بعد اللحوم والحلويات.. البدائل تقتحم المشروبات فماذا عن المتة في سوريا؟

مع استمرار الانهيار الاقتصادي الذي يُلقي بظلاله على معيشة المواطنين في سوريا، يلجأ السوريون خلال السنوات الماضية، إلى البحث عن بدائل للعديد من السلع الغذائية التي اعتادوا على استهلاكها بشكل دوري، فاستبدلوا اللحوم الحمراء بالبيضاء، وزيت الزيتون بالزيوت النباتية، والعديد من السلع الأخرى بمثيلاتها المنخفضة الثمن.

ومؤخرا بعد موجة الارتفاعات الكبيرة التي ضربت جميع السلع والخدمات في سوريا، اتجه الأهالي للبحث عن بدائل لبعض المشروبات التي اعتادوا استهلاكها بكميات كبيرة، كالمتة وهي المشروب الشعبي الأول في سوريا، ويتم استهلاكه بكميات كبيرة.

في مناطق الساحل اعتاد قسم واسع من الأهالي على شرب المتة طوال النهار، حيث يبدأ السكان هناك يومهم بالمتة ويختمون نهارهم بهذا المشروب، إلا أن ارتفاع سعره مؤخرا، جعل قسم واسع منهم يخفضون من الكميات المستهلكة، أو يستبدلونه بمشروبات أخرى من النباتات العطرية.

بدائل المتة بعد الارتفاع

تقرير لصحيفة “تشرين” المحلية، أكد أنه “وعلى الرغم من أن المتة هي المعشوق القديم والوحيد والأساسي للضيافة في جبال المناطق الساحلية، أي أنها تسبق القهوة، أضحت اليوم من المنسيات فلا قدرة للعائلة على شراء باكيت متة والذي لا يكفيهم سوى ليوم واحد حيث تجاوز سعره لوزن 250 غراماً 17000 ليرة”.

بحسب التقرير فإن ارتفاع المتة، جعل من أمر الاستغناء عنها أمر ضروري، حيث اتجه قسم واسع من الأخالي إلى طحن  الأعشاب الطبية والعطرية وشربها كبديل عن المتة، أو في أحسن الأحوال شرب المتة بكميات أقل من المعتاد خلال اليوم.

وبعيدا عن المتة فإن المشروبات التي كانت سابقا متوفرة في كل منزل سوري، لم يعد يتحمل تكاليفها إلا نسبة قليلة منهم، فبعد القهوة والشاي المشروبات الأشهر، بدأ السوريون يتحدثون عن غلاء المشروبات الغازية والعصائر، ورغم ارتفاع مستوى الحاجة لهذه المشروبات خلال فصل الصيف، إلا أن ارتفاع الأسعار جعل الحصول عليها بمثابة المهمة المستحيلة.

تقارير محلية أكدت أن عبوة “الكولا” ارتفع سعرها إلى متوسط 10 آلاف ليرة سورية، الأمر الذي دفع معظم العائلات السورية إلى التخلي عن العادة اليومية، باستهلاك عبوة واحد بشكل شبه يومي خلال المساء، فاستهلاك عبوة كل ثلاثة أيام على سبيل المثال، سيكلف مئة ألف ليرة سورية، أي ما يعادل نصف الراتب الحكومي تقريبا.

فنجان قهوة بـ3 آلاف

بحسب ما نشرت مجلة “سالب موجب” المحلية، فإن الارتفاعات شملت جميع المشروبات الشعبية في سوريا، إذ إن “كل فنجان قهوة أصبحت تكلفته الجديدة 3 آلاف ليرة سورية”، كذلك أضافت المجلة، “وأخيرآ مشروبنا الشعبي والمفضل للأكثرية وهو المتة صار يزعجنا سعر شرائه حين نفكر بشربه حيث العبوة الصغيرة وصلت لسعر 20000 ليرة سورية”.

ارتفاع أسعار البُن في سوريا، أفضى إلى انتشار عمليات البيع بـ”الغلوة”، حيث يضطر بعض الأشخاص إلى شراء بضع غرامات من البُن، لصنع كوب القهوة الصباحي نتيجة عدم قدرته لشراء كيلو كامل أو نصف كيلو من البُن بعد سلسلة الارتفاع التي ضربت المادة.

فضلا عن انخفاض القوة الشرائية لليرة السورية كسبب لارتفاع أسعار البُن، جاء ارتفاع الأسعار العالمي ليزيد من معاناة السوريين، ويحرم المزيد منهم من كوب القهوة الذي اعتادوا شربه يوميا وربما لأكثر من مرة خلال اليوم.

بحسب تقرير لموقع “أثر برس” المحلي والذي نُشر قبل عدة أسابيع، فإن طعمة القهوة بعد الغلي تتغير، “إذ تظهر وكأنها محروقة، من هنا يجب أن نعلم أن هذا البُن يُدخَل عليه مواد أخرى غير حبة البُن في التحميص، حيث يوجد في حبة البن زيت يتحمل التحميص، أما نواة التمر لا تتحمل درجة التحميص مثل حبة البُن فتكون طعمه الحرق، ويدّعي البائع أن القهوة محروقة”.

كذلك فإن البعض يلجأ إلى إضافة مادة “القضامة والخبز اليابس والعديد من المواد” بكميات قليلة بحيث لا يظهر طعمها بشكل واضح، إلا أن أسعار البُن المرتفعة تتسبب برفع هامش الربح لبائعي القهوة، حيث يصل سعر كيلو البن في سوريا إلى 150 ألف ليرة.

منذ بداية العام الجاري، كثيرا ما تحدثت الحكومة عن وجود خطة للتعافي الاقتصادي في سوريا، وتحسين أسعار السلع الأساسية في الأسواق، لكن مع كل قرار حكومي جديد متعلّق بالأوضاع المعيشية في البلاد، كان الأمر يزداد سوءا، حتى بات السوريون يطالبون الحكومة بعدم إصدار أية قرارات تتعلق بتحسين الواقع المعيشي، لأن هذه القرارات غالبا ما تكون معكوسة الاتجاهات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات