مليشيا “الحوثي”، وهي الذراع الإيرانية في اليمن، قامت منذ ثلاثة أيام وحتى اليوم الأربعاء، بإرسال تعزيزات عسكرية إضافية نحو محافظة تعز، في وقت تشنّ فيه هجمات بالمدفعية على المناطق التي تم تحريرها في محافظة الحديدة.

ونقل عن شهود في محافظة إب قولهم، إن مليشيا “الحوثي” قد أرسلت تعزيزات عسكرية جديدة من ريف محافظة صنعاء وذمار وإب نحو جبهات القتال في محافظة تعز، مؤكدين في الوقت ذاته أن هذه التعزيزات الجديدة تشمل أكثر من 24 عربة عسكرية تحمل عدداً من المجندين، حيث انتقلت هذه العربات عبر مناطق الدليل ومفرق حبيش والدائري الغربي في مدينة إب في اتجاه محافظة تعز.

نُذر حرب إقليمية

جاءت هذه التعزيزات في سياق استمرار جهود ميليشيا “الحوثي” في تشكيل لجان تعبئة وتحشيد على مستوى الأحياء والحارات والقرى في المناطق التي تديرها، تحت شعار “نصرة المقاومة الفلسطينية في غزة”. وفي هذه الأثناء، يتّجه المجندون نحو جبهات القتال للتصدي للحكومة الشرعية والأطراف الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي، بما في ذلك المناطق الحدودية مع المحافظات الجنوبية.

عرض طائرات بدون طيار وصواريخ وهمية في ساحة حيث أطلقت جماعة الحوثي اليمنية مجموعة متنوعة من الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، في 07 نوفمبر 2023 في صنعاء، اليمن. (تصوير محمد حمود/ غيتي)

ويخشى مراقبون أن يكون التعزيز “الحوثي” ضمن المحاولات المستمرة للجماعة لتفجير الوضع عسكرياً، فبحسب الإعلام العسكري للجيش الوطني، تركزت هجمات “الحوثيين” السبت الماضي على منطقة الحيمة جنوب محافظة الحديدة، وهو الأمر الذي رأى فيه سياسيون انتهاكاً ينذر بتفجُّر الأوضاع، في ظل عجز البعثة الأممية الخاصة بالحديدة عن وقف التصعيد الحوثي.

مع استغلال الحرب في غزة، وبحسب مصادر محلية يمنية، فقد وصلت عدة زوارق بحرية إلى شواطئ الحديدة حيث استلمها عناصر من ميليشيا “الحوثي”، ويُعتقد أن إيران أشرفت على تهريب هذه الأسلحة مستغلّة إطلاق “الحوثي” للصواريخ نحو الأراضي الفلسطينية.

“مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب”، أشار إلى أن “الحوثيين” يمتلكون صواريخ باليستية فعّالة من طراز “قدس 2″ و”قدس 3” يتراوح مداها من 1300كيلومتر إلى ألفي كيلومتر- ويمكنها بشكل فعّال إصابة أهداف في إسرائيل، التي تبعد عن اليمن بأكثر من 1500 كيلومتر.

التهديد الجديد يأتي من اليمن

كثيراً ما يهدد زعيم “الحوثيين”، عبدالملك الحوثي، بمهاجمة إسرائيل، لكن بات واضحا خلال السنوات الماضية أن الجماعة غير مهتمة بفتح جبهة مع إسرائيل. 

عرض صواريخ وطائرات بدون طيار وصواريخ وهمية في ساحة حيث أطلقت جماعة الحوثي اليمنية مجموعة متنوعة من الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، في 07 نوفمبر 2023 في صنعاء، اليمن. (تصوير محمد حمود/ غيتي)

ركّز الحوثيون، طوال السنوات القليلة الماضية، على الحرب الأهلية في اليمن، ولكن وقفٌ نسبي لإطلاق النار ساد هناك في العام الماضي، حتى لو لم يتحقق اتفاق رسمي لإنهاء القتال. وفي الأشهر الأخيرة، جرت اتصالات مباشرة بين “الحوثيين” والسعوديين لوقف إطلاق النار، بعد معارك عنيفة دارت منذ نحو سبع سنوات بين الطرفين.

“الحوثيون” يمتلكون ترسانة ضخمة من الطائرات بدون طيار، مثل “صماد 3” التي يبلغ مداها من 1500 إلى 2000 كيلومتر، وطائرات “صماد 4” بدون طيار التي يتجاوز مداها الألفي كيلومتر، بالإضافة إلى طائرات “الوعي” بدون طيار التي تصل مداها إلى 2200 كيلومتر.

كما تمتلك الميليشيا أيضاً طائرات إيرانية انتحارية بدون طيار من طراز “شاهد 136″، التي تشبه تماماً تلك التي يستخدمها الجيش الروسي، وتستطيع هذه الطائرات الوصول إلى مسافة تصل إلى 2200 كيلومتر.

في إطار هذا السياق، قامت إسرائيل بنشر بطاريات “باتريوت” في جنوب البلاد في يناير 2021، تحسّباً لإمكانية إطلاق “الحوثيين” لصواريخ أو طائرات مسيّرة من اليمن، وذلك في ذكرى اغتيال قاسم سليماني. 

لكن يبدو أن إطلاق هذه الميليشيا اليمنية التي تدعمها إيران لصواريخها نحو الأراضي الفلسطينية لم يكن من أجل الانخراط في المعركة مع حركة “حماس” ضد الجيش الإسرائيلي، بل لتغطية وصول شحنات أسلحة تريد استخدامها لفتح معركة في اليمن، مستغلّة الصراع الدائر في الشرق الأوسط. 

خلال فترة الهدنة الممتدة منذ نيسان/أبريل 2022، استمرت خروق الميليشيا “الحوثية” للهدنة، بينما استمرت تحذيرات قادة الجيش الوطني من أن التحضيرات والاستعدادات والتعزيزات التي تقوم بها ميليشيا “الحوثي” على خطوط التماس في مختلف الجبهات، خاصة ما تقوم به مؤخراً، تبيّن بوضوح أن قادة الميليشيا لا يحترمون الهدنة ويرفضون السلام.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة