بعد شهور من طرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لم يتقدم مسار إعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة في ظل عدم التوافق على الوجود التركي في الأراضي السورية، حيث عمد الجيش التركي مؤخرا إلى تعزيز وجوده العسكري، في إشارة إلى عدم نيّته الانسحاب أو التفكير به.  

هذا الجمود جاء بعد موجة تصريحات بين دمشق وأنقرة، بينما أشار الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه أمام “مجلس الشعب السوري” في آب/أغسطس الماضي، إلى أن الانسحاب ليس شرطا للقاء، لكن اللقاء لم يحدث، ما يدل على وجود فجوة كبيرة بينهما.  

المفاوضات متوقفة

وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال إن المفاوضات بين أنقرة ودمشق متوقفة بسبب اختلاف المواقف بشأن انسحاب القوات التركية من سوريا.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف - انترنت
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف – انترنت

لافروف أوضح أن اختلاف المواقف بين دمشق وأنقرة أدى إلى توقف عملية التفاوض، إذ تصرّ الحكومة السورية على ضرورة توضيح مسألة انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، فيما تؤكد تركيا من حيث المبدأ التزامها بسيادة سوريا ووحدة أراضيها، مع استعدادها لمناقشة مسألة سحب القوات في وقت لاحق.  

بحسب لافروف فإن هناك إشارات من دمشق وأنقرة باهتمام جدّي باستئناف المفاوضات، وموسكو تبذل جهوداً متواصلة لإنهاء الصراع، وتشجّع استئنافاً سريعاً لعملية التفاوض بين الجانبين. 

تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، وفق لافروف، كان أحد المواضيع التي تناولها لقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، خلال قمة بريكس في مدينة قازان الروسية. 

وكشف الوزير الروسي عن مناقشات بشأن التطبيع أُجريت خلال اجتماع الدول الضامنة لعملية “أستانا” في نيويورك في أيلول/سبتمبر الماضي. 

وأشار إلى أن موسكو شهدت العام الماضي لقاءات رباعية بين روسيا وتركيا وإيران وسوريا، على مستوى وزارات الخارجية والدفاع وأجهزة الاستخبارات، تناولت ملفات مثل عودة اللاجئين السوريين ومكافحة الإرهاب وتأمين الحدود. 

رغبة تركية  

بالنسبة لأنقرة، فإن لديها رغبة في عودة العلاقات، التي انقطعت قبل أزيد من عقد، تحقيقا لمصالحها، الاقتصادية والسياسية، في حين أن موقف الرئيس السوري، بشار الأسد، اتّسم بالهدوء والتّريث في الرّد على نظيره التركي، وهذا يعود إلى تكيف دمشق مع الواقع الحالي، بينما تريد تحقيق مكاسب من التطبيع.

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (يمين) والرئيس السوري بشار الأسد في مؤتمر صحفيا بعد اجتماعهما في اسطنبول يوم 7 يونيو 2010. رويترز
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (يمين) والرئيس السوري بشار الأسد في مؤتمر صحفيا بعد اجتماعهما في اسطنبول يوم 7 حزيران/يونيو 2010. رويترز

الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعرب عن أمله، عقب عودته من مدينة قازان الروسية، في أن تتخذ دمشق خطوات عملية تجاه التطبيع مع تركيا، مؤكداً أن هذا التوجّه يمكن أن يكون في صالح الطرفين. 

وأكد أردوغان أن تركيا منذ البداية تدعم الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وإرساء سلام دائم وعادل وشامل لدى جيرانها.، مضيفاً “نتوقع من الحكومة السورية أن تدرك الفوائد التي ستجنيها من تطبيع صادق وواقعي مع تركيا وتتحرك وفقاً لذلك”. 

وأضاف “آمل أن نرى خطوة بنّاءة في هذا الاتجاه وأن نبني عملية تطبيع بين تركيا وسوريا، لأن عدم استقرار تلك المنطقة يشبه المستنقع الذي يجذب التنظيمات الإرهابية وأصحاب الأجندات المشبوهة، وسبيل القضاء عليها هو تجفيف هذا المستنقع وتحويله إلى بستان”. 

وأشار الرئيس التركي إلى أن تأثير روسيا على سوريا معروف لدى الجميع، موضحاً “ناقشت مع بوتين جميع هذه القضايا، وتحدثنا عن موقفنا وتوقعاتنا، وطلبت منه أن يتخذ خطوة للتأكد من ردّ بشار الأسد على دعوتنا. هل سيطلب بوتين من الأسد أن يتخذ هذه الخطوة؟ هذا ما نتركه للزمن”. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات