وسط استمرار الاشتباكات في جنوب لبنان، لا سيما محاولات التسلل من الجانب الإسرائيلي للتوغل داخل الأراضي اللبنانية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل أربعة جنود وإصابة سبعة آخرين بجروح بالغة، إثر هجوم بطائرة مسيّرة تابعة لـ”حزب الله” على قاعدة عسكرية قرب بلدة بنيامينا في شمال إسرائيل.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن المسيّرة انطلقت من جنوبي لبنان على تجمع للجنود الإسرائيليين بالقرب من قرية بنيامينا جنوب حيفا.
من جانبه، تبنى “حزب الله” في بيان “إطلاق سرب من المسيّرات الانقضاضية على معسكر تدريب للواء غولاني (قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي) في بنيامينا جنوب حيفا”، ردا على استهداف “أحياء النويري والبسطا في العاصمة بيروت وباقي المناطق اللبنانية، وردا على المجازر التي يرتكبها العدو”.
هذا وأعلنت “حزب الله” قبل قليل استهداف قاعدة بحرية إسرائيلية قرب حيفا بالصواريخ، دون ورود تفاصيل أخرى. على صعيد متصل، استهدفت إسرائيل بلدة كفرتبنيت بجنوب لبنان بغارة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام.
هجوم “حزب الله” على بنيامينا
في وقت سابق، أعلنت خدمات الإسعاف الإسرائيلية، إصابة أكثر من 60 شخصا، مساء أمس الأحد، في هجوم بمسيّرة انفجرت قرب منطقة بنيامينا. وقال مدير “نجمة داود الحمراء” إيلي بن، إن أربعة من المصابين في حالة حرجة، وخمسة جروحهم خطيرة، وأشار إلى أن صافرات الإنذار لم تفعل في المكان الذي سقطت فيه المسيّرة.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن منظومة الدفاع الجوي فشلت في رصد الطائرة المسيّرة قبل وقوع الهجوم الذي استهدف على ما يبدو قاعدة عسكرية، حيث أطلقت المسيّرة صاروخا على الموقع قبل انفجارها، وفق وسائل الإعلام.
فيما قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” على موقعها الإلكترونى إن المسيّرات التي خرجت من لبنان “أرسلت تحت غطاء وابل من الصواريخ”. فيما، أكدت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن صفارات الإنذار لم تُفعّل في المنطقة المستهدفة.
وبحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل“، فإن تحقيقا أوليا في الهجوم أشار إلى أن مسيرتين أطلقهما “حزب الله” دخلتا المجال الجوي الإسرائيلي من البحر. وكانت كلتاهما من طراز “مرصاد”، والتي تعرف في إيران باسم “أبابيل 2″. و”مرصاد” هو الطائرة المسيّرة الانتحارية الرئيسية لـ”حزب الله”، والتي تم استخدامها سابقا.
ووفقا لمركز “ألما”، وهو معهد أبحاث إسرائيلي يركز على التحديات الأمنية في الشمال، لدى المسيرة “مدى هجومي يبلغ 120 كيلومترا، وسرعة قصوى تبلغ 370 كيلومترا في الساعة، والقدرة على حمل ما يصل إلى 40 كيلوغراما من المتفجرات، والقدرة على الطيران على ارتفاع يصل إلى 3000 متر”.
ونوّهت إذاعة الجيش، على لسان مصدر عسكري، إلى أن هجوم “حزب الله” هذا هو الهجوم الأكثر دموية منذ بداية الحرب، مشيرة إلى أن الحزب اللبناني نجح في خداع نظام الدفاع الجوي عبر إطلاق رشقة صاروخية ساهمت في التغطية على المسيّرة التي استطاعت إصابة هدفها بدقة كبيرة.
ووفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية فقد تم استدعاء مروحيات لإجلاء الجرحى من موقع الحادث، إضافة إلى مشاركة 50 سيارة إسعاف.
وقالت وكالة “رويترز” إن “حزب الله” أرسل تحذيرا لسكان البلدات الشمالية في إسرائيل بألّا يتواجدوا قرب القواعد العسكرية للجيش “حتى إشعار آخر”.
“حزب الله” يتوعد بالمزيد
وفي بيان آخر منفصل لـ”حزب الله”، الذي نُشر اليوم الاثنين، فإنه توعد إسرائيل بمزيد من الهجمات إذا واصلت “هجومها على لبنان”، مضيفا أن “المقاومة تعد العدو بأن ما شهده اليوم في جنوب حيفا ما هو إلا اليسير أمام ما ينتظره إذا قرر الاستمرار في الاعتداء على شعبنا”، معتبرا الهجوم على حيفا الأحد “عمليّة نوعية ومركّبة”.
وبيّن الحزب اللبناني المدعوم من إيران، أن مقاتليه أطلقوا “عشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في مناطق نهاريا وعكا بهدف إشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، وبالتزامن أطلقت القوة الجوية في المقاومة الإسلامية أسرابا من مسيّرات متنوعة، بعضها يستخدم للمرة الأولى، باتجاه مناطق مختلفة في عكا وحيفا”.
وفي سياق آخر متصل، أعلن “حزب الله” أنه استهدف القوات الإسرائيلية بقذائف مدفعية خلال محاولة تسلل إلى جنوب لبنان فجر اليوم “الاثنين”، مضيفا أن عناصره أطلقوا صواريخ صوب تحركات عسكرية أخرى.
وقال الحزب إنه “أثناء محاولة تسلل قوة مشاة للعدو إلى الأراضي اللبنانية من جهة بلدة مركبا استهدفها مجاهدونا عند الساعة 03:15 (00,15 بتوقيت غرينتش)” فجر اليوم الاثنين، حسبما نقلت “وكالة الصحافة الفرنسية”.
وأشار الحزب اللبناني في بيانات أخرى إلى أن عناصره شنّوا هجمات صاروخية على تحركات عسكرية إسرائيلية منها في منطقة اللبونة الجنوبية.
استمرار الاشتباكات بجنوب لبنان
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن “الجيش الإسرائيلي وسع عملياته البرية مجددا في جنوب لبنان”، مضيفة أن “الجيش نفذ عمليات قصف جوي ومدفعي واسعة النطاق في جنوب لبنان”، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي العثور على مستودعات أسلحة لـ”حزب الله” بالجنوب اللبناني.
وبحسب ما أفادت به وسائل الإعلام، فقد أصيب جندي ثالث من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “اليونيفيل” في الصراع المتفاقم بين إسرائيل و”حزب الله”.
وأشارت مصادر “العربية” و”الحدث” إلى قتال مستمر بين “حزب الله” والقوات الإسرائيلية تحاول الدخول إلى بلدة رامية، ودوي اشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين منطقتي عيتا الشعب ورامية.
يُشار إلى أن المناطق الحدودية في جنوب لبنان تشهد تبادلا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله”، منذ الثامن من أكتوبر العام الفائت، إثر اندلاع الحرب في قطاع غزة، بعد هجمات حركة “حماس” ضد إسرائيل، ومن ثم وفتح “حزب الله” جبهة إسناد لـ”حماس”.
- إغلاق طرقات وفصل أحياء عن دمشق.. ماذا يجري جنوب العاصمة؟
- تبدلات واتهامات في مواقف موسكو وواشنطن تجاه سوريا.. وهذا موقف مصر
- الأمم المتحدة و”المرصد” يحذران من استغلال “داعش” للتصعيد بسوريا
- تهكم كبير يطال الجيش السوري والتلفزيون الرسمي: ما القصة؟
- تواصل المعارك في حماة.. كم تبعد قوات المعارضة عن مركز المدينة؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.