يتعمد الجيش الإسرائيلي ومن خلفه حكومته استخدام “القوة غير المتناسبة” ضد المدنيين الفلسطينيين خلال هجومه المستمر على قطاع غزة المحاصر؛ في محاولة لاستعراض ما يسمى “قوته العسكرية” أمام إيران وجماعات “المقاومة” التابعة لإيران.
وجاء هذا الكشف في تسريب مذكّرةٍ سرّية من السفارة الهولندية في تل أبيب، بعد تحليلٍ كامل أجراه الملحق العسكري الهولندي للاستراتيجية العسكرية للجيش الإسرائيلي في غزة، والتي أودت حتى الآن بحياة الآلاف من الفلسطينيين، بما في ذلك النساء والرجال والأطفال.
هدف عسكري
نقلت صحيفة “إن آر سي” الهولندية عن الملحق العسكري قوله، إن الجيش الإسرائيلي يستخدم القوة المميتة في محاولة للحدّ من خسائره واستعراض قوة عسكرية موثوقة ليُظهر لإيران ووكلائها أنهم لن يتوقفوا عند أي شيء.

وشدّد الدبلوماسي الهولندي على أن الحكومة الإسرائيلية لديها نيّة التسبب عمدا في إحداث دمار واسع النطاق للبنية التحتية والمراكز المدنية في غزة، من خلال استهداف المنازل والجسور والطرق، والتسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين، وهو ما يفسّر ارتفاع عدد القتلى بين الفلسطينيين.
علاوة على ذلك، قالت المذكّرة، إن النهج الإسرائيلي ينتهك المعاهدات الدولية وقوانين الحرب، ويزيد من فرصة التصعيد الإقليمي.
كما لفت الملحق العسكري بالسفارة الهولندية أيضا، إلى أن إسرائيل تحاول القضاء بشكل كامل على تهديد حركة “المقاومة الفلسطينية” (حماس) بسبب دعمها المباشر من إيران، لكنه وصف ذلك بأنه هدف عسكري يكاد يكون من المستحيل تحقيقه، واقعيا.
ما قصة انتشار نخبة “حزب الله” و”الحرس الثوري”؟
يأتي قرار إسرائيل، بعد التهديدات التي أطلقتها طهران ووكلائها في منطقة الشرق الأوسط، بالمشاركة في الحرب على مبدأ “وحدة الساحات” الذي روّجت له إيران منذ عام 2015 واستقطبت “حماس” في غزة تحت عباءتها.

على سبيل المثال وما يزيد المخاوف الإسرائيلية وتعتبر هذه الحرب واستمرار وجود “حماس” قرارا مصيريا، تناقلت مؤخرا وسائل إعلامية أنباء عن انتشار قوات النخبة من “حزب الله” و”الحرس الثوري” الإيراني في المنطقة المحاذية لجبهة الجولان السوري.
وفي وقت أكد فيه “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أن 700 مقاتل من قوات النّخبة أصبحت هي المسيطرة على المنطقة القريبة من الجولان، في أرياف القنيطرة ودمشق ودرعا، نفى المتحدث باسم “المصالحة السورية” التابعة للحكومة السورية، عمر رحمون، تسجيل أي تحركات على الجانب السوري.
رحمون زعم أن الجبهة السورية مع إسرائيل تشهد حالة من الهدوء، وليس هناك أي تطور يذكر، إلا أن التقارير الميدانية تفيد بسيطرة قوات النخبة التابعة لـ”حزب الله” اللبناني و”الحرس الثوري” الإيراني على كامل الجبهة السورية، بمعزل عن أي تنسيق مع حكومة دمشق.
وأكد وصول قوات النّخبة التي تضم مقاتلين من “المقاومة السورية لتحرير الجولان” وعناصر سوريين وعراقيين وفلسطينيين وجنسيات أخرى، إلى المنطقة خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على دفعات، ومن دون أي تنسيق مسبق مع القيادة العسكرية السورية، التي ترفض إطلاق أي قذائف تجاه الجولان.
وعليه يراهن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على خطته في استخدام القوة من أجل ردع إيران، ولكن هل تغامر طهران وهي تعلم أن الثمن هو دمشق ولبنان وربما العراق؛ وخصوصاً بعد التحذير الإسرائيلي لـ “حزب الله” عبر فرنسا، بضرب الرئيس السوري، بشار الأسد، أو الرسائل الإماراتية التي حذّرت دمشق من التدخل بالحرب والسماح بشنّ هجمات من الأراضي السورية على إسرائيل.
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
اشترك الآن اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك كل جديد من الحل نت
مقالات ذات صلة

إفشال “حماس” المفاوضات مع إسرائيل.. أثمان الحرب يدفعها المدنيون بغزة

تحت وهج الصواريخ: “حماس” تكتب قصة الموت والخراب في غزة؟

إيران تكشف الأوراق: 7 أسباب تمنع طهران من القتال مع “حماس”

“حماس”: استئناف مفاوضات الأسرى مرهونٌ بوقف إطلاق النار
الأكثر قراءة

هجمات وكلاء إيران تشعل غضب “البنتاغون”: ما القصة؟

نخبة النخبة في “حزب الله”: أكبر خسارة لـ”فرقة الرضوان” بسوريا ولبنان

ما تداعيات اختطاف “الحوثيين” لسفينة في البحر الأحمر؟

ما آخر تطورات صفقة الرهائن المحتملة بين “حماس” وإسرائيل؟

كوارث وبائيّة تهدد قطاع غزّة

في قلب الفوضى: “حماس” العراق تشنّ هجوما على قاعدة عسكرية أميركية
المزيد من مقالات حول سياسة

ما قصة المفاوضات السرية بين موسكو وكييف؟

إيران تكشف الأوراق: 7 أسباب تمنع طهران من القتال مع “حماس”

تعبئة الجيش الروسي بأوكرانيا: هل يبحث بوتين عن مكاسب قبل الانتخابات الرئاسية؟

“حماس”: استئناف مفاوضات الأسرى مرهونٌ بوقف إطلاق النار

إيران تتوعد بتحالف عسكري ثلاثي: ما القصة؟

واشنطن ترفع سقف المواجهة بعد إصابة 3 سفن بصواريخ لـ”الحوثيين”

مطالب بتدشين محكمة دولية لمحاسبة مستخدمي الكيماوي بسوريا
