إقبال غير مسبوق على الحدائق والأرصفة في سوريا.. ما علاقة المطاعم والكهرباء؟

الحدائق والمنتزهات في المدن السورية، تسجّل منذ دخول فصل الصيف ارتفاعا في معدلات الإقبال عليها، حيث تشهد الحدائق العامة في العاصمة دمشق، ازدحاما غير مسبوق لا سيما في أوقات المساء، وذلك لعدم وجود حدائق كافية لأعداد السكان في المدينة.

هذا الإقبال المتزايد على الحدائق والمنتزهات، يأتي في ظل أن العديد من الأحياء السكنية في المدن لا تحتوي على حدائق كافية، ما يضطر الأهالي للتوجه إلى مراكز المدن، الأمر الذي يسبب ازدحاما شديدا على الحدائق العامة.

العائلات السورية تحاول الهرب من ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، خصوصا مع ارتفاع معدلات التقنين الكهربائي، حيث تصل معدلات التقنين في بعض المناطق إلى 22 ساعة يوميا، فضلا عن الأعطال المتكررة في الشبكة الكهربائية.

بديل للمطاعم

ارتفاع تكاليف ارتياد المطاعم في سوريا، تُعد من أبرز أسباب توجه الأهالي إلى الحدائق العامة، حيث تتجه العائلات إلى المنتزهات المجانية، وتصطحب معها الوجبات المنزلية لتناولها في الحدائق، بدلا من تحمّل تكاليف المطاعم التي قد تتجاوز عشرات الآلاف لعائلة صغيرة.

“أحيانا نصطحب معنا طعامنا” قالت ردينة مستو، وهي أم في عائلة مكونة من أربعة أفراد وتقيم في مدينة حلب، مشيرة إلى أن رحلة الحديقة توفر عليها عشرات الآلاف، فيما إذا قررت تناول أي وجبة مع عائلتها حتى ولو في أرخص المطاعم.

مستو أضافت في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “الذهاب للمطعم أصبح يحتاج لمبلغ لا يقل عن 200 ألف ليرة سورية، أحيانا نأخذ بعض الأطعمة البسيطة من المنزل ونذهب لمنتزه عام أو حديقة ونأخذ طاولة، في بعض الأحيان تكون الطاولات مأجورة، لكن عادة تكون الأجور رمزية ولا تتجاوز ألف ليرة، هي خيار جيد للهروب أيضا من عدم توفر الكهرباء”.

بحسب تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، فإنه “تبقى الحدائق والمروج الخضراء هي المتنفس الوحيد لعدد كبير من الشباب والفتيات والعائلات التي لا يسمح لها مردودها الشهري بالخروج إلى أي مكان يتطلب منهم دفع كلف مادية لا قدرة لهم عليها، مع الإشارة إلى أن تناول وجبة في مطاعم دمشق، باتت تتجاوز الـ 35 ألف للشخص الواحد على أقل تقدير”.

“بشكل شبه يومي أذهب للحديقة”، قال حسن الجواد، وهو طالب جامعي يقيم في العاصمة دمشق، مؤكدا أن الحدائق العامة هي المتنفس الوحيد للشباب والعائلات، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر التيار الكهربائي في معظم الأوقات.

الجواد أضاف في اتصال هاتفي مع “الحل نت”، “الانقطاعات المتكررة للكهرباء تشكل معاناة حقيقية في سوريا، تقريباً وبشكل يومي أذهب للحديقة في المساء، وأحيانا تكون الأجواء مساعدة أيضا على الدراسة في الحديقة بدلا من المنزل في ظل الحر الشديد وعدم وجود إمكانية لتشغيل أي أجهزة تبريد”.

قد يهمك: الزراعة المنزلية.. وسائل جديدة للتغلب على صعوبات المعيشة في سوريا

في العاصمة دمشق سجّلت الحدائق العامة، ارتفاعا في نسبة ارتيادها وصلت إلى 90 بالمئة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتَركّز الدخول على المنتزهات المجانية مع بدء موسم العطلة وفصل الصيف، حيث تُعتبر هذه الأماكن وجهة أساسية للعوائل لمجّانيتها من جهة ونظافتها من جهة أخرى إضافة لوجود الألعاب التي يتمتع بها الأطفال.

إقبال على الحدائق

مدير الحدائق في دمشق سومر فرفور، أكد أن الحدائق في أيام عطلة نهاية الأسبوع تكون ممتلئة بالكامل ضمن مدينة دمشق، مع وجود كافتيريات في حديقة تشرين أما باقي الحدائق التي لا يوجد فيها بوفية أو كافتيريا فهي مخدّمة من خلال كشك موجود خارج حرم الحديقة يخدم الزائرين ويجدون فيه ما يحتاجونه من أطعمة ومقبلات.

من جانبه أكد رئيس الجمعية الحرفية للمطاعم والمقاهي والمنتزهات بدمشق كمال النابلسي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن بعض المنتزهات تتقاضى رسوم دخول لكنها رمزية، وأضاف في تصريحات صحفية “الكرسي بـ 1000 ليرة أما فتح الطاولة مع علبة محارم صغيرة وعبوة ماء بـ 3000 ليرة، وهذه الأسعار غير قابلة للزيادة تحت طائلة عقوبة السجن”.

في دمشق مثلا يوجد 100 نقطة تنزّه، موزّعة بين 177 حديقة، و 756 حرشا، و177 ساحة عامة، حيث  يُسمح للأهالي بإدخال الأراكيل والطعام إلى الحدائق، ولكن لا يُسمح بظاهرة بيع الأراكيل غير معروفة المصدر، “إلى جانب أن عدد الحراس غير كاف” بحسب حديث المعنيين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات