وسط استمرار الاستهداف بين إسرائيل و”حزب الله” لليوم الخامس على التوالي، دخلت جماعة “الحوثي” اليمنية على خط هذه المواجهة الأعنف على الجبهة اللبنانية منذ نحو عام، إذ أطلق صاروخ باليستي بعيد المدى من اليمن باتجاه تل أبيب والتي أعلن “الحوثيون” مسؤوليتهم عنه.

وقال المتحدث باسم جماعة “الحوثي” الموالية لإيران، إن “قواته نفذت عملية عسكرية استهدفت من خلالها هدفا عسكريا تابعا للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة التابعة لتل أبيب، وذلك بصاروخ باليستي نوع (فلسطين2)”، مشددا على أن العمليات ستستمر ضد إسرائيل.

وأضاف العميد يحيى سريع، أن العملية الأخرى استهدفت هدفا حيويا في منطقة “عسقلان” بطائرة مسيّرة نوع “يافا”، مدعيا أن العمليات حققت أهدافها بنجاح، مؤكدا أن هذه الهجمات تأتي تضامنا مع غزة ولبنان، وفق قوله.

استمرار المواجهات بين إسرائيل و”حزب الله”

استمر القصف الإسرائيلي ليلا حتى صباح اليوم الجمعة، على عدة مناطق في البقاع (شرق لبنان)، فيما استأنفت إسرائيل غاراتها على بلدات الجنوب.

وأفاد مراسل “العربية/الحدث”، بوقوع غارتين على سهلي النبي شيت ودورس في البقاع الشمالي، مؤكدا استهداف بلدة بوداي غرب بعلبك بغارة إسرائيلية.

صاروخ أرض-أرض أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل اعترضته منظومة آرو الإسرائيلية خارج الأراضي الإسرائيلية وفقًا للجيش الإسرائيلي، كما شوهد من عسقلان، إسرائيل، 27 سبتمبر 2024 رويترز/أمير كوهين

وكذلك ضربت غارات بلدة عيتا الشعب جنوبا، فضلا عن استهداف الغارات بلدات ميفدون، جويا، والخيام، وخربة سلم، وزوطر الشرقية، والرمادية، وقبريخا، بجانب استهداف برعشيت، وكونين، وبيت ياحون، وحولا في الجنوب.

وأعلن الجيش الإسرائيلي قبل قليل، أنه هاجم منصة صواريخ تابعة لـ”حزب الله” في النبطية، التي أطلق منها قذائف على طبريا.

“الحوثيون” يدخلون خط المواجهة

في السياق، أطلق صاروخ باليستي بعيد المدى من اليمن تجاه تل أبيب، وأدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في عشرات المواقع، حيث اعترضه الإسرائيليون بواسطة منظومة السهم، وأطلقت صواريخ اعتراض أخرى على أجزاء أيضا فوق مناطق عدة، وتم إغلاق مطار تل أبيب لمدة قصيرة.

وقال المتحدث العسكري باسمها يحيى سريع في بيانه: “حققت العمليتان أهدافهما بنجاح.. سننفذ المزيد من العمليات العسكرية، ولن نتوقف عن عمليات الإسناد العسكري خلال الأيام المقبلة حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وكذلك على لبنان”.

أتى هذا بعدما أعلن الإسعاف الإسرائيلي إصابة 18 شخصا جراء التدافع أثناء توجههم إلى الأماكن المحصنة بعد انطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخا أطلق من اليمن بعد سماع صفارات الإنذار والانفجارات في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، وفق ما نقلته “رويترز”.

وقال الجيش في بيان “بعد انطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل، اعترض نظام اعتراضي من طراز “حيتس” صاروخ أرض – أرض أطلق من اليمن خارج الأراضي الإسرائيلية”.

وقالت القيادة في بيان “لا يوجد حاليا أي تغيير في المبادئ التوجيهية الدفاعية لجيش الدفاع الإسرائيلي، وأنه لا تغيير في التعليمات لسكان وسط إسرائيل”، وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن إطلاق الصاروخ من “الحوثيين” قد يكون انتقاما لاغتيال محمد سرور، قائد الوحدة الجوية في “حزب الله”، الذي ساعد “الحوثيين” في إنشاء قدراتهم الجوية ودربهم.

“سنواصل ضرب حزب الله”

بينما تتواصل الغارات الجوية المكثفة على جنوب لبنان ويرد “حزب الله” عليها بإطلاق صواريخ باتجاه شمال إسرائيل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الجمعة أن “الجيش يضرب حزب الله بقوة وسيواصل ذلك حتى عودة الأمن إلى الشمال”.

وقال غالانت في فيديو خلال زيارته مدينة صفد التي استهدفها عدد من الهجمات الصاروخية بالأيام الأخيرة: “لقد ضربنا حزب الله بقوة خلال العام الماضي وخاصة خلال الأسابيع القليلة الماضية”، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

كما أضاف: “سنواصل ونزيد من هذه الجهود، ونخطط لإرساء الأمن في الشمال وإعادة النازحين إلى ديارهم بسلام”.

اللافت أن هذه التصريحات تأتي بعدما لين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، موقفه على ما يبدو عقب موقفه الرافض لمقترح وقف النار في لبنان، الذي أثار استغراب الولايات المتحدة لاسيما أن الجانب الإسرائيلي كان منخرطا في المباحثات التي جرت الأربعاء الماضي، على هامش لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

فقد أكد نتنياهو في بيان، الجمعة، بحسب ما نقلته “العربية“، أن فرقا إسرائيلية عقدت اجتماعات لمناقشة مقترحات أميركية لوقف النار الخميس وستواصل مباحثاتها في الأيام المقبلة، مضيفا أنه يقدر الجهود الأميركية.

وقال: “اجتمعت فرقنا الخميس لمناقشة المبادرة الأميركية وكيف يمكننا المضي قدما في الهدف المشترك المتمثل في إعادة السكان بأمان إلى ديارهم.. وسنواصل هذه المناقشات في الأيام المقبلة” (في إشارة إلى إعادة المستوطنين الإسرائيليين إلى منازلهم شمال إسرائيل، بعدما تركوها جراء المواجهات الحدودية مع حزب الله في لبنان).

كما شدد على أن “إسرائيل تقدر الجهود الأميركية لأن دور الولايات المتحدة لا غنى عنه في دفع الاستقرار والأمن في المنطقة”، حسب تعبيره.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة