في خطوة غير مسبوقة وغير واضحة، افتتحت جمهورية باكستان الإسلامية، قنصلية في محافظة حمص، وسط سوريا، الأمر الذي أثار تساؤلات حول الأهداف من فتحها، إذ إن المحافظة لا تشهد وجودا لرعايا باكستانيين أو حركة تجارة نشطة.

افتتاح القنصلية “الفخرية” جرى يوم الاثنين، في حي الإنشاءات، بحضور رسمي ودبلوماسي واقتصادي، حيث تم تعيين محمد لبيب الإخوان قنصلا عاما فخريا لباكستان في محافظة حمص، التي تبعد عن العاصمة دمشق نحو 162 كم، لكن ما الهدف منه؟

فرص عمل

في تصريح لوسائل الإعلام عقب الافتتاح، أعرب السفير سليمان عن تقدير سوريا لباكستان لمواقفها السياسية ودعمها للقضايا العربية، وبقاء السفارة الباكستانية بدمشق، رغم الأحداث التي مرت بها البلاد.

افتتاح قنصلية باكستان في محافظة حمص - انترنت
افتتاح قنصلية باكستان في محافظة حمص – انترنت

 سليمان أشار إلى أهمية حمص وموقعها الجغرافي واتساع مساحتها، حيث “تسعى القنصلية لإيجاد فرص عمل ولا سيما في مجال التقانة وتكنولوجيا المعلومات، كون باكستان متطورة بهذا المجال ليس بحمص فقط، وإنما في سوريا بشكل عام”.

بينما أكد السفير الباكستاني في دمشق، شاهد أختر، على العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، والدعم المتبادل في المحافل الدولية تجاه القضايا التي تهم الجانبين الصديقين، منوها بالثقة بالقنصل الفخري في حمص وقدرته على تعزيز التعاون في المجالات كافة، مشيرا إلى مكانة حمص التاريخية بما تضمه من “أوابد خالدة”.

تأرجح العلاقات

لكن العلاقات السورية الباكستانية مرت بمراحل متعددة، إذ عند انطلاق الاحتجاجات السورية، تبنت باكستان موقفا مترددا ومتأرجحا بين الحياد الظاهري وعدم الانحياز بشكل واضح لأي طرف. في الوقت الذي كانت فيه القوى الدولية والإقليمية تتخذ مواقف حاسمة لدعم الشعب السوري في مطالبه المشروعة، فضلت باكستان البقاء في الظل.

أثناء توقيع مذكرة التفاهم بين سوريا والباكستان في عام 2021 - انترنت
أثناء توقيع مذكرة التفاهم بين سوريا والباكستان في عام 2021 – انترنت

ومع دخول الصراع في سوريا مرحلة جديدة بعد التدخل الروسي في عام 2015، بدأ موقف باكستان في الميلان تدريجيا لصالح حكومة دمشق، نتيجة لتحالفات باكستان الإقليمية مع دول مثل إيران وروسيا، وأعادت فتح سفارتها في عام 2018.

وفي عام 2021، قّعت الحكومتان السورية والباكستانية مذكرة تفاهم، بهدف تطوير العلاقات التجارية بينهما، خلال السنوات الخمس القادمة، وإيجاد آلية لمتابعة تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.

على غرار العراق

بعد توقف دام 20 عاما، أعادت باكستان في أيلول/سبتمبر 2021، تسيير رحلاتها الجوية إلى دمشق، بهدف القيام بـ”زيارات دينية إلى بعض الأماكن ومنها ضريح السيدة زينب وغيرها من الأماكن الدينية”، وفق ما صرح السفير السوري في باكستان، مازن عبيد، وقتها.

بالنسبة للزيارات الدينية، كانت أحد أبواب دخول الباكستانيين الشيعة إلى العراق وبقائهم في البلاد، حيث دخلوا إلى سوق العمل هناك ولم يعودوا إلى بلادهم، والذي قدر عددهم بنحو 50 ألفا، وسط مخاوف عراقية من أن يشكلوا مخاطر أمنية، الأمر الذي يخشاه السوريون أيضا، خاصة في ظل وجود بيئة مناسبة.

حيث بدأت إيران منذ سنوات بالتغلغل في حمص، خاصة الريف الشرقي، إذ وجدت بيئة مناسبة لنشر فكر التشيع بعد انسحاب تنظيم “داعش” من خلال تقديم إغراءات مالية ودروس فقهية، إضافة إلى حملات لضم أبناء تلك القرى إلى صفوفها.

الجدير ذكره، أن لواء “زينبيون” هو لواء موالي للحكومة يقاتل في سوريا مكون من الشيعة الباكستانيين. يجذب مجنديه من الشيعة الباكستانيين الذين يعيشون في إيران، الشيعة الهزارة الذين يعيشون في باكستان، وشيعة باراتشينار و‌خيبر بختونخوا. تم تشيكله وتدريبه من قبل “الحرس الثوري” الإيراني ويعمل تحت إمرته.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات