في حادثة جديدة مشابهة لما حدث مع حبيبة الشماع “فتاة الشروق” في مصر، انتشر تريند “فتاة التجمع” بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، والتي مفادها تعرض فتاة لمحاولة اغتصاب من قبل سائق شركة سيارات (التابعة لأحد تطبيقات النقل الذكية)، إلا أن الفتاة تمكنت من الفرار بعد أن أصيبت بجروح عدة بآلة حادة كانت في حوزة السائق، فما قصة “فتاة التجمع” وما علاقة شركة “أوبر” بها؟

“فتاة التجمع”.. القصة كاملة

في السياق، قالت سالي عوض، شقيقة الفتاة التي تعرضت للخطف ومحاولة الاغتصاب من سائق شركة “أوبر” للنقل، إن شقيقتها كانت متجهة إلى حفل زفاف في منطقة الشيخ زايد “كانت تعبانه من السواقة.. فطلبتلها أوبر”.

وأضافت في لقاءين تلفزيونيين، أحدهما مع برنامج “الحكاية” على قناة “إم بي سي مصر”، وبرنامج “الستات” على قناة “النهار” المصرية، أن السائق طلب من شقيقتها إلغاء الرحلة على أن تُرسل قيمتها إلى محفظته الهاتفية (حيلة لتجنب دفع عمولة الشركة) لكنهما رفضا.

وتابعت عوض أنها فوجئت بعد 10 دقائق بإلغاء الرحلة من جانب السائق “قلبي اتقبض وافتكرت حبيبة الشماع”.

الجدير بالذكر، أن حبيبة الشماع والمعروفة إعلامياً “فتاة الشروق” توفيت بعدما قفزت من سيارة سائق “أوبر” حاول التعدي عليها، وعاقبته الجنايات بالسجن 15 سنة.

آثار تعدي سائق أوبر علي فتاة التجمع- “موقع فيتو”

وبالعودة إلى حديث عوض، شقيقة “فتاة التجمع” ضحية سائق “أوبر”، قالت إنه “بعد رفض السائق نزولها من السيارة لتنزل على أقرب ماكينة صرافة تسحب له فلوس، والأوبر ياخد حقه، وهو ياخد مبلغ علشان مايزعلش، انقطع الاتصال بها، وأنها اتصلت أكثر من مرة بشقيقتها لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل”.

وتابعت عوض، شقيقة “فتاة التجمع”: “سائق أوبر أخذ أختي على منطقة في الصحراء، وبعدين وقف العربية وقتها كانت تستمع للقرآن الكريم في سماعة الأذن، وفجأة أوقف العربية وقال لها أنا عطشان جداً بس المياه في شنطة العربية، فسمحت له بشرب الماء ليفاجئها بغلق السيارة عليهما، وفرد كرسي القيادة على الكنبة من أجل اغتصابها”.

وأضافت شقيقة “فتاة التجمع” ضحية سائق “أوبر”، “هددها بآلة حادة تشبه الكاتر حال لم تخضع له ويغتصبها سيقوم بقتلها، ولكنها ظلت تقاوم، ليضع الكاتر على رقبتها، ولكنها أفلتت من الكتر وظلت تقاوم بقدميها لإبعاده عنها.. ومن ثم مسكت الآلة الحادة، أي الكاتر، ولكنها تعرضت لكدمات في جسمها ونزيف في الذراعين والرقبة خلال عملية المقاومة”.

وأشارت إلى أن إضاءة سيارة أخرى كانت السبب فى إنقاذ شقيقتها، لأن “المتهم لما شاف إضاءة اللوري سابها وحاول يقفل شنطة السيارة، فانتهزت شقيقتي الفرصة وفتحت الباب ونزلت بسرعة”.

وخلصت شقيقة “فتاة التجمع” حديثها بالقول: إن “سائق أوبر، قام بإلقاء متعلقات شقيقتي فى الشارع وفر هارباً، وتمكن سائق السيارة الأخرى من إنقاذها، ومن ثم جاب بطانية ولفها حول شقيقتي، وأن أحد الأشخاص اتصل بها وأخبرها بما حدث مع شقيقتها”.

هذا وكشفت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية المصرية ملابسات ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تعدي سائق على فتاة في العاصمة القاهرة.

وقالت الداخلية المصرية في بيان إنه “بالفحص تبين أنه بتاريخ 12 أيار/ مايو الجاري تبلغ للأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة من إحدى الفتيات بأنها حال استقلالها سيارة (تابعة لإحدى تطبيقات النقل الذكي) قام سائقها باصطحابها لإحدى المناطق بدائرة قسم شرطة مدينة نصر ثان”.

وأضاف البيان أن السائق “حاول التعدي على السيدة وبحوزته سلاح أبيض، مما أسفر عن إصابتها، وتمكنت من الفرار”، مشيراً إلى أنه “عقب تقنين الإجراءات أمكن تحديد وضبط مرتكب الواقعة في حينه، وتبين أنه (مقيم بدائرة قسم شرطة المقطم) كما تم ضبط السلاح الأبيض والسيارة المستخدمين في الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية”.

وبحسب تقارير إعلامية، تبين أن المتهم يبلغ من العمر 24 عاماً، يعمل في خدمة التوصيل عبر تطبيق “أوبر”، حيث استغل منصبه للقيام بفعلته.

