على الرغم من التحضيرات شبه المعلنة لـعملية “ردع العدوان” قبل نحو شهرين من انطلاقها، وإرسال دمشق لتعزيزات عسكرية إلى نقاطها في منطقة “خفض التصعيد”، إلا أن فصائل المعارضة السورية حققت تقدماً سريعا ومفاجئا في ريفي حلب وإدلب.

هذا التقدم أثار تساؤلات عديدة حول الأسباب التي أدّت إلى التقدم السريع على عدة جبهات، حيث وصلت إلى مدينة حلب وسيطرت على أحيائها، خلال 3 أيام فقط، بينما تراجع الجيش السوري إلى خارج المدينة.

غياب موسكو

يعود الإنجاز الذي حققته فصائل المعارضة المنضوية تحت غرفة العمليات العسكرية “ردع العدوان“، أبرزها “هيئة تحرير الشام” وبعض تشكيلات “الجيش الوطني السوري”، إلى عدة أسباب، أبرزها غياب سلاح الجو الروسي وتخبط الميليشيات الإيرانية.

طائرات حربية روسية في مطار حميميم - انترنت1
طائرات حربية روسية في مطار حميميم – انترنت

إذ لوحظ أن روسيا لم تتدخل إلى جانب الجيش السوري، حيث شنّت غارات جوية على ريفي حلب وإدلب، لكن الطلعات الجوية لم تكن بالمستوى السابق، حيث اتسمت بالطابع الخجول، الذي لم يحدِث فارقاً في قدرة قوات دمشق على الصمود.

غياب الحليف الروسي أدّى إلى انهيار سريع في دفاعات الجيش السوري، وتوسّع عمليات فصائل المعارضة السورية، التي لم تكن مدينة حلب ضمن خطتها.

إذ قالت مصادر أمنية تركية، إن العملية المحدودة لجماعات المعارضة توسعت بعد أن غادر الجيش السوري مواقعه، موضحة أن العملية جاءت عقب هجمات الجيش السوري على المنطقة، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.

على ما يبدو أن موسكو تمارس ضغطا سياسيا على دمشق لتنفيذ بعض مطالبها، وهذا ما تشير إليه زيارة الرئيس السوري، بشار الأسد، المفاجئة إلى روسيا، الخميس الماضي، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي تتعلق بعدة ملفات أهمها، التواجد الإيراني في سوريا وتهديدات تل أبيب.

الميليشيات الإيرانية

إضافة إلى ذلك، فإن عملية “ردع العدوان” جاءت في توقيت حساس بالنسبة لـ “محور المقاومة”، حيث انطلقت العملية بعد ساعات من إعلان التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، بينما كان “حزب الله” غير جاهز للدخول في أي معركة، خاصة مع استهداف مواقعه في سوريا، والحدود السورية اللبنانية.

في حين أن الميليشيات الإيرانية في سوريا كانت تعيش حالة تخبط واضحة، بعد الضربات الإسرائيلية والتحالف الدولي لمواقعها في دير الزور وحمص، والتي أسفرت عن مقتل العشرات، بينما شرع القادة بمغادرة الأراضي السورية إلى العراق.

مقتل المستشار الإيراني، الجنرال بـ “الحرس الثوري الإيراني”، كيومرث بورهاشمي، في عملية للمعارضة في مدينة حلب قبل دخولها، أدى إلى تزعزع الميليشيات وانسحابها.

إذ نفذت مجموعة عسكرية من المعارضة عملية اغتيال، أدت إلى مقتل الرجل الأول لإيران في سوريا، الذي يشغل منصب قائد المستشارين العسكريين، حيث تسللت المجموعة سراً إلى مكان عقد اجتماع بور هاشمي مع قادة عسكريين.

انسحاب الميليشيات الإيرانية من ساحة المعركة، أحدث فراغاً في الجبهات، إذ جاء ذلك في ظل رفض عناصر الجيش السوري وضباط أوامر الالتحاق بالمعارك في ريفي حلب وإدلب، وفق ما كشفه قائد عسكري سوري لـ “الحل نت“.

وأضاف القائد العسكري، أن “العناصر يقولون إن هذه تفاهمات سياسية بين قادة الدول ووقودها هي دماؤهم، بينما قدم قادة في الجيش السوري توصيات بضرورة الاعتماد على القوات الرديفة من إيران والعراق ولبنان وضرورة إشراك قوات من ميليشيات “فاطميون” و “زينبيون”.

إذاً، جميع هذه العوامل أدّت إلى تقدم سريع ومفاجئ لقوات المعارضة السورية، والتي وسعت عملياتها بعد انسحاب الجيش السوري من دون معارك، لكن إلى الآن لا يعرف فيما إذا توصلت موسكو ودمشق إلى تفاهمات تعيد دخول روسيا في المعركة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
أقدم
الأحدث الأكثر تقييم
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات

الأكثر قراءة