منذ بدء التصعيد العسكري في غزة، والأنظار متّجهة حول موقف دمشق من الصراع الدائر بين حركة “حماس” والقوات الإسرائيلية، حيث تؤكد المعطيات في سوريا أن دمشق تحاول الابتعاد عن التصعيد باتجاه إسرائيل، بدليل أنها تتلقى ضربات عسكرية شبه يومية على المطارات وبعض المواقع العسكرية ولا تقوى حتى على الرد.

منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” التي شنّتها حركة “حماس” ضد إسرائيل، كانت هناك عدة استهدافات إسرائيلية لمواقع عسكرية سورية، إضافة إلى قصف مطارَي حلب ودمشق الدوليين، وسط تساؤلات عن احتمالية انخراط القوات السورية في الصراع الدائر أو تسهيل تحركات “حزب الله” اللبناني، في سوريا لقصف المواقع الإسرائيلية.

تحركات استخباراتية في دمشق

مصادر دبلوماسية كشفت لـ”الحل نت” عن تحرّك قيادات عليا في دمشق، من أجل الإعلان عن عدم وجود رغبة من دمشق للانخراط في الصراع الدائر بين “حماس” وإسرائيل، وكانت هناك تحركات على مستوى وزارة الخارجية والاستخبارات السورية من أجل إيصال هذه الفكرة لبعض الدول المعنية في الشرق الأوسط.

المصادر أكدت أن اللواء علي مملوك وهو رئيس “مكتب الأمن الوطني” في سوريا، أجرى العديد من الاتصالات خلال الأسبوع الماضي مع استخبارات عدة دول في المنطقة بينها الإمارات العربية المتحدة، وذلك بهدف إخبارهم بعدم وجود نيّة من قِبل القيادة السورية بالانخراط في أيّ حربٍ إقليمية هذه الفترة.

وفق ما أكده المصدر لـ”الحل نت”، فإن مملوك أخبر نظراءه في استخبارات بعض الدول بما مفاده أن “سوريا ليست جاهزة وغير مستعدة للدخول في الحرب الدائرة بغزة في حال توسع الصراع وشمل دولا أخرى”.

جميع المعطيات القادمة من دمشق، تؤكد أن القيادة السورية تتجنب التصعيد ضد إسرائيل، وذلك كنوع من الخوف من تبعات الانخراط في هذا الصراع، هذا فضلا عن تحذير بعض دول المنطقة وفي مقدمتها الإمارات من مغبة انخراط القوات السورية في الصراع الدائر بين “حماس” والقوات الإسرائيلية.

حتى على الصعيد الداخلي، ووفق ما أفادت مصادر خاصة لـ”الحل نت” قبل أيام، فقد أوعزت قيادة حزب “البعث” لكافة مجموعات الحزب، بضرورة التّوقف عن أيّة فعاليات أو مظاهرات من شأنها تجييش الرأي العام، كذلك عدم نشر دعوات للتظاهر لمناصرة الفلسطينيين في غزة.

تحذيرات إسرائيلية

أمّا من الجانب العسكري، فكان استهداف المطارات في سوريا من قبل إسرائيل، بمثابة تحذير شديد اللهجة من قبل الجيش الإسرائيلي، بهدف عدم إقدام دمشق على التدخل بأي شكل من الأشكال، أو السماح باستخدام الأراضي السورية من قِبل بعض الميليشيات الإيرانية من أجل استهداف أهداف إسرائيلية.

في هذه الإثناء فإن بعض المجموعات التابعة لـ”حزب الله” اللبناني، نفّذت مناورات عسكرية من الأراضي السورية في مناطق الجنوب، حيث أكد محلّلون أن هذه الميليشيات قد تسعى بأوامر إيرانية إلى توريط الجيش السوري في مواجهة مباشرة مع القوات الإسرائيلية.

إيران أكدت على لسان مسؤوليها السياسيين في عديد المناسبات، عدم وجود رغبة في دخول الحرب بين “حماس” وإسرائيل، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول الدور الإيراني في قرار دمشق الدخول في هذه الحرب.

الصحفي والكاتب السياسي فراس علاوي، رأى أن القيادة السياسية في دمشق لن تتدخل أبدا في الصراع الدائر في غزة حتى وإن تطوّر أو توسع ليشمل أراضٍ أخرى، وهو ذاته الموقف الإيراني، مشيرا إلى أن طهران هي الأخرى تعلم مغبة الدخول في هذا الصراع ضد إسرائيل ومواجهة الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.

فقرار دخول سوريا في الصراع ليس قرار دمشق وحدها، في ظل التوغل الإيراني وسيطرة إيران بنسبة كبيرة على القرار السياسي والعسكري في سوريا، وحول ذلك أضاف علاوي، “إيران أعلنت أنها لن تدخل الحرب، أيضا النظام في دمشق عسكريا واقتصاديا غير قادر على الدخول مع أي طرف كان، فهو يتعرض بشكل شبه يومي لغارات إسرائيلية لا يقوى على الرد عليها ولا يمتلك القوة”.

أمّا عن الجهود السورية التي تقوم بها دمشق، لإخبار بعض الدول عدم وجود نيّة للتدخل في الحرب، فقد أشار علاوي إلى أن دمشق تسعى لأن تكسب الرهان السياسي في هذا الملف، وأضاف “تريد أن تكسب سياسيا عبر الإعلان أنها لا تريد الانخراط بينما هي غير قادرة، وهناك فرق بين عدم الرغبة وعدم القدرة”.

تحركات أميركية؟

في هذه الأثناء وبعد تحركات الميليشيات الإيرانية في سوريا على الحدود مع إسرائيل واستهداف أفراد ومنشآت أميركية في سوريا والعراق، ظهرت بعض النوايا من الولايات المتحدة الأميركية للتحرك عسكريا ضد الميليشيات الإيرانية في سوريا، حيث أكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أن الضربات التي نفّذتها القوات الأميركية على منشآت تابعة لـ “الحرس الثوري” الإيراني، شرقي سوريا هي “لردع إيران وميليشياتها”، مؤكدا أن الولايات المتحدة “مستعدة لاتخاذ مزيد من الإجراءات للتصدي للتهديدات”.

قد يهمك: دور واضح لإيران.. ما هي مصالح روسيا من دعم حركة “حماس” ضد إسرائيل؟

التحركات الأميركية توحي بأن واشنطن قد يكون لديها معلومات، تتعلق بنيّة الميليشيات الإيرانية استخدام الأراضي السورية لاستهداف بعض المواقع التابعة للولايات المتحدة الأميركية، الأمر الذي قد ينذر بتصعيد عسكري غير مسبوق في حال توسّع الصراع ليمتد خارج حدود غزة والأراضي الواقعة تحت سيطرة إسرائيل.

لكن الجيش السوري لن يتّجه للمشاركة العسكرية إلى جانب “حماس”، لعدة أسباب أولها عدم امتلاكه المقومات العسكرية لتغيير موازين القوى، وثانيا التداعيات الإقليمية والداخلية لهذه المشاركة، خاصة بعد التحذيرات العربية التي جاءت من قِبل الإمارات والتي حذّرت الأسد من أيّ انخراط عسكري إلى جانب “حماس”.

وفق محللين، فإن أيّ انخراطٍ للقوات السورية في الحرب الدائرة حاليا، قد يكون ضربا من التّهور لما قد يكون له من تداعيات كارثية على البلاد، كما أن هذا الانخراط لن يكون له أيّة نتائج مؤثرة، حيث لا تمتلك القوات السورية أيّة مقومات من شأنها التأثير على نتائج الحرب، فهل يمكن فعلا أن يدخل الرئيس السوري بشار الأسد في هذه الحرب.

في المقابل، يبدو أن الأسد يعلم جيدا الفاتورة التي يمكن له ولقوّاته دفعها في حال قرّر الانخراط في الحرب ضد إسرائيل خلال المرحلة الراهنة، وذلك في ظل عدم وجود أيّة مقومات عسكرية وسياسية تتيح له سَلكَ هذا الطريق، لكن هناك ضغط واضح من قِبل الميليشيات الإيرانية لزجّ سوريا بهذا الصراع.

وفق المعطيات الراهنة، فإن دمشق ستبذل كل جهودها من أجل الابتعاد عن التدخل في أي حرب إقليمية قادمة على المنطقة، ويبدو أنها لا تختلف مع إيران التي بدأت منذ أسبوعين التلميح بعدم رغبتها الدخول في أيّة صراعات عسكرية ستشمل دولا عدة، وذلك على الرغم من التصريحات الخجولة الداعمة لحركة “حماس”، الأمر الذي يعزز ربما إبعاد سوريا عن أية تصعيد قادم بين القوات الإسرائيلية و”حماس”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
2.5 4 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
1 تعليق
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات
ابو احمد
6 شهور

نعم لانو الكلب بشار الاسد لعنة الله عليه وعلى اتباعه وهو الكلب الوفي و المدلل لاسرائيل لا يقوى الا على الشعب السوري
حسبنا الله ونعم الوكيل على كل حاكم ظالم الله ينتقم منكم قبل اليهود لانكم كلاب اليهود
بس نتخلص منكم ان شاءالله ومن كل منافق وعبد للانظمة
الا ان نصر الله قريب ان شاءالله رغم انوف كل منافق ومتخاذل للاسلام وللمجاهدين الابطال

اتمنى ان يصل لكل حر حتى يعرفو كم النظام السوري ووزرائه واتباعه انهم عبيد قذرين وحقودين على المسلمين وهم كلاب لاسرائيل وامريكا والماسونية العالمية