وكانت شقيقة الفتاة التي تعرضت للاعتداء قد نشرت منشوراً عبر مواقع التواصل قالت فيه، إن شقيقتها تعرضت للخطف ومحاولة الاغتصاب من قبل سائق “أوبر” في منطقة التجمع مساء 11 أيار/ مايو الجاري.

اعترافات المتهم

في المقابل، اعترف سائق “أوبر” المتهم بمحاولة خطف والاعتداء الجنسي على “فتاة التجمع”، أمام نيابة شرق القاهرة حيث اعترف بارتكابه الواقعة وحاول التحرش بالضحية وتركها عندما صرخت خوفاً من افتضاح أمره وفر هارباً، مضيفاً بالقول: “أنا كنت عايز أتحرش بيها بس.. ولما صرخت خفت من الناس.. شاهدت اقتراب سيارة من المكان فتركتها وهربت”.

وفي تفاصيل الاعترافات، أدلى السائق بشهادته حيث قال إنه تلقى طلباً لنقل سيدة من منطقة التجمع الخامس لمنطقة الشيخ زايد، ثم طلب من الفتاة إلغاء الطلب وإعطائه مبلغ الرحلة على أن يقوم بتوصيلها خارج “السيستم”، لكنها رفضت.

وأردف المتهم أنه خلال الرحلة تسلل بها لمكان نائي بمدينة نصر وهددها بـ “كاتر” للتعدي عليها، لكنها قاومته وتمكنت من الهروب، فألغى الرحلة وهرب حتى تم القبض عليه.

وفي وقت سابق، أمرت نيابة شرق القاهرة بحبس سائق “أوبر” المتهم بخطف فتاة ومحاولة اغتصابها في مدينة نصر، 4 أيام على ذمة التحقيقات التي تجري معه، كما طلبت النيابة تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بمكان ركوب الفتاة بداية من طلب الرحلة مع السائق حتى وقوع الحادث، وأمرت النيابة بإجراء تحليل المخدرات للمتهم لبيان عما إذا كان يتعاطى المواد المخدرة من عدمه.

وبحسب موقع “فيتو” المصري، فإن التقرير الطبي المبدئي للمجني عليها بواقعة سائق “أوبر” المتهم بخطفها ومحاولة اغتصابها، أثبت وجود قطع وجرح غائر باليد اليمنى أدى لاحتياج المجني عليها لعمل عملية فورية، كما أثبت التقرير وجود وتر تم قطعه بآلة حادة، ووجود خلل في الضفيرة العصبية باليد اليسرى بشكل كامل.

ما رد شركة “أوبر”؟

في القضية التي شغلت الرأي العام المصري مؤخراً، علقت شركة “أوبر” عبر متحدث للشركة، على الحادثة، بالقول: “نشعر بحزن عميق إزاء حادث الاعتداء الذي تم الإبلاغ عنه مؤخراً. ما تم وصفه ليس له مكان على تطبيق أوبر، ونحن ندين بشدة مثل هذا السلوك الخطير”.

وأضاف: “لقد اتخذنا بالفعل جميع الإجراءات اللازمة ضد السائق، بما في ذلك إيقاف حسابه على التطبيق. وبمجرد أن تم إبلاغنا بالحادث تواصلنا مع أحد أفراد عائلة الضحية لتقديم كل الدعم الممكن، كما أننا نعمل عن كثب مع السلطات المحلية لتوفير جميع المعلومات اللازمة لإتمام عملية التحقيق”. وختم: “نحن عازمون على مواصلة جهودنا للتصدي لكافة أشكال الاعتداء الجنسي والعنف”. 

في مقابل ذلك، تزايدت المطالبات على منصات التواصل الاجتماعي بمحاسبة تطبيقي “أوبر” و”كريم” لعدم متابعة سلوكيات وتصرفات سائقيهما، بينما رفع آخرون دعوى قضائية لإلغاء ترخيص “أوبر” و”كريم” في مصر.

وأقام عمرو عبد السلام، المحامي بالنقض، وفق موقع “القاهرة 24“، دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في مصر، للمطالبة بإلغاء تراخيص شركتي “أوبر” و”كريم” داخل مصر، بسبب مخالفة شروط التراخيص الصادرة لهما بعد تزايد معدل جرائم الخطف التي تعرضن لها السيدات والفتيات خلال الأشهر الماضية على أيدي بعض سائقي المركبات المنحرفين أخلاقياً والمتعاطين للمواد المخدرة.

وبحسب وسائل إعلام مصرية، فنتيجة إهمال شركة “أوبر” في اتخاذ الإجراءات اللازمة أمام عشرات الشكاوى على مدى سنوات عملها، دفع كثيرون الثمن من حياتهم، أشهرهم حبيبة الشماع المعروفة بـ”فتاة الشروق”، والتي ألقت بنفسها من السيارة بعد ترهيب من سائق “أوبر”، وتوفيت بعد غيبوبة استمرت لأيام، وقد صدر حكم قضائي ضد السائق المتهم قبل أيام.

وفي سياق متصل، تعرضت الإعلامية فيفان الفقي، لواقعة مشابهة لواقعة حبيبة الشماع، وحاول سائق خطفها وسرقتها، ففتحت باب السيارة وألقت بنفسها على الطريق، لتتقدم ببلاغ للجهات القضائية، وتحصل على حكم قضائي ضد السائق الهارب.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات