على الرغم من التقدم الذي أحرزته الفصائل العسكرية في عملية “ردع العدوان”، إلا أن هناك تخوفات برزت في أوساط السوريين من تكرار سيناريوهات سابقة، خاصة ما حصل في عام 2020، عندما تدخلت تركيا لوقف إطلاق النار بعد أن سيطر الجيش السوري على مناطق بريف إدلب الجنوبي.

في ذلك الوقت، بدأ الجيش السوري والقوات الداعمة له معركة على محافظة إدلب، بغطاء جوي روسي، حيث بدأت نهاية 2019 واستمرت حتى الـ 5 من آذار/مارس 2020، إذ لم يشهد الشمال السوري بعد ذلك الاتفاق معارك بين الجيش السوري وفصائل المعارضة.

ماذا حصل في 2019 و2020؟

في كانون أول/ديسمبر 2019، أطلق الجيش السوري حملة عسكرية على محافظة إدلب شمال غرب سوريا، والتي تعتبر من أعنف الحملات التي شنها الجيش السوري بغطاء جوي روسي. حيث خلَّفت وراءها واحدة من أكبر موجات النزوح في البلاد منذ عام 2011، إذ قدرت الأمم المتحدة حينها بأن عدد النازحين وصل إلى 700 ألف شخص من حلب وإدلب.

صور نشرتها “هيئة تحرير الشام” لبدء عملية “ردع العدوان” 28 تشرين ثاني/نوفمبر 2024 – مواقع التواصل

تلك الحملة أسهمت في إضعاف فصائل المعارضة المسلحة واستنزافها إلى حدٍّ كبير، إذ خسرت عدداً كبيرا من المقاتلين، بينما تقلصت مساحة سيطرتها إلى مستويات غير مسبوقة، إذ تغيرت خريطة السيطرة بشكل كبير.

الجيش السوري سيطر على ما يزيد عن 250 قرية وبلدة بشمال غرب سوريا، في أرياف إدلب وحماة وحلب، قبل أن تتدخل تركيا وتوقف تقدم الجيش السوري وتثبت قواعد جديدة للاشتباك في المنطقة.

وبعد إطلاق عملية “ردع العدوان“، أمس الأربعاء، عادت إلى ذاكرة بعض السوريين ما حصل قبل نحو 5 سنوات، متخوفين من تكرار نفس السيناريو، بأن ينتج عن المعركة خسارة مناطق جديدة.

إضافة إلى ذلك، فإن العملية تأتي في وقت تسعى فيه أنقرة للضغط على الحكومة السورية للقبول بإعادة العلاقات بين البلدين في ظل الوضع الراهن، أي عدم وضع شروط لانسحاب الجيش التركي من الشمال السوري، إذ من المرجح أن تستخدم تركيا هذه العملية كورقة ضغط في المفاوضات مع دمشق وموسكو.

ودفعت تركيا، أمس الأربعاء، بتعزيزات عسكرية جديدة إلى سوريا، حيث دخل رتل عسكري تركي من معبر السلامة الحدودي، إلى النقاط التركية المنتشرة في منطقة “درع الفرات”، ضم شاحنات محملة بأسلحة ثقيلة ودبابات وآليات إلى النقطة التركية على أطراف بلدة مريمين شمال حلب، بعد أن وصلت، الثلاثاء، تعزيزات عسكرية تركية إلى منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي ضمن منطقة “بوتين–أردوغان”.

“ردع العدوان”

في اليوم الأول لانطلاق العملية، حققت فصائل المعارضة تقدما ملموسا على جبهات القتال، حيث سيطرت على 21 قرية وموقعاً استراتيجياً في ريف حلب الغربي خلال ساعات، من أبرزها الشيخ عقيل، قبتان الجبل، وحور، إلى جانب الفوج 46 الاستراتيجي.

قوافل من النازحين الفارين باتجاه الحدود التركية جراء تقدم الجيش السوري في محافظة إدلب 2020
قوافل من النازحين الفارين باتجاه الحدود التركية جراء تقدم الجيش السوري في محافظة إدلب 2020

في المقابل، شنت الطائرات الحربية السورية والروسية 33 غارة على مواقع في منطقة “بوتين-أردوغان”، في حين شهدتمناطق ريف حلب الغربي حركة نزوح كبيرة من مدينة الأتارب والقرى المحيطة، إضافة إلى البلدات الشرقية في إدلب.

ووثق “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مقتل 60 عنصراً من “هيئة تحرير الشام” و”الجيش الوطني”، إضافة إلى مقتل37 عنصراً من الجيش السوري، بينهم ما لا يقل عن 4 ضباط برتب مختلفة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات