عند البعض التجميل أهم من الغذاء.. المليارات تصرف على التجميل في سوريا

رغم الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تعيشها سوريا، لم يفشل قطاع التجميل في الحصول على حصته من دخل السوريين، وبشكل خاص النساء، حيث زاد خلال السنوات الماضية، معدل الاهتمام بعمليات التجميل، حتى انتشرت عيادات التجميل في مختلف المدن السورية، رغم غلاء أسعار عملياتها.

الإقبال على قطاع التجميل لم يعد مقتصرا على فئة محددة من المجتمع، أو على الأشخاص المقتدرين ماديا، فقد تحولت هذه الحاجة إلى أمر أساسي، جعل فئة واسعة من محدودي الدخل كذلك يلجأون إلى عمليات التجميل في العيادات المنتشرة في البلاد.

قطاع الطب التجميلي، أصبح من أبرز القطاعات في الاقتصاد السوري مؤخرا، حتى أن قرار منع استيراد مواد التجميل، تسبب بضرر للاقتصاد، بحسب ما أكده خبراء اقتصاديون، وذلك قياسا على الإنفاق الشهري والسنوي في هذا القطاع.

اهتمام واسع

تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، أفاد بازدياد اهتمام النساء في سوريا خلال السنوات الأخيرة، بعلاجات وعمليات التجميل، إذ لم يعد الأمر مقتصرا على طبقة بعينها من المجتمع إنما أصبحت أكثر انتشارا وأصبحت العلاجات كالفيلر والبوتوكس يعرفها الجميع، حتى الرجال.

الطبيبة المختصة بالأمراض الجلدية ولاء جمول، أوضحت أن البوتوكس هي مادة اسمها بالتوكسين بوتيلينيوم، وهي مادة عصبية سامة يتم استخلاصها من إحدى أنواع البكتيريا المعروفة باسم المطثية الوشيقية، ويتم حقنها بالعضلة ليشل حركتها مؤقتا، حيث تعمل المادة على إخفاء التجاعيد وعلامات التقدم بالسن تجميليا.

جمول أضافت في تصريحات نقلها موقع “أثر برس” المحلي، “أما باختصاص الجلدية يتم حقنها لعلاج التعرق الزائد وباختصاص العصبية لعلاج الشقيقة، وعمر البدء فيها يتحدد حسب الاستطباب، فمثلا التجاعيد عندما تبدأ بالظهور يفضل أن تحقن وذلك كي لا تتسبب بتكوين تجاعيد ساكنة مستقبلا”.

الطبيبة المختصة، أشارت إلى أن استخدام هذه المواد يُعتبر آمنا إلى حدّ كبير، لكن بشرط أن يكون من يعمل بها من أصحاب الاختصاص، وهنا تحدثت عن انتشار العديد من مراكز التجميل غير المرخصة، ويعمل بها أشخاص غير مختصين بهدف الربح المادي فقط.

“الأسعار الغالية، لكن الأمر أصبح ضرورة”، قالت هنادي نجدي وهي طالبة جامعية تعمل في التسويق الإلكتروني، وتعيش في العاصمة دمشق، مؤكدة أنها خضعت لعدة جلسات حقن بوتوكس، وكانت تجربة جيدة، لكنها لم تخفي صدمتها من ارتفاع أسعار هذه العمليات خلال الفترة الأخيرة.

قد يهمك: أقل دعوى قضائية بمئة ألف.. الحق ضايع في سوريا بسبب ارتفاع “الأتعاب”

نجدي أضافت في حديث لـ”الحل نت”، “الأسعار مرتفعة جدا، وقد يكون الأمر من الكماليات بالنسبة للبعض أو حتى معظم الأشخاص، لكن الأمر مختلف للبعض الآخر. ومؤخرا اضطررت لتخفيف عدد الجلسات السنوية نتيجة غلاء الأسعار، فعملية الحقن أصبحت مؤخرا تصل إلى 300 ألف ليرة سورية”.

أسعار التجميل في سوريا

بحسب تقرير الموقع المحلي، فقد تراوحت تكلفة حقن البوتوكس في سوريا، بين 200 إلى 400 ألف ليرة سورية، أما الفيلر فيختلف سعره حسب نوعيته حيث يبدأ من 200 ألف للسنتميتر الواحد، وهناك فيلر كوري نخب أول ممتاز يصل سعره إلى 300 ألف للسنتميتر الواحد، وهناك أنواع تتجاوز الـ 700 ألف.

أما جلسات الليزر، فقد تكون أكثر من عشر جلسات ويختلف هذا حسب نوعية وطبيعة الجسم لذلك غالباً ما تعلن المراكز عن عروض لهذا النوع مثلا جلستين والثالثة مجاناً أو حسم 15 بالمئة، وغير ذلك وتبلغ كلفة الجلسة الواحدة 30 ــ 50 ألفا حسب الجهاز المستعمل، حسب تقرير “أثر برس”.

الجراحات الترميمية، والمعالجة عن طريق الحقن، تعد من أبرز أقسام التجميل المنتشرة في سوريا، وتشمل “تجميل أنف، تكبير صدر عن طريق زرع حشوات، حقن البوتوكس“.

صحيفة “الوطن” المحلية، قدّرت الإنفاق الشهري للسوريين على قطاع التجميل بمليارات الليرات، مشيرة إلى أن “معظم هذا الإنفاق يُصرف على الإجراءات التي تعتمد على الحقن والحشوات، وكلاها لا تشملهما قائمة المواد المسموح باستيرادها، فأصبحت تُعامل معاملة الممنوعات مع العلم أنها لا تُنتج محليا وليس لها بديل“.

أسئلة لم تعد غريبة على صفحات التواصل الاجتماعي، وضمن محادثات النساء والرجال أيضا، مع الإقبال الكبير على عمليات التجميل، كما يصفه أصحاب المهنة، والرغبة الشديدة لدى الكثيرين بتصحيح عيوبهم كما يروها، ومن أبرز هذه الأسئلة، “صبايا بدي دكتور تجميل شاطر أعمل أنفي بمين بتنصحوني؟“، “حابة أعمل نحت جسم، حدا بيعرف دكتور شاطر ومو غالي؟“.

اختصاصي الجراحة التجميلية، وأمين سر الرابطة السورية لأطباء الجراحة التجميلية والترميمية، الدكتور رزق الفروح، قال في تصريحات سابقة، إن “عمليات التجميل في الآونة الأخيرة، شهدت إقبالا كبيرا من الرجال والنساء، فربما لم تعد مساحيق التجميل كافية لتلبية الرغبة في إظهار الجمال أو تغطية العيوب“.

الفروح أردف، في حديث لوسائل إعلام محلية قائلا، “بات الكثير يلجؤون إلى الحقن والشد وتجميل الأنف دون مراعاة الآثار الجانبية الكارثية أحيانا إن تمت بيد غير خبيرة في مراكز التجميل غير المرخصة من وزارة الصحة، والتي انتشرت بكثرة أيضا وبحاجة إلى رقابة صارمة” من قبل الجهات المعنية.

تجدر الإشارة إلى أن السوريين يعانون من هوة كبيرة بين الدخل والإنفاق، ففي حين لا يزيد الحد الأدنى للأجور عن 92 ألف ليرة سورية، ومتوسط الأجور عن 150 ألف، بلغ متوسط معيشة الأسرة المكوّنة من خمسة أفراد أكثر من 5.6 ملايين ليرة سورية والأدنى نحو 3.5 مليون ليرة سورية، وذلك مع انتهاء الربع الأول من عام 2023، بحسب ما نشره مركز “قاسيون” من دمشق مؤخرا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات