رغم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بين إسرائيل و”حزب الله”، وبدء سيرانه منذ أول أمس الأربعاء، إلا أن الميليشيات العراقية الموالية لإيران لم تتوقف عن هجماتها ضد تل أبيب، فما هو موقفها؟ وما موقف حكومة بغداد؟ وماذا عن إسرائيل وتهديدها بضرب العراق؟

واقعيا، هدّدت إسرائيل بضرب العراق، وتحديدا الميليشيات العراقية الموالية لإيران والتي تستهدف شمال إسرائيل بطائرات مسيّرة، وكان التهديد بطرق مختلفة، ويترافق معه تحذيرات لبغداد من مغبة رد الفعل الإسرائيلي إن لم تتوقف الميليشيات عن هجماتها.

تحركات إسرائبل والعراق على مجلس الأمن

بدأت إسرائيل تحركها دبلوماسيا، إذ نقلت قبل أكثر من أسبوع، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، تحثه فيها على الضغط على الحكومة العراقية لوضع حدّ لهجمات تشنّها “الميليشيات الولائية” على تل أبيب.

الرسالة الإسرائيلية، وجد فيها العراق نفسه في خضم تصعيد قد يؤدي إلى فتح جبهة جديدة للحرب في المنطقة، وبرغم تحذير رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، من مضمون الرسالة الإسرائيلية واعتبارها ذريعة لتبرير عدوان مخطط له ضد بلاده، إلا أنه لم يخف غضبه في نفس الوقت من الفصائل الموالية لإيران وإصرارها على دفع العراق إلى دائرة التصعيد.

ضمن هذا السياق، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني “أقنع قادة الفصائل المسلحة بالعمل وفق خطة الحكومة لمواجهة شرارة الحرب في منطقة الشرق الأوسط”.

الميليشيات العراقية – (إنترنت)

كما أضاف في تصريحات، الأسبوع الماضي، أن “قادة الفصائل ملتزمون بالاتفاق مع الحكومة وأنهم ليسوا بصدد خلق حالة قد تؤدي إلى الحرب على البلاد”. وشدد على أنهم أعطوا وعدا للسوداني بأنهم لن يتحركوا بطريقة تشعل حربا أو رد فعل قويا ضد البلاد.

يأتي ذلك في وقت أكد فيه المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، أن “القوات العراقية في حالة تأهب قصوى وجاهزة للدفاع عن سيادة البلاد في مواجهة أي تهديد خارجي”.

وزارة الخارجية العراقية، من جهتها، أعلنت في بيان أنها وجهت رسائل رسمية إلى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، “ردا على تهديدات إسرائيل بالاعتداء على العراق”.

الميليشبات تجمع على استمرار الهجمات!

رغم كل ذلك، ورغم القلق الذي تعيشه بغداد من أي هجوم إسرائيلي، وحتى رغم إعلان وقف إطلاق النار في لبنان، إلا أن الميليشيات العراقية، وأبرزها “كتائب حزب الله العراق”، أت أول أمس الأربعاء، أن هجماتها لن تتوقف بإيقاف إطلاق النار في لبنان، مشددة على عدم فصل الجبهات وترك قطاع غزة، وفق تعبيرها.

وقالت “الكتائب”، إن وقف النار في لبنان لن يؤثر على “وحدة الساحات”، مشيرة إلى أن أطرافا جديدة ستنضم لعدم ترك غزة وحيدة، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية المستمرة في القطاع منذ أكثر من عام.

وقال المصدر، إن “قادة تنسيقية المقاومة العراقية، عقدوا اجتماعا مهما واتفقوا خلال الاجتماع على مواصلة الهجمات عبر المسيرات والصواريخ المطورة ضد إسرائيل خلال المرحلة المقبلة، حتى بعد وقف إطلاق النار في لبنان”.

وأضاف المصدر، أن “الاتفاق على مواصلة العمليات تم من خلال اتفاق كل من حركة النجباء وكتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء وحركة انصار الله الاوفياء، المنضوية بما تعرف بـ(المقاومة الإسلامية في العراق) والتي أكدت على استمرار العمليات لحين وقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل على غزة وبخلاف ذلك العمليات مستمرة، ولن تبالي لأي تهديد إسرائيلي”.

خطة الهجوم الإسرائيلي

بالتزامن مع إعلان الميليشيات الولائية، استمرار هجماتها ضد إسرائيل، قالت وسائل إعلام مختلفة، إن تل أبيب أرسلت رسالة تحذيرية عبر أذربيجان إلى العراق، من هجمات ستنفذها في الداخل العراقي، ما لم تتوقف الميليشيات عن هجماتها، إلا أن مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، نفى ذلك، داعيا “وسائل الإعلام إلى توخّي الدقة في نقل الأخبار والاعتماد على المصادر الرسمية”.

وبشأن الهجوم الإسرائيلي المحتمل، فإن الخطة تقضي بضرب إسرائيل للبنى التحتية والمنشآت التابعة للميليشيات الموالية لإيران، على أن تنتقل بعدها إلى تنفيذ عمليات اغتيال ضد قيادات في الميليشيات العراقية، على غرار ما يجري في سوريا، وذلك وفقا لما نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية.

وأتت تلك المعلومات، فيما رجح مسؤولو استخبارات إسرائيليون وأميركيون، أن تصعد إيران من تحرك “وكلائها” في العراق ردا على التصعيد الإسرائيلي الحاصل في لبنان وغزة.

أما بشأن خطة بغداد للرد على أي هجوم إسرائيلي، فقد حددها السوداني، الذي أوصل رسالة إلى واشنطن مفادها أن الولايات المتحدة مطالبة بالتدخل الفوري لحماية سيادة العراق، إذا وقع الهجوم، حيث استند في ذلك إلى اتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تؤسس لتعاون دفاعي وأمني بين البلدين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات