في خضم الحروب والنزاعات والتوترات الأمنية التي تشهدها العديد من دول العالم، يبدو أن الجماعات الإرهابية والمتطرفة تستغل انشغال العالم بهذه الصراعات، سواء في أوكرانيا أو قطاع غزة، ولبنان، والصراعات المختلفة والعديدة في دول القارة الإفريقية والهشاشة الأمنية الموجودة في العديد من الدول.

وقد نفذ انتحاريون يرتدون ملابس نسائية والبرقع أربعة من رجال الشرطة، الاثنين، عندما حاولوا اقتحام مركز للشرطة في منطقة نائية في باكستان خلال مراسم تشييع.

في سياق آخر متصل، أعلن الجيش المالي تحييد مقاتلين من تنظيم “القاعدة” بينهم “قيادي بارز”، وسط تزايد الهجمات الإرهابية في شمال ووسط البلاد.

الهجمات الإرهابية تستهدف باكستان

نحو ذلك، أعلنت حركة “طالبان” الباكستانية مسؤوليتها في بيان عن الهجوم الذي وقع في بانو على بعد نحو 40 كيلومترا من الحدود الأفغانية.

دورية للجيش الباكستاني بالمنطقة الحمراء قرب مكان انعقاد قمة “منظمة شنغهاي”- “الوكالة الفرنسية”

وشن الهجوم الإرهابي بينما كان الشرطيون متجمعين لحضور مراسم تشييع أحد زملائهم الذي قُتل قبل يوم في هجوم، وفق “وكالة الصحافة الفرنسية”.

وقال عمران شهيد، المسؤول الكبير في شرطة المنطقة، إن “أربعة مسلحين كانوا يرتدون سترات ناسفة، لكن تم تحييدهم قبل أن يتمكنوا من تفجيرها، وتم إخلاء المركز بالكامل”، مضيفا أن أربعة من رجال الشرطة وخمسة مهاجمين قتلوا.

من جهته، قال الوزير المحلي بختون يار خان للوكالة الفرنسية إن “المسلحين الخمسة المتنكرين بزي النساء وكانوا يرتدون البرقع، هاجموا مركز الشرطة”.

أفغانستان كملاذ آمن

واللافت أن باكستان تشهد زيادة في الهجمات التي تشنها حركة “طالبان” الباكستانية. فيما تؤكد إسلام آباد أن المهاجمين يتّخذون من أفغانستان، التي تقع تحت سيطرة حركة “طالبان” الأفغانية، ملاذا، لكن الحركة الإسلاموية تنفي ذلك دوما.

ووقع الهجوم بينما استقبلت إسلام آباد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، أمس الاثنين، قبل قمة “منظمة شنغهاي” للتعاون التي ستعقد الثلاثاء والأربعاء.

وتعتبر حركة “طالبان” الباكستانية منفصلة عن حركة “طالبان” الأفغانية، ولكنها حليف وثيق لها، وقد شجع استيلاء تلك الجماعة على أفغانستان في آب/أغسطس 2021 حركة “طالبان” باكستان، التي تشارك أيديولوجية الجماعة، وفق “أسوشيتد برس”.

وعلى الرغم من التقارب في الأصل والمعتقدات وحتى مناطق النفوذ بين الحركتين، إلا أنهما تتصرفان بشكل مختلف في بعض الأحيان، ولهما قيادتان مختلفتان.

إحدى الإعلانات المرحبة برئيس وزراء الصين لي تشيانغ- “الوكالة الفرنسية”

وشهدت عدة محافظات في الأسابيع الأخيرة هجمات، فقد قتل مهندسان صينيان في هجوم بقنبلة في جنوب مدينة كراتشي نهاية الأسبوع الماضي كما قتل 20 عاملا بالرصاص في موقع منجم للفحم جنوب غربي بلوشستان الجمعة، وفق “الشرق الأوسط”.

وفي مواجهة هذا التهديد، فرض إغلاق على إسلام آباد ونشرت الحكومة دوريات عسكرية في الشوارع طوال فترة القمة.

وشددت باكستان الإجراءات الأمنية في العاصمة إسلام آباد، الاثنين، فيما توافد رؤساء الحكومات لحضور قمة “منظمة شنغهاي” للتعاون. وجرى نشر أكثر من عشرة آلاف فرد من الشرطة والقوات شبه العسكرية وستظل الأسواق والمدارس مغلقة لثلاثة أيام.

مقتل قيادي بارز في “القاعدة”

وفي سياق آخر متصل، قال الجيش المالي إن وحدة عسكرية تابعة له نجحت في ملاحقة مجموعة من مقاتلي تنظيم “القاعدة” الإرهابي، كانوا يستعدون لتنفيذ هجمات إرهابية في منطقة تمبكتو شمالي البلاد. 

وأردف الجيش عبر بيان، الاثنين، أنه ألحق بالجماعة الإرهابية أضرارا بشرية ومادية كبيرة، وأكد مقتل قيادي بارز في تنظيم “القاعدة” ويدعى العزة ولد يحيى، والملقب بـ”جليبيب الأنصاري”.

صور نشرها تنظيم “القاعدة” لمقاتلين يستعدون لمهاجمة ثكنة عسكرية في شمال مالي الأسبوع الماضي- “مواقع تواصل اجتماعي”

وبحسب البيان الذي صدر عن قيادة الأركان العامة للجيش المالي، فقد تم تأكيد خبر مقتل جليبيب الأنصاري، بشكل رسمي، وهو قيادي بارز في “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، فرع تنظيم “القاعدة” في منطقة الساحل الإفريقي، وكان يتولى قيادة “سرية القدس”.

وسبق أن أعلنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” مقتل الأنصاري، خلال اشتباكات مع الجيش المالي، وفق “الشرق الأوسط“.

وفي أول تعليق رسمي على الهجوم، قال الجيش المالي، وفق ما نقلته “الشرق الأوسط”، إن وحدة تتبعُ له نفذت عملية عسكرية للرد على هجوم إرهابي استهدف ثكنة تتبع له، وتمكنت من ملاحقة المجموعة وتحييد قائدها جليبيب الأنصاري، وعدة إرهابيين آخرين.

وأضاف الجيش أن “القيادي المقتول كان وراء العديد من الانتهاكات ضد السكان بما في ذلك الاغتيالات وزرع العبوات الناسفة والهجمات ضد القوات المسلحة المالية”.

مَن هو الأنصاري؟

فيما تقول جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” إنه قبل أيام قُتل الأنصاري، خلال هجوم استهدف ثكنة عسكرية تتبع الجيش المالي في قرية بير، على بُعد 70 كيلومترا إلى الشرق من مدينة تمبكتو التاريخية.

وتتمركز الجماعة الإرهابية بشكل كبير في شمال ووسط مالي، ولكنها توسعت في السنوات الأخيرة لتصبح حاضرة في بوركينا فاسو والنيجر، ووصلت خلال الأشهر الأخيرة إلى دول أخرى في غرب إفريقيا؛ مثل التوغو وبنين.

وجليبيب الأنصاري، أحد أفراد قبيلة لبرابيش ذات الأصول العربية ولها نفوذ واسع في شمال مالي وبعض الدول المجاورة وخاصة موريتانيا، وفق “الشرق الأوسط”.

وكان الأنصاري يقود مجموعة من مقاتلي “سرية القدس”، التي تتبع لتنظيم “القاعدة”، واستخدم ثلاث سيارات مفخخة في الهجوم على ثكنة عسكرية تتمركز فيها قوات من الجيش المالي، ووقع تبادل عنيف لإطلاق النار قتل فيه الأنصاري على الفور. وقالت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” إنها خسرت معه ثمانية من مقاتليها في الهجوم.

صور نشرها تنظيم “القاعدة” لمقاتلين يستعدون لمهاجمة ثكنة عسكرية في شمال مالي الأسبوع الماضي- “مواقع تواصل اجتماعي”

وتشهد مالي هجمات إرهابية بشكل مستمر، حيث وقع هجومان إرهابيان متزامنان في قرية بير، والآخر في مدينة تمبكتو، قبل أيام، واستخدمت قذائف المدفعية في تمبكتو استهدفت المطار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات