاج بعض الأعمال ومن أبرزها إنتاج مسلسل “الخيط الأبيض” من بطولتها إلى جانب الفنان والممثل السوري جمال سليمان وحقّقا نجاحا متميزا.

مراد عادت في عام 2012 إلى الساحة المصرية بعد غياب لعدة سنوات، من خلال عملين سينمائيين؛ الأول هو فيلم الحفلة مع أحمد عز، والفيلم الآخر “أشرف التلت” مع عمرو سعد، ومنذ ذلك الوقت لمع اسم مراد في التمثيل والإنتاج المصري، بدرجة أنها تقول في لقاءاتها أنها أصبحت أقرب للشعور بالانتماء إلى مصر.

جومانا مراد والفن المصري

شاركت الفنانة السورية جومانا مراد خلال الشهور الماضية في أعمال سينمائية وتلفزيونية من بينها فيلما “يوم 13″، و”ع الزيرو” إلى جانب مسلسلَي “عملة نادرة”، و”بابا المجال” اللذين عُرضا في موسم دراما رمضان الماضي، بينما تنتظر مراد عرض مسلسل “مفترق طرق” المأخوذ من فورمات أجنبية، قريبا.

منذ ذلك الوقت ابتعدت جومانا مراد عن العمل في الفنّ السوري، باستثناء بعض الأعمال بينها مسلسل “مدرسة الحب”، حيث اقتصر عملها في الساحة الفنية بمصر من خلال الإنتاج والتمثيل، وكان لها أدوارٌ حظيت بإشادات واسعة على المستوى المصري والعربي.

شاركت كذلك مع أبرز النجوم والفنانينَ المصريين بينهم الممثل الأعلى أجرا في مصر “محمد رمضان”، وقد علّقت على هذه المشاركة بالقول، إنها لم تتخوف من التعاون مع الفنان المصري محمد رمضان، كونه يتعرض بين الحين والآخر لبعض الانتقادات.

في تصريحات لـ”الشرق الأوسط” أضافت مراد، “العمل مع محمد رمضان تجربة ناجحة بكل المقاييس، فهو فنان له جماهيرية عريضة، ولا تشغلني الانتقادات التي توجَّه إليه، فهو على المستوى الشخصي مميَّز، وصاحب شخصية فنية مهنية لا يختلف عليها اثنان إلى جانب موهبته وتجدّده الدائم في اختياراته وتحقيقه نجاحاً كبيراً في أعماله”.

قد يهمك: محطات عديدة غيرت طريقة طرح “البيئة الشامية” في الدراما السورية خلال 20 عام

زيادة وتيرة أعمالها على الساحة المصرية، جعل بعض الجماهير المصرية تشيد كثيرا بأدائها على حساب الممثلينَ المصريين الأصليين، بل إن بعض الصحف المصرية بدأت مؤخرا بتشبيهها بالممثلة الراحلة سعاد حسني، وقد علّقت على ذلك بالقول، “سعدت بهذه المقارنة كوني قدمت الشخصية بإتقان وحب ظهر على الشاشة، وإشادة الناس كان وقعها مختلفا على مسامعي وأنني أتقنت الكوميديا وقدمت الشخصية بخفة دم، رغم أنني لم أتعمد تقليد سعاد حسني، فالدور كان لفتاة مهووسة بها وتتقن تقليدها على موقع (تيك توك)، إلا أن تقديم الشخصية بشكل كوميدي جعلها قريبة من الناس”

غيابها عن الساحة الفنية في سوريا، جعل بعض الجماهير ينتقدونها خاصة وأن عملها الفني أصبح شبه محصور بالأعمال المصرية، الأمر الذي عزّزه بعض التصريحات التي أدلت بها مراد حول انتمائها لمصر وحبها الزائد للجمهور المصري.

جومانا مراد أكدت مجددا أنها لن تكون حاضرة في الدراما السورية بالوقت الحالي لعدم عرض أدوار عليها في أي عمل سوري. مضيفة أن الدور الذي سيعرض عليها يجب أن يلائم قيمتها الفنية.

كشفت مراد خلال حديث لها مع موقع “فوشيا”، أسباب غيابها عن الدراما السورية التي اشتهرت من خلالها حيث قالت: إن غياب العروض سبب أساسي في انقطاعها عنها، وقد ابتعدت بطلة “باب الحارة3” عن الساحة الفنية السورية لانشغالها بأعمالها المصرية.

جومان مراد كشفت في آخر لقاءاتها التلفزيونيةعن وصّيتها، كذلك أبدت رأيها في أكثر المواضيع إثارة للجدل في الدراما العربية والسورية على وجه التحديد، وهو موضوع المشاهد الجريئة في المسلسلات، الأمر الذي جعلها تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة.

مراد أكدت في تصريحات خلال ظهورها في برنامج “كتاب الشهرة” على قناة “الجديد” اللبنانية، أنها تتمنى أن يتم دفنها في مصر، حيث كشفت عن تحضيرها لمدفنها في منطقة أكتوبر في العاصمة المصرية القاهرة، معربة عن حبّها الكبير لمصر، الأمر الذي أثار استغراب البعض، خاصة وأن جومانا مراد من مواليد مدينة السويداء السورية.

مراد برّرت غيابها عن الصفوف الأولى للنجوم السوريين، بقلة أعمالها السورية مؤخرا، وذلك بسبب عدم تلقّيها لأدوار مناسبة لها، كذلك أكدت أن “عدم ذكر اسمها اليوم بين الفنانين السوريين المُهمّين لا يُعدّ تغيّيبا لها؛ لأن لا أحد يستطيع أن يُغيّب اسم جومانا مراد”.

لمحة عن جومانا

جومانا مراد ممثلة ومنتجة سورية من مواليد مدينة السويداء 1973، حاصلة على ليسانس في الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق. كانت بدايتها الفنية كمذيعة في تلفزيون عجمان، ثم اتجهت إلى التمثيل بعد أن شجعها المخرج نجدت أنزور، لتقدّم أول أدوارها الفنية عام 1998م من خلال مسلسل “بقايا صور”.

أول أدوارها السينمائية كان في فيلم “شعبان الفارس”، انتقلت بعد ذلك لمصر لتقدّم الكثير من الأعمال التلفزيونية والسينمائية في مصر وسوريا، ومن أبرز أعمالها السينمائية “حياة أو موت، الشياطين، لحظات أنوثة، كباريه، شعبان الفارس، الفرح”.

إلى جانب العمل بالتمثيل اتجهت إلى الإنتاج الفني، وهي صاحبة شركة “جومانا انترناشونال للإنتاج السينمائي والتليفزيوني والتوزيع”، التي قامت بإنتاج عدد من أعمالها الفنية منها “الخيط الأبيض، انتقام الوردة، هيك تجوزنا”، كما إنها عضو في لجنة اتحاد صناعة السينما والتليفزيون في سوريا، وعضو بمجلس إدارة اتحاد المنتجينَ العرب التابع لجامعة الدول العربية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات