على الرغم من تحريك المياه الراكدة بين سوريا وتركيا، وتبادل التصريحات الرسمية حول اللقاء المرتقب بين البلدين، إلا أن العِداء ما يزال واضحا لدى الجانب السوري، إذ ترجم هذا العِداء وفد سوريا المشارك في اجتماع وزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية بالقاهرة.

إذ تشارك سوريا في اجتماعات الدورة 162 بمقر الجامعة العربية في القاهرة، إلى جانب الدول العربية، وبحضور أوروبي وتركي، حيث وافقت دمشق على الحضور التركي.

غادر وعاد

من أجل مشاركة تركيا في اجتماعات الجامعة، يتعين موافقة جميع الدول الأعضاء، بما في ذلك سوريا، التي يبدو أنها لم تعارض عودة تركيا في ظل مبادرات تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق في الفترة الأخيرة.

وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يحضر اجتماع وزراء خارجية جامعة الدول العربية قبل القمة العربية في جدة بالمملكة العربية السعودية، أيار/مايو 2023 - انترنت
وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يحضر اجتماع وزراء خارجية جامعة الدول العربية قبل القمة العربية في جدة بالمملكة العربية السعودية، أيار/مايو 2023 – انترنت

لكن الغريب في الأمر أن الوفد السوري، الذي يرأسه وزير الخارجية فيصل مقداد، غادر قاعة الاجتماع مع كلمة وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، وعاد بعدها، وفق ما ذكرت “قناة العربية”.

لأول مرة منذ 13 عاما شاركت تركيا في اجتماع وزاري لجامعة الدول العربية، حيث تناولت كلمة تركيا تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والأوضاع الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

إذ جاءت مشاركة تركيا بالاجتماع العربي على المستوى الوزاري، بعد يومين من دعوة أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لـ “تشكيل خط تضامن ضد التهديد التوسعي المتزايد” لإسرائيل، وهي الدعوة التي ردّ عليها المقداد أنه “يأمل أن تتحقق”.

تأكيد على المطلب السوري 

الوزير السوري أعاد التأكيد أنه إذا أرادت تركيا أن تكون هناك خطوات جديدة في التعاون السوري التركي وأن تعود العلاقات إلى طبيعتها عليها أن “تنسحب من الأراضي العربية التي احتلتها في شمال سوريا وغرب العراق”.

وأضاف في تصريح لقناة “روسيا اليوم” أنه في “بداية القرن الحالي تم نسج علاقات استراتيجية مع تركيا لكي تكون الدولة التركية إلى جانب سوريا في نضال مشترك لتحرير الأراضي العربية المحتلة، لكن عملت تركيا على نشر جيشها في شمال الأراضي السورية وأقام معسكراته في احتلالٍ للأراضي العربية السورية”.

وعن دعوة الرئيس التركي أردوغان لإنشاء محور تضامني سوري تركي مصري لمواجهة التهديدات، قال المقداد، إن سوريا تعلن دائما أنها لن تتوقف عند الماضي لكنها تتطلع إلى الحاضر والمستقبل وتأمل أن تكون الإدارة التركية صادقة فيما تقوله، لكن بشرط أن تتوافر متطلبات التوصّل إلى هذا النوع من التعاون، وهو أن تنسحب تركيا من الأراضي السورية والعراقية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات