يبدو أن مسار التصعيد المندلع منذ أسابيع بين إسرائيل و”حزب الله” في لبنان يتصاعد، حيث اشتدت حدة الاستهداف بينهما خلال الساعات الماضية. وقتل 13 شخصا، بينهم طفل، وأصيب 57 آخرون جراء الغارة الإسرائيلية التي استهدفت محيط مستشفى الحريري الحكومي في بيروت ليل الاثنين. فيما أعلن “حزب الله” أنه قصف مناطق عدة في إسرائيل بالصواريخ، بينها “صواريخ نوعية”.
هذا إلى جانب إعلان الحزب اللبناني المدعوم من إيران، اليوم الثلاثاء، مسؤوليته الكاملة والحصرية عن الهجوم الذي تعرض له منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيسارية شمال تل أبيب الأسبوع الماضي.
تصعيد غير مسبوق في لبنان
وفي آخر التطورات الميدانية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد إطلاق نحو 10 صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل. وبحسب بيان صادر عن المكتب الصحفي للجيش، اليوم الثلاثاء، فقد دوت صفارات الإنذار بالقرب من بلدة نيوت مردخاي في شمال إسرائيل، وقد تم رصد سقوط قذائف في المنطقة.
ووفق قناتي “العربية” و”الحدث” فقد تم إطلاق صواريخ على نهاريا ومحيطها في الجليل شمال إسرائيل.
وعلى إثره أصيب ستة إسرائيليين بجروح خطيرة ومتوسطة اليوم الثلاثاء جراء صواريخ أطلقت من لبنان على شمال البلاد.
من جانبها، أشارت “قناة 13” الإسرائيلية إلى أنه “أصيب ثلاثة بجروح خطيرة وثلاثة بجروح متوسطة في منطقة كيبوتس نيوت مرخادي في الجليل الأعلى بعد القصف المنطلق من لبنان”.
ونوّهت القناة العبرية إلى أنه “تم الكشف عن حوالي 10 عمليات إطلاق من لبنان إلى منطقة نيوت مردخاي، ودوت صفارات الإنذار في نهاريا والجليل الغربي جراء حوالي 30 عملية إطلاق من لبنان”.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق أن مقاتلاته استهدفت القاعدة المركزية للقوات البحرية لـ “حزب الله” في بيروت، إضافة إلى استهداف مستودعات أسلحة ومراكز قيادة تابعة للحزب.
وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي، فإنه “من بين الأهداف التي تمت مهاجمتها في بيروت القاعدة المركزية للقوات البحرية للحزب، حيث توجد زوارق عسكرية سريعة ومركز تدريب”.
وشنت إسرائيل، صباح الثلاثاء، مجموعة من الغارات عبر طائراتها الحربية والطائرات المسيّرة استهدفت عددا من البلدات في جنوب لبنان، بينها عيتا الشعب وبلدتي يحمر الشقيف، والخيام في جنوب لبنان، والمنطقة الواقعة بين السكسكية والصرفند في جنوب لبنان.
وتعرّضت بلدتي الخيام وكفركلا الجنوبيتين، صباح اليوم الثلاثاء، لقصف مدفعي إسرائيلي متقطع، كما تعرضت أطراف بلدتي عيتا الشعب والقوزح صباحا لنيران رشاشات الجيش الإسرائيلي، بحسب ما أعلنت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية.
ضحايا الضربة الإسرائيلية قرب مستشفى الحريري
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الثلاثاء عبر بيان أن “غارة العدو الإسرائيلي في منطقة الجناح – محيط مستشفى الحريري أدت في حصيلة جديدة” إلى مقتل “ثلاثة عشر شخصا من بينهم طفل فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 57 من بينهم سبعة عشر استدعت إصاباتهم الدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج وحال سبعة منهم حرجة”.
فيما قال مصور في وكالة “فرانس برس” إن عمليات البحث متواصلة للعثور على ضحايا بين الأنقاض.
وبحسب الوزارة اللبناني، فإن القصف الإسرائيلي تسبب في أضرار كبيرة بالمستشفى العام الرئيسي في بيروت. وقد شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الاثنين-الثلاثاء.
وجاءت تلك الغارات الليلية بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف نحو 300 هدف لـ”حزب الله” في لبنان خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مع توسيع حملته الجوية لتشمل “مؤسسة القرض الحسن”، الذراع المالية لـ”حزب الله”.
وبحسب وسائل الإعلام، فقد استهدفت 13 غارة إسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت ليل أمس الاثنين، فيما طالت إحداها محيط أكبر مستشفى حكومي لبناني (مستشفى رفيق الحريري) وأسفرت في حصيلة سابقة نشرتها الوزارة، مساء الاثنين، عن أربعة قتلى.
وأفاد مصدر أمني عن تغيير مدرج هبوط طيران الشرق الأوسط بعد غارة إسرائيلية قرب مطار بيروت الدولي القريب من الضاحية الجنوبية لبيروت.
“حزب الله” استهدف منزل نتنياهو
من ناحية أخرى، تبنى “حزب الله” مسؤوليته “الكاملة والحصرية” عن الهجوم على منزل نتنياهو، الأسبوع الماضي، حيث قال مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف، في مؤتمر صحفي: “عيون مجاهدي المقاومة ترى وأذانهم تسمع فإن لم تصل إليك أيدينا بالمرة السابقة فإن بيننا وبينك الأيام والليالي والميدان”.
ولم يخف عفيف بوجود أسرى من عناصر الحزب لدى إسرائيل، من دون أن يحدد عددهم، محملا إياها مسؤولية الحفاظ على حياتهم وصحتهم. وقال: “أعلم أن العدو ليس لديه التزام بأخلاقيات الحروب والمواثيق الدولية ولكنه يتحمل مسؤولية الحفاظ على حياة الأسرى وصحتهم ونطالب الصليب الأحمر الدولي بالتأكد من ذلك”.
هذا وبدأت إسرائيل منذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي بشن سلسلة من الغارات العنيفة على العديد من المناطق في جنوب لبنان والبقاع شرق لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، ولا تزال الغارات مستمرة حتى اليوم، بل وباتت تشمل الذراع المالية التابعة لـ”حزب الله”، حيث استهدف نحو 30 هدفا مصريفا للحزب.
- إيران تدرس إرسال “مستشارين” لحلب.. و”الفصائل” تسيطر على تل رفعت
- ترجيحات بعدم هبوط طائرة وزير الخارجية الإيراني في مطار دمشق.. أين ذهبت؟
- “ندعم الدروز والأكراد”.. أول تعليق إسرائيلي على هجمات “الفصائل” بسوريا
- الهجري: نقف على منعطف تاريخي وندعم السوريين.. و”الإدارة الذاتية” تعلن “مرحلة التعبئة”
- واشنطن تكشف سر “انهيارات” سوريا.. وعراقجي يحمل رسالة للأسد
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.