محافظ السويداء يلتقي وجهاء من المدينة.. تهدئة للاحتجاجات أم تهديد بالتصعيد؟

الصمت الحكومي، كان العنوان الأبرز للتعامل مع الاحتجاجات من قبل السلطة السورية، وذلك منذ انطلاق المظاهرات الشعبية من السويداء في السادس عشر من شهر آب/أغسطس الجاري، تنديدا بالقرارات الحكومية التي ساهمت بتفاقم أزمة الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد منذ سنوات.

في أول رد على هذه التظاهرات، أعلنت وسائل إعلام محلية رسمية، عن زيارة لمحافظ السويداء بسام بارسيك، بأحد وجهاء مدينة السويداء للوقوف على آخر تطورات الاحتجاجات في المدينة، الأمر الذي يطرح التساؤلات حول أهداف هذه الزيارة، وفيما إذا كانت السلطة جادة للتعامل مع مطالب المحتجين، أم إنها تأتي كتهديد لوقف المظاهرات أو اتجاه السلطة للتصعيد الأمني.

بارسيك، وبحسب ما نقلت تقارير محلية الخميس، نفى أي توجه لمواجهة الاحتجاجات في محافظة السويداء باستخدام العنف، في وقت أكد كذلك أن مطالب المواطنين في المحافظة “تحظى باهتمام القيادة، واللقاءات التي أجراها مؤخراً كانت على قدر عالٍ من المسؤولية والشفافية والإيجابية”.

تطمينات من السلطة؟

المحافظ علّق كذلك على الاحتجاجات في السويداء بالقول، “ما يُشاع عن التهديد باستخدام القوة تجاه أهالي المحافظة عارٍ من الصحة”، مطالبا الأهالي “بعدم الانجرار وراء ما يُقال في بعض صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية في هذه الفترة”.

المخاوف من اتجاه السلطة للعنف، تأتي من خلال انعدام الأدوات لدى الحكومة للتعامل مع مطالب المحتجين، التي هي بالأساس اقتصادية، ونتيجة لعجز السلطة عن تقديم حلول لتحسين الواقع المعيشي للسوريين، فقد تتجه مطالب المحتجين وهو ما حدث بالفعل، حيث طالب بعض المظاهرات برحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة.

هذا الاستمرار بالتصعيد من قبل المحتجين، سيقابله ربما تصعيد أمني من قبل السلطة، التي قد تتجه إلى قمع المظاهرات، نتيجة عدم قدرتها لتنفيذ مطالب الأهالي.

الاحتجاجات التي بدأت في السويداء، لا تتوقف منذ يوم السادس عشر من شهر آب/الجاري، بل إن المدينة تشهد يوما بعد آخر اتساعا لرقعة التظاهر والمشاركة من قبل الأهالي، احتجاجا على تردي الوضع المعيشي، خصوصا بعد القرارات الحكومية الأخيرة، التي أفضت إلى تفاقم معاناة الأهالي على كافة المستويات.

إضراب مستمر

منذ يوم الأحد الماضي، أخذت الاحتجاجات في السويداء منحىً تصاعديا، خصوصا بعدما أعلن المحتجون عن “إضراب عام”، شمل المحال التجارية والمؤسسات الحكومية والتعليمية، كما وصل الأمر في بعض المناطق إلى إغلاق الطرق الرئيسية التي تربط القرى والبلدات مع بعضها ومع مركز المدينة.

الاحتجاجات خلال الأيام الماضية، لم تقتصر على السويداء، إذ أكدت مصادر محلية أن العشرات من أهالي مدينة داعل في ريف درعا خرجوا في تظاهرة الإثنين احتجاجا على السياسات الحكومية، خصوصا المتعلقة بالاقتصاد.

هذه الانتفاضة المفاجئة تأتي في ظل تدهور اقتصادي، زاد من حالة الغضب والإحباط لدى سكان المحافظات السورية، الذين يشعرون بالإهمال والظلم من قرارات السلطات. فما هي خلفية هذه التطورات، وما هو دور المجتمع المدني والفعاليات الشبابية في تنظيمها، وما التداعيات المحتملة على المشهد السوري بشكل عام.

قد يهمك: تسارع حكومي لنفي أي حراك في حلب.. خوف من خروج المدينة عن السيطرة؟

شرارة الاحتجاجات كانت متعلقة مباشرة بالوضع الاقتصادي، لكن العديد من القائمين على الاحتجاجات، أكدوا في مقابلات صحفية، أن المطالب الرئيسية متعلقة بالوضع الاقتصادي المتدهور، لكنهم أكدوا كذلك أن الأوضاع الاقتصادية مرتبطة بشكل مباشر بالوضع السياسي، فالفشل السياسي للحكومة والسلطة في دمشق، كان سببا رئيسيا في وصول الوضع المعيشي إلى حافة الانهيار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات