ضربات إسرائيلية غير مسبوقة، بل وصفت بـ”التاريخية”، ضد “حزب الله”، وقد توالت عمليات اغتيال قيادات الجماعة اللبنانية الواحدة تلو الأخرى، حتى وصل لرأس الهرم التنظيمي، زعيم الحزب السابق حسن نصرالله، ومؤخرا خليفته المحتمل هاشم صافي الدين، الأمر الذي أثار جدلا كبيرا في الشارع ومن قبل السياسيين والفنانين والمثقفين والنشطاء والإعلاميين، إذ سخر البعض من التصريحات الهشة للحزب والدولة الداعمة له إيران، حيث إن كل منهما ما زال بصدد ترويج أنهم “المنتصرون” في حربهم ضد إسرائيل بشكل ملفق.

ولهذا جاء حديث الإعلامي اللبناني هشام حداد ساخرا في فيديو نشر حديثا على منصة “بيروت تايم”، وطرح سؤالا ردا على ادعاءات ومزاعم “حزب الله” بالنصر، وسط دمار عشرات البلدات الجنوبية في لبنان والعديد من المناطق والمدن، مثل الضاحية والبقاع وبعلبك وصور، قائلا: “فينا نعرف لمرة أولى وأخيرة، نحن امتى مننهزم؟”.

واللافت أن فيديو الإعلامي اللبناني أثار حالة من الجدل في الأوساط اللبنانية، فقد أيده البعض، فيما انتقده آخرون واتهموه بالعمالة لصالح جهة ما.

سخرية من “حزب الله”

قال هشام حداد في الفيديو المنشور حديثا، “لأنه معاييرن غير معايير كل الكوكب.. طيب فينا نعرف لمرة أولى وأخيرة، نحن امتى مننهزم؟.. الانتصار عرفناه، بس نحن امتى مننهزم؟”.

وأضاف حداد بشكل ساخر المزاعم التي يدعيها “حزب الله” وإيران بالانتصار ضد “العدو”، بالقول: “إذا استشهد آلاف المقاتلين والمواطنين الأبرياء وما انهزمنا، امتى مننهزم؟.. إذا دمر الجنوب والبقاع والضاحية ومن ضمنن ولأول مرة المدن الكبيرة التاريخية، كمدينة صور وبعلبك، ولم نهزم، أي متى مننهزم؟”.

https://twitter.com/RaymondFHakim/status/1853830410490257706

وتابع: “إذا الضيع الحافة الأمامية في الجنوب ككفركلا والعديسة وعيترون وميس الجبل وعيتا وغيرها انمحت عن وجه الأرض ولم نهزم، امتى مننهزم؟… إذا نزح وتشرد مليون ونص، أي تلت الشعب اللبناني ومنهم من يبيت في العراء ومنهم ما بقى ضيع عندو أصلا يرجعلا وما انهزمنا!، امتى مننهزم؟”.

وأضاف حداد بالقول: “إذا ناطرين أفيخاي أدرعي يدلنا وين نروح ووين نجي ولم نهزم، امتى مننهزم.. إذا استشهد أبو هادي (حسن نصرالله) وما انهزمنا، امتى مننهزم؟.. والسيد هاشم صفي الدين وقادة الصف الأول والثاني والثالث وإصابة 5 آلاف بتفجيرات أجهزة البيجر ولم نهزم، قولولي امتى مننهزم؟”.

انتصارات “وهمية”!

كما انتقد هشام حداد المحللين الداعمين لما يسمى “محور المقاومة” بسبب وعودهم قبل الحرب بأن “حزب الله” هو الذي “سيحتل مدن الجليل ويدمر الوزارات والمطارات والمدن… سؤالي إلكن، الانتصار شفناه بكذا مناسبة، امتى مننهزم؟”.

https://twitter.com/kasimfaysa/status/1853805165486182745

وقال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري، المعروف بدعمه لـ”محور المقاومة”، إن “حزب الله استعاد توازنه السياسي بعد أن استعاد قبل أسابيع توازنه التكتيكي والعملياتي على مستوى إدارة المعركة مع إسرائيل”، مشيرا لقناة “الجزيرة” إلى “توظيف الحزب المزدوج لقوة الصواريخ النوعية أفقيا وعموديا”.

وبيّن الدويري أن “حزب الله لا يمكنه الانتصار على الجيش الإسرائيلي في حرب تقليدية، ولكن مجرد بقائه وقدرته على الصمود، ومنع إسرائيل من تحقيق أهدافها وردعها فإنه يعتبر في هذه الحالة منتصرا”.

هذا وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد أكد في وقت سابق، أن “حزب الله هو المنتصر في حربه، واستشهاد قيادته لن تؤثر على قوته”.

تدمير 70 بالمئة من مسيّرات “حزب الله”

في سياق آخر متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي، مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، أنه دمر نحو 70 بالمئة من طائرات “حزب الله” المسيّرة التابعة للوحدة 127، وذلك منذ تصعيد هجماته على الحزب في أيلول/ سبتمبر الماضي.

وبالإضافة إلى هذا العدد الإجمالي، وفق قناة “الحرة”، فقد قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل 10 بالمئة من مشغلي الطائرات المسيّرة، فضلا عن قائد الوحدة بأكملها.

وأردف الجيش الإسرائيلي أنه قتل قائد الوحدة المسؤول عن مسيّرات “حزب الله” في منطقة شمال الليطاني ودمر 54 موقعا كانت تحتوي على مسيّرات.

ولفت الجيش الإسرائيلي إلى أنه دمر 24 منشأة للرصد والتشغيل و8 مراكز لتجميع الطائرات المسيّرة، و6 قواعد تحت الأرض تتعلق بها، و7 مراكز لتخزينها.

صورة بالأقمار الاصطناعية لقرية محيبيب في جنوب لبنان – 26 سبتمبر 2024- “أ.ب”

وفي تصريحات سابقة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن تقديراته تشير إلى أن القدرة المتبقية للقذائف والصواريخ لدى “حزب الله” باتت في حدود 20 في المئة. 

وأضافت مصادر دفاعية لصحيفة “جيروزاليم بوست” أن هذه النسبة تتعلق بحوالي 50 ألف صاروخ، كانت لدى الجماعة اللبنانية قبل 23 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة