لم يحظ الرئيس السوري، بشار الأسد، خلال مشاركته في “القمة العربية الإسلامية”، في السعودية، بـ لقاءات ومباحثات مع رؤساء دول آخرين، حيث لم يلتقِ إلا بولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء العراقي، محمد شيّاع السوداني.
كما أن القمة لم تجمع الأسد مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حيث غادر الأخير القاعة، خلال إلقاء الأسد كلمته، التي استمرت لـ 6 دقائق.
على الرغم من ذلك، فإن حضور الأسد لـ القمة بالنسبة لـ دمشق، يعتبر ضمن مسار سوريا للعودة التدريجية إلى الحضن العربي، بعد عزلة سياسية دامت أكثر من عقد، حيث باتت دمشق تتمتع بعلاقات جيدة مع بعض الدول العربية، إذ أعادت فتح سفاراتها في العاصمة.
بن سلمان والسوداني
على هامش “القمة العربية الإسلامية” الاستثنائية، التقى الأسد مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إذ ذكرت وكالة “سانا” السورية، أن الأسد بحث مع بن سلمان، أهمية انعقاد القمة العربية والإسلامية غير العادية، في ظل ما تشهده المنطقة من تصعيد خطير للعدوان الإسرائيلي ضد بعض دولها، وأهمية تنفيذ مخرجات هذه القمة.
وأضافت أن الأسد وبن سلمان، شدّدا على “مركزية القضية الفلسطينية، وخطورة توسيع رقعة العدوان على دول أخرى في المنطقة، بينما تناولا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة”.
قبيل بدء أعمال القمة، التقى الأسد مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شيّاع السوداني، في مقر إقامته بالرياض، حيث بحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين وجدول أعمال القمة، وفق ما ذكرت “الرئاسة السورية” عبر حسابها الرسمي على منصة “X“.
العاصمة الرياض، استضافت “قمة عربية إسلامية” طارئة، في ظل التصعيد الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان، لبحث سبل حماية المدنيين ودعم الشعبين الفلسطيني واللبناني. حيث شاركت 50 دولة عربية وإسلامية في أعمال القمة المشتركة، التي افتتحها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
ونددت “القمة العربية والإسلامية”، بـ “جرائم الإبادة الجماعية» الإسرائيلية في غزة. وأعلنت أن القادة قرروا “حشد الدعم الدولي لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة والكيانات التابعة لها”.
وقرر المشاركون في بيانهم الختامي العمل على حشد التأييد الدولي لانضمام دولة فلسطين للأمم المتحدة عضواً كامل العضوية. وطالبوا جميع الدول بحظر تصدير أو نقل الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل. كما دعوا مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار يلزم إسرائيل بوقف سياساتها غير القانونية التي تهدد الأمن والسلم في المنطقة.
انسحاب أردوغان
وفق ما أظهرت لقطات مصوّرة، فقد غاب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن حضور خطاب الأسد، خلال القمة.
لقطات تلفزيونية، أظهرت أن أردوغان لم يكن متواجداً في مكانه المحدد أثناء إلقاء الأسد خطاباً، مدته حوالي 6 دقائق، حيث جلس في مكان أردوغان، السفير التركي لدى السعودية، أمر الله إشلر.
خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية بالقاهرة في أيلول/سبتمبر الماضي، غادر وفد دمشق، برئاسة وزير الخارجية، فيصل المقداد، آنذاك، القاعة مع بدء كلمة وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان.
المشاحنات الدبلوماسية غير المباشرة بين البلدين، تأتي بعد عدم توصلهما إلى تفاهماتٍ حول إعادة العلاقات، التي أطلقها أردوغان في حزيران/يونيو الماضي، بينما تُصر دمشق على وضع جدولٍ زمني لانسحاب القوات التركية من سوريا، في حين أنّ أنقرة تربط الانسحاب بمجموعة شروطٍ، يصعب تحقيقها في المدى المنظور، مما يدل على عدم رغبتها بالانسحاب.
ماذا قال الأسد في القمة؟
“القمة العربية الإسلامية” جاءت لبحث تداعيات استمرار التصعيد الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان وتطورات الأوضاع في المنطقة. حيث اعتبر الأسد في كلمته، أن “الأولوية حالياً هي لإيقاف المجازر والإبادة والتطهير العرقي الذي يرتكبه الكيان الصهيوني”، مع أهمية العمل من أجل استعادة الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.
وأضاف: “إننا نمتلك الأدوات مجتمعين، شعبياً ورسمياً، عرباً ومسلمين، دولاً وشعوباً، وما نحتاجه هو القرار باستخدامها.”
حول “القمة العربية والإسلامية” قال: “إنّهم سبق والتقوا في القمة الماضية، العام الفائت، وأدانوا واستنكروا، لكن الجريمة ما تزال مستمرة”، مردفاً: “هل نلتقي اليوم لكي نستنسخ الماضي الراحل وأحداثه، أم لنبدّل في مسار المستقبل القادم وآفاقه”.
وأشار “الأسد” إلى “كل تجارب السلام السابقة، التي أثبتت فشلها مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث تلتها في كلّ مرّة مجازر وانتهاكات بحق الفلسطينيين”، مردفاً: “نقدّم السلام فنحصد الدماء”.
ودعا إلى “تغيير الآليات والأدوات المٌستخدمة في مواجهة الاحتلال”، لأنّ الاستمرار في نفس السياسات “لن يؤدي إلا إلى المزيد من النتائج المأساوية”.
الأسد لم يتطرق إلى الضربات الإسرائيلية، التي تستهدف الأراضي السورية، إذ استهدفت غارة إسرائيلية، أمس الاثنين، مواقع عسكرية قرب ضاحية المجد، بـ ريف حمص الجنوبي، أثناء انعقاد القمة.
يذكر أنّه منذ مطلع العام الحالي، استهدفت إسرائيل الأراضي السورية، 147 مرة، وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، أسفرت عن مقتل 284 عسكرياً وإصابة 230 آخرين، إضافة إلى مقتل 55 مدنياً وإصابة نحو 58 آخرين.
- الاتحاد الأوروبي يقترب من تخفيف العقوبات على سوريا.. هل يفعلها غدًا؟
- مظاهرات في قرية الشنية بريف حمص.. ما المطلوب من الإدارة السورية؟
- مجزرة الكيماوي في دوما 2018.. ما دور روسيا في تضليل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية؟
- ثلاث دقائق من الشائعة.. ماذا حدث بعد تداول عودة ماهر الأسد إلى الساحل؟
- أبرزها سوريا.. ترامب يُعلّق المساعدات الخارجية الأميركية فما الأسباب؟
هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.