أسعار البدائل بعشرات الملايين.. هل يعود “العتم” إلى منازل السوريين بغياب الكهرباء؟

في ظل استمرار أزمة الكهرباء في سوريا ووصول ساعات التقنين الكهربائي، إلى أكثر من 20 ساعة في بعض المناطق، فإن منازل السوريين أصبحت ممتلئة بتمديدات الإنارة الجديدة، وذلك بالاعتماد على بطاريات كبيرة وليدات لتأمين حاجة الأهالي من الإنارة وتشغيل بعض الاجهزة البسيطة.

وجود بطارية بقدرة عالية أصبح من الضروريات في المنازل السورية، فهي تؤمن إلى جانب الإنارة شحن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية البسيطة، ولا تحتاج لشحن سوى لساعات قليل لضمان استمرار تشغيلها على مدار اليوم.

إلا أن ارتفاع الأسعار في هذه الأجهزة والبطاريات، يهدد فئة واسعة من المنازل بعودة انتشار “العتمة”، حيث سجّلت البطاريات مؤخرا أسعارا فاقت قدرة معظم السوريين، مع استمرار انهيار الوضع المعيشي في البلاد.

أسعار مرتفعة

بحسب تقرير لموقع “بي تو بي” المحلي، فإن أنواع وماركات عديدة من البطاريات انتشرت في الأسواق السورية خلال السنوات الأخيرة، لكن أسعارها ارتفعت مؤخرا متأثرة بانهيار العملية المحلية، حيث وصل سعر بطارية الليثيوم الأنبوبية بقدر 200 أمبير إلى 3 مليون و925 ألف، في حين وصل سعر البطارية 230 أمبير (أنبوبية) إلى 4 ملايين و350 ألف.

هذا الارتفاع في الأسعار، جعل شريحةً من الأهالي يتجه إلى شراء البطاريات المستعملة، كون أسعارها منخفضة أكثر، لكن هذا الانخفاض غالبا ما يكون على حساب جودة أداء البطارية، خصوصا وأن للبطارية قدرة تحمّل تفقد بعدها قدرتها على تخزين الطاقة.

بحسب تقرير الموقع المحلي، فإن حركة البيع في متاجر البطاريات المستعملة جيدة مقارنة مع الجديدة، وذلك لعدة أسباب “أولها أن سعر الجديدة مرتفع جدا وتاليا المستعملة بنصف السعر ويتم بيعها بالتقسيط، فمثلاً سعر بطارية 200 أمبير بنصف عمر مليون ليرة وهكذا”.

في ظل ازدياد ساعات تقنين الكهرباء وعدم وجود حلول تلوح في الأفق بخصوص هذه الأزمة، فإن الناس باتوا يلجؤون لنظام “الأمبيرات”، وفي استطلاع للرأي أجرته الإذاعة المحلية “نينار إف إم”، حول آراء الناس فيما يخص الكهرباء ونظام “الأمبيرات” في محافظة حلب مؤخرا، أظهر أن الكهرباء تأتي ساعة واحدة فقط كل 12 ساعة، وأنهم يعتمدون الآن على “الأمبيرات” وأن كلّ منهم يدفع ما لا يقل عن 50 ألف ليرة سورية شهريا حتى يتمكن من تأمين أمبير واحد لمنزله.

لا حلول قريبة

من جانب آخر أشارت إذاعة “المدينة إف إم” المحلية، في تقرير سابق، أن واقع الكهرباء ازداد سوءا في معظم المحافظات خاصة في الأشهر القليلة الماضية، إذ وصلت ساعات القطع إلى 7 ساعات مقابل ربع ساعة وصل في عدّة قرى ومناطق بمحافظة اللاذقية على سبيل المثال، والتي بات سكانها ينشدون المساواة مع باقي المحافظات على الأقل.

قد يهمك: معاناة جديدة للسوريين مع الصيدليات.. “المواطن طبيب نفسه“!

ساعات تغذية الكهرباء تختلف من منطقة لأخرى في عموم المحافظات، فمثلا في دمشق، تصل ساعات التغذية في بعض المناطق مثل الزاهرة الجديدة مسبق الصنع تحديدا والبرامكة والعدوي إلى ثلاث ساعات قطع ويقابلها ثلاث وصل.

بينما التقنين في أغلب المناطق الأخرى هو ساعتي وصل مقابل 4 ساعات قطع، ويتخلل ساعات الوصل انقطاعات متكررة في بعض الأحيان، كما أن بعض الأيام تشهد انقطاعا لخمس ساعات متواصلة مقابل ساعة وصل واحدة.

حال دمشق تُعتبر جيدة مقارنة مع أغلب مناطق الريف، حيث تصل ساعات القطع إلى 5 ساعات مقابل ساعة وصلٍ واحدة في أفضل الأحوال، بينما يشتكي سكان بعض القرى والأحياء في النبك وجديدة عرطوز وقطنا، من كثرة الأعطال في الكهرباء إذ تصل ساعات الوصل إلى نصف ساعة فقط مقابل عدد غير محدّد من القطع.

أما في محافظات حمص وحماه وحلب، فإن ساعات وصل الكهرباء تتراوح بين نصف ساعة وساعة في أحسن الأحوال مقابل خمس ساعات قطع، كما تشتكي محافظتا حمص وحماه، من الحماية الترددية التي تؤدي إلى فصل التيار بشكل متكرر خلال فترة الوصل، مما يزيد من المعاناة ويؤدي لأعطال في الأجهزة الكهربائية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